هناك إعلاميون قادرون علي التكيف مع نظام الإخوان ونقل البندقية من كتف إلي كتف
تحول الإعلام الحكومي لبوق للإخوان خاصة بعد تولي وزير إخواني
اؤيد إلغاء وزارة الإعلام وأدعو لإنشاء مجلس وطني للإعلام يستقل عن مؤسسات الدولة والرئاسة ”
لم يخلو الحوار مع الإعلامي القدير حسين عبد الغني من الكلام عن السياسة ذلك لما طرحه عبد الغني من قضايا سياسية وطيدة الصلة بالإعلام بإعتبار المنظومة الإعلامية مرآة عاكسة للنظام السياسي في الدولة حيث يري الإعلامي أن الإعلام سواء الرسمي أو الخاص لم يتغير بعد ولم تهب إليه رياح الثورة وأن جميع المؤشرات توحي بتحويل الإعلام إلي بوق للإخوان والحزب الحاكم كما توحي بسيطرتهم علي جميع مفاصل الدولة مؤكدا علي أن الإعلام الحر والقضاء المستقل هما الدعامة الأساسية للتحول الديموقراطي مشيرا إلي المحاولات الشبابية لبعض الإعلاميين لتطهير الإعلام والتي قوبلت بالقمع وتحويلهم للتحقيق وذلك في محاولة منه للتأكيد علي فكرة أن تطهير الإعلام لم يحدث إلا في حالة توفير المناخ الصحيي والبيئة الخصبة لذلك وأن هذه المحاولات اجهضها الاخوان اللذين حولوا الإعلام من إعلام الحزب الوطني إلي إعلام حزب الحرية والعدالة
ما تعليقك حول الخلاف المجتمعي الدائر حاليا حول تأسيسية الدستور سواء بما يتعلف بحرية الصحافة والإعلام أو بباقي بنود الدستور ؟
الخلاف الدائر حاليا حول بنود الدستور خلاف تسبب فيه رغبة تيار سياسي معين للهيمنة وإستحواذ ليس فقط علي السلطة ولكنه لتحديد ورسم مستقبل مصر فقام بتأسيس جمعية تأسيسية أولي بمنطق الهيمنة والإقصاء فما كان للقضاء المصري إلا أن قام بحلها وإعتبارها غير شرعية وكان من المتصور أن يتعظ هذا التيار مما حدث ولكننا وجدناه يكرر نفس الكارثة ويكون هيئة تأسيسة لا تمثل كل أطياف المجتمع وبالتالي جاءت الجمعية التأسيسية للدستور معيبة وفما يتعلق بالمواد المتعلقة بحرية الصحافة والإعلام والتي تم تسريبها فوجدناها تحتوي علي عبارات مطاطة تدمر ما تهدف إليه المادة من خلق حالة الحرية في الصحافة وما سرب من هذه المواد غير مقبول
كيف تري موقف وزير الإعلام مع مذيعة دبي والتناول الإعلامي لها ؟
حدث مبالغة في هذا الموضوع وأري أن وزير الإعلام صلاح عبد المقصود لم يقصد بأي صورة من الصور أي مغازلة للمذيعة
كيف تقيم أداء وزير الإعلام في المرحلة الماضية ؟
هناك إيجابيات وسلبيات أما السلبيات فتتمثل في أنه حتي الآن مازال مسموح لبعض البرامج الإذاعية والتليفزيونية في تغطيتها الإعلامية للأحداث أن تبدأ بأخبار الرئيس مثلما كان في العهد السابق وكذلك لا يوجد لدي وزير الإعلام رؤية معينة لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير حول تحرير الإعلام من قبضة الحكومة والدولة فمن أهم أهداف الثورة إلغاء وصاية الدولة علي إتحاد الإذاعة والتليفزيون والبدء في إنشاء مجلس وطني للإعلام وتحرير الإعلام من تغطية أنباء وأخبار الرئيس وكأننا إستبدلنا الحزب الوطني بحزب الحرية والعدالة وكلها أمور لم يشرع في التنفيذ فيها وأما الإيجابيات فلم يفرض عدوات الإخوان مع عبد الناصر في تغطية التلفزيون المصري لإحتفالات أكتوبر أو لبعض المناسبات.
ولكن ..ما التحدي الحقيقي للمنظومة الإعلامية من وجهة نظرك في الفترة المقبلة ؟
الخطط الاعلامية في المرحلة المقبلة ستكون مرهونة باختبار يقف فيه الان الرئيس محمد مرسي وحكومة قنديل ووزير الاعلام وهو الغاء قرار غاشم ومعادي لحرية الاعلام كان قد صدر في عهد المجلس العسكري يوقف منح التراخيص للقنوات الفضائية الجديدة وهذا معناه اغلاق الباب امام كل المبادرات الاعلامية الرامية لإنشاء قنوات إعلامية وطنية ومستقلة تواجه إعلام الفلول من ناحية ومحاولة السيطرة علي اعلام الدولة من ناحية اخري وبصراحة إذا لم ينجح الرئيس والحكومة ووزير الاعلام في هذا الاختبار بإلغاء قرار منع التراخيص الذي تم في عهد الوزير الأسبق اسامه هيكل سيكونون في موقف بالغ الحرج أمام المنظمات المهتمة بحرية الصحافة في مصر والعالم وسيؤكد الانطباع انه هناك توجه لاخونة الاعلام في مصر خاصة وإنني أعلن معلومة لايعرفها أحد وهو أنه تم استثناء قناة معينة ذات طابع اسلامي يقوم عليها دعايه إسلامي معروف من هذا القرار بمنع التراخيص
إلا تري أن مشاركتك ودعمك للتيار الشعبي ضد حياديتك الإعلامية ؟
بالطع لا أنا ليس لدي منصة إعلامية اتحدث منها وأنا لست عضو في أي حزب سياسي وإنما أدعم المطالب الوطنية التي تبنتها ثورة 25 يناير والتي لم يتم تحقيق شيئ منها حتي الآن فأنا أدعم مواقف وطنية وليس سياسية وهو انحياز للثورة وليس عملا مباشرة في السياسة
ما رأيك حيال القنوات التي تستهدف العمل في مصر فقط ؟
أنا لست متحمسا لفكرة قنوات الجزيرة مباشر مصر أو روتانا مصر أو ام بي سي مصر وأنا مع فكرة وجود محطات تخاطب باللغة العربية كل من يعرف اللغة العربية وليس المستهدف بها بلدا بعينها ويكون ترتيب الخبر الإعلامي بحسب أهمية الخبر وليس باستهداف بلدا بعينها وكان من يفعل ذلك بالتخصيص علي مصر أو بلد معين يقول لنا إنني أريد أن العب دورا سياسيا وأريد أن اؤثر علي مجري الأحداث في هذا البلد وهو بالتالي هنا يفقد وظيفته كإعلامي مهني مستقل لا يتدخل في السياسة
ما الأسئلة التي يمكن أن توجهها للرئيس مرسي عند محاورته إعلاميا ؟
الرئيس مرسي لا يوجد لدية رؤية سياسية واضحة لما يريد أن يفعله لهذا البلد وفي هذه المسألة هناك مشكلتين علي وجه الخصوص الاولي هي رؤيته لتحقيق العدالة الاجتماعية ورؤيته لتحرير مصر من التبعية للولايات المتحدة واعادة دور مصر في قيادة أمتها العربية والإسلامية وقارتها الافريقية ولو قابلت الرئيس لاركز علي هذين المحورين الناقصين تماما حتي الان والغريب انهما هدفين من أهداف الثورة 25 يناير التي اتت به الي الحكم ويفترض أن يعطيهما علي ما عداهما
حدثنا عن رؤيتك للإعلام في الوقت الحالي ومن لقبوا بالإعلاميين المتحولين ، وكيف تري الرسالة الإعلامية قبل وبعد الثورة ؟
لا يوجد تغيير جوهري في الإعلام ولم تصل إليه الثورة بعد وبالتالي لا يمكن أن نصل إلي التحول الديموقراطي الحقيقي بدون إعلام حر وقضاء مستقل فهما الركائز الاساسية لقيام دولة ديموقراطية وهناك عدة محاور يمكن تقيم الإعلام من خلالها أهمها شلة الإعلاميين المعروفين بولائهم للنظام السابق ومرتبطين بأجهزته الأمنية ومشروع التوريث لجمال مبارك والذي ظلوا موالين له حتي الأيام الأولي من الثورة وهاجموا الثورة بدراوة وحاربوا الثورة حرب شرسة ولم يساندونها إلا بعد تأكدهم من نجاحها وسحب البساط من تحت أقدام النظام البائد هؤلاء الإعلاميين وإستمرار تواجدهم علي الساحة الإعلامية مؤشر خطير علي عدم تغير الإعلام المصري نهائيا سواء في البيئة المناخية للرسالة الإعلامية أو في سلوك هؤلاء الإعلاميين الموجودين علي الساحة الإعلامية وكما كان قبل الثورة مجموعة الإعلاميين القابضين علي الجمر والمدافعين عن حقوق المواطنين هم قلة قلية وجزر منعزلة وسط محيط من المتحولين والفاشلين مهنيا
إذكر لنا البعض من هؤلاء المتحولين من الإعلاميين وقيم لنا إدائهم الإعلامي ؟
لن أذكر أسماء بعينها ولكن هؤلاء الإعلاميون معروفون للجميع وتاريخهم معروف ومواقفهم مسجلة والجميع يعلم أنهم صرفوا لنا من أجهزة أمن الدولة للمدح في نظام مبارك ولمساندة مشروع التوريث ثم يأتي دورهم للذم في الثورة ونار الثورة إستطاعت أن تكشف أمرهم للجميع ليعرف المشاهد البسيط أن هؤلاء الإعلامين لن يساندوا مصلحة البلد وإنما يساندو مصالحهم الشخصية حتي نظام الإخوان المسلمين الذي يحكم إلان هم قادرون علي التكيف معه لأن هؤلاء هم القادرون علي نقل البندقية من كتف إلي كتف في أقصر وقت وبأسهل طريقة
هل تعتقد أن الإعلام سواء الرسمي أو الخاص سيتحول إلي بوق للإخوان بعد صعودهم لسدة الحكم وبعد تولي وزير إعلام إخواني ؟
هناك مؤشرات كثيرة تؤدي إلي هذا المسار المتوقع لتحول الإعلام لبوق للإخوان مثلما كان بوقا للسادات ونظام مبارك وأصرار جماعة الإخوان علي الإبقاء علي هيكلة مجلس الشوري وهيمنة المجلس الإعلي للصحافة علي الصحافة القومية والحكومية فهذا أكبر دليل علي أن الإخوان يحذون حذو النظام السابق في أن يسيطرو علي المنظومة الإعلامية لتحويلها لبوق لهم ولضمان تعيين رؤساء التحرير ممن يدينون بالولاء لهم من خلال التحكم في تعينات رؤساء تحرير ورؤساء مجلس إدارات الصحف وليس بالضرورة أن يكون جميعهم إخوان مسلمين ولكنهم يدينون بالولاء لمن وضعهم في هذا المنصب والغريب في الأمر أن الإخوان ليس فقط يسيرون علي نهج النظام السابق وإنما ياتون بإناس مرتبطين إرتباط وثيق به فنجد أحد رؤساء التحرير اللذين تم إختيارهم كان مرشح علي قوائم الحزب الوطني في الإنتخابات قبل الأخيرة لمجلس الشعب وأخر هو أحد أبناء النظام السابق وأحد المدافعين المستمتين علي الحزب الوطني ومن المهاجمين الشرسين للثورة وهو الحال نفسه عند تشكيلهم لحكومة قنديل عندما أتو بعشرة من أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني وولوهم لوزارات حساسة وخدمية
كيف تري موقف الإعلام من الرئيس مرسي ؟
الرئيس مرسي يتعرض لإختطاف من جهتين مؤسسة الأمن ومؤسسة الإعلام ويأتي ذلك علي حساب أهداف الثورة فالإخوان هم أخر من دخلو لصفوف الثورة وأول من خرجوا منها لتحقيق أهدفهم وليس أهداف أهداف الثورة فنجد النفاق والمداهنة في كل وسائل الإعلام خاصة الصحف القومية منها فالإعلام يتمع مع الرئيس سياسة “عاش الملك مات الملك” ولم يتحرر من خضوعه للحزب الحاكم.
هل تؤيد الإبقاء علي وزارة الإعلام أم مع إلغائها ؟
بالتأكيد أنا أدعوا إلي إلغاء وزارة الإعلام وإنشاء مجلس وطني مستقل ولدي الكثير من التحفظات الحقيقية حيال مشروع قانون مجلس وطني للإعلام الذي سبق وأن تم طرحه بمجلس الشعب المنحل ذلك لتجاهل رأي أهل المهنة والمشتغلين بصناعة الإعلام مما أدي إلي خروج قانون يشوبه الكثير من القصور والخلل فضلا عن من شاركو في إعداد هذا القانون مشاركة أكاديمية من خلال تدعيم بنود القانون بمعلومات نظرية بعيدة عن الممارسة الحقيقية للمهنة تعرف دقائق صناعة التليفزيون وكثير منهم علاقته شحبت جدا بهذه الصناعة وما يجد فيها من تكنولوجيا وتقنيات حديثة كل يوم
وبالتالي لابد من طرح القانون للنقاش العام خاصة علي أهل المهنة بحيث يضمن إستقلال تام للإعلام عن مؤسسة الرئاسة وعن أي مؤسسة حكومية والإستعانة بتجارب مشابهة في العالم خاصة التجربة التونسية في استقلال الاعلام خاصة بعد الإطاحة ب “بن علي “
هل نستخلص من كلامك هذا أن الإعلام الفاسد هو الصانع الحقيقي للفرعون ؟
لا نستطيع أن نقول هذا في حالة تولي الإخوان المسلمون للحكم حيث أصبح حزب الحرية والعدالة هو الحزب الحاكم وإلا أصبح الحزب الحاكم والرئيس مفعول به وليس فاعلا فالقضية تكمن في من الذي يسمح بإبقاء هذه الصورة للإعلام وإستمراره علي هذه الشاكلة فالسياسات المتبعة والتي إستمر علي نهجها جماعة الإخوان المسلمين عند وصولهم للحكم هي من تصنع هذه الصورة للإعلام في وقتنا الحالي فالإصرار علي الإبقاء علي مجلس الشوري وولايته علي الصحف القومية وإختياره لرؤساء مجلس إدارات الصحف القومية ورؤساء تحريرها وإبقائهم علي إتحاد الإذاعة والتليفزيون كما هو ووزارة الإعلام كما هي كلها مؤشرات علي تدل علي إصرار الإخوان علي الإبقاء علي المنظومة الإعلامية كما هي وعدم تطهيرها وخلق موالي للحاكم ولكن ما نستطيع قوله أن الإعلام مساهم بقدر ما يشعر الحاكم يريد ذلك فإذا شعر الإعلام أن الرئيس لا يريد إعلاما يمجده وإنما يريد إعلام ينقل له مشاكل الشعب ليقوم بحلها سيفعل القائمين علي المنظومة الإعلامية ذلك والعكس صحيح ولكنهم يشعرون إلان أن الحاكم يريد التمجيد والتهليل والدفاع عن السياسات المتبعة من الحزب الحاكم ففي هذه الحالة لن يصبح الرئيس مرسي مفعولا به فضلا عن عدم إلتزام الحزب الحاكم لما أقره في برنامج الرئيس الإنتخابي وما أعلنه في مؤتمراته الإنتخابية عن حرية الإعلام وإلغاء الوزارة وعدم وصاية مجلس الشوري علي الصحف القومية
ما تقييمك لأداء جريدة الأهرام بصفة خاصة والجرائد القومية بصفة عامة بعد تولي مرسي الحكم ؟
أنا قرأت بالاهرام مقالات لمجموعة من الكتاب لا أكاد أصدقها نفس ما كان يكتب حرفيا عن مبارك هو ذاته ما يكتب إلان عن مرسي وحزب الحرية والعدالة
ما هي الوسائل المؤدية إلي تطهير المنظومة الإعلامية من وجهة نظرك ؟
تحرير الإعلام من الناحية الدستورية ومن الناحية التشريعية والتنظيم الذاتي للإعلام ونقل السلطات القائمة علي الإعلام إلي هيئات مستقلة من رموز وطنية وهيئات منتخبة مثل البي بي سي ، وأنا طالبت من الرئيس مرسي ومن صلاح عبد المقصود وزير الإعلام إصدار بيان بخمس تعهدات تخص الإعلام أولها النص في الدستور علي حرية الإعلام نصا صريحا لا قيد فيه ولا استثناء ثانيا إلغاء المجلس الأعلي للصحافة وإلغء وصاية مجلس الشوري علي الصحف القومية وإلغاء وزالرة الإعلام وإنشاء مجلس وطني للصحافة مستقل بالتعاون مع نقابة الصحافيين إلغاء المهام الموكلة لوزارة الإعلام والمرفق القومي للإتصالات وإتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الإستثمار وإحالتها إلي مجلس وطني للإعلام هو من يقوم بمنح التراخيص ومحاسبة الخرجين عن سياق المهنة ثالثا أن يتم إلغاء جميع القوانين المقيدة لحرية الصحافة والإعلام رابعا أصدار قانون يضمن إستقلال الصحافة والإعلام خامسا تحويل إتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي هيئة بث عامة وليست تابعة للدولة أو الحزب الحاكم
هل معني هذا أنه لا تقع أي مسئولية علي اهل المهنة حيال التطوير والتغيير والتطهير والإستقلالية ؟
هناك محاولات من جيل الشباب في المهنة ولكنها كلها محاولات فردية قوبلت بالقمع ونتج عنها تحويل أصحابها للتحقيق لإجهاض هذه المحاولات ورأينا جميعا خروج مذيعين علي شاشة التليفزيون المصري منددين بسياسات القيادات وفضح أمرهم بتعرضهم لإملاءات منهم بإتباع سياسات معينة في التناول الإعلامي
وبالتالي لم يحدث هذا التطهير إذا لم يتوافر المناخ الملائم لهذا التغيير وتطهير في البنية التحتية للمنظومة الإعلامية فالإعلام هو متغير فرعي تابع للنظام السياسي وعليه لابد من تغيير المنهج السياسي ليتغير الإعلام
ولكن .. إذا فرضنا جدلا أن الحرية أعطيت كامل للإعلام والإعلاميين ولكن هناك من تربوا وترعرعوا في سياسات التملق والتطبيل للحاكم فالبرغم من منحهم لهذه الحرية إلا انهم مستمرين في إتباع نفس هذا السياسات ..ما تعليقك ؟
هؤلاء موجودين في الوسط الإعلامي بالفعل ومعرفين للجميع ففي الوقت الذي كان يهاجم فيه بعض الإعلاميين الشرفاء النظام السابق وهو في عز مجده وكانوا يتعرضوا للكثير من الصعاب كان هؤلاء يسبحون بحمد مبارك والحزب الوطني ولكن .. في حالة توافر البيئة الخصبة والمناخ الصحي لتطهير الإعلام ستقوم بطرد كل هؤلاء وأنصاف الموهبين والفاسدين والمنتفعين وسيحدث عملية فلترة لكل العاملين بالمنظومة الإعلامية
ما تعليقك علي ظهور أو مذيعة محجبة علي شاشة التليفزيون المصري مؤخرا ؟
إرتداء الحجاب من عدمه هو حرية شخصية ، ولكن تأتي مشكلة ظهور المذيعة المحجبة في الإعلام وتعميمها كظاهرة في إطار السياسة العامة المتبعة في الدولة والإطار السياسي الذي يسمح فيه بظهورها بمعني أنه تم ظهور الحجاب في ظل حكم الإخوان في محاولة منهم لإضفاء نهج ديني معين يراد تعميمه علي جميع مؤسسات الدولة خاصة المؤسسة الإعلامية فلابد أن تكون الجدارة المهنية هي المعيار وليس التوجه السياسي ففي الظروف العادية لا يجب منع المذيعة الحجبة من الظهور لكونها محجبة وهناك مثال علي ذلك مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن جنة التي ظهرت بدون حجاب ثم ظهرت بحجاب واستمرت في ادائها المهني المميز
ولا يجب التوسع في ظهور الحجاب بما يضيع الصورة الحقيقية للتليفزيون وهي قائمة علي الرؤية المباشرة بين المذيع والمتلقي ، ولكن من الناحية العملية لا يوجد هناك ما يمنع من عمل المحجبة كمذيعة إذا كان لديها الكفاءة المهنية لذلك ولا يقبل ظهورها من باب إعلان مجيئ الإخوان المسلمين
هل تري أن هناك توجه حقيقي لأخونة الإعلام من قبل الإخوان ؟
أنا أري أن هناك توجه حقيقي لسيطرة الإخوان علي مفاصل الدولة الأساسية سواي فيما يتعلق بالإعلام أو الجهات الممسكة بأركان وأعمدة الدولة وذلك يتم إما من خلال وضع كوادر إخوانية في المناصب القيادية بشكل مباشر أو من يدين بالولاء للإخوان أو وضعهم حول من يقود كمساعدين له إلي أن يتم إستعاب عملية القيادة فيتم إستبعاده علي الفور وبهذا أكون قد تسربت تدريجيا إلي جميع مفاصل الدولة وهذا لما يعاني منه الإخوان من نقص في الكفاءات والكوادر الكافية في الكثير من المجالات علي عكس ما يشيعون فضلا عن كونهم لا يملكون الخبرة الكافية في إدارة الحكم
ولكن إتباع هذه السياسة تتعارض مع مبدأ ثابت من مبادئ الديموقراطية وهو مبدئ تداول السلطة وهذا ما يتهم به الإسلاميون بأنهم نادوا بالديموقراطية إلي أن تصل إليهم ثم يمنعون تداولها وأخشي أن نكون في طريقنا لهذا.
إ س