صرح الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاثنين الماضي لوسائل الإعلام أن ##أسوأ السيناريوهات## تعيشها سورية في هذه الأوقات, مؤكدا أن تركيا من جانبها ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها.
صرح الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاثنين الماضي لوسائل الإعلام أن ##أسوأ السيناريوهات## تعيشها سورية في هذه الأوقات, مؤكدا أن تركيا من جانبها ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها.
هذا في الوقت الذي استمر فيه رد الجيش التركي لليوم السادس علي التوالي علي القذائف التي تصل من الحدود السورية إلي المناطق التركية, كما أضاف جول ##أن العنف المتفاقم في سورية, التي انتقلت فيها الثورة ضد النظام من طابعها السلمي إلي حرب أهلية تهدد دول المنطقة##. الوضع الراهن لا يمكنه الاستمرار من دون نهاية, وأن الأسد سيسقط لا محالة.
وفي تصريحاته قال جول ##بدأت أسوأ السيناريوهات تقع في سورية…لذا تجري حكومتنا مشاوراتها المستمرة مع الجيش التركي, وكل ما يتعين القيام به نسارع إليه فورا كما ترون, وهو ما سنواصل القيام به علي المدي المنظور##, مشيرا إلي رد القوات التركية علي قصف بالصواريخ علي المناطق التركية, وتابع جول في حديثه للصحفيين بأنقرة ##سيكون هناك تغيير, انتقال ما إلي السلطة إن آجلا, أم عاجلا…ومن الضروري علي المجتمع الدولي أن يتحرك بحسم وفاعلية قبل أن تغرق سورية في مزيد من الفوضي والدمار, وقبل أن تسفك المزيد من الدماء, هذا هو هدفنا ورغبتنا الأساسيتين##.
ويذكر أن القوات المسلحة التركية عززت انتشارها علي طول الحدود مع سورية الممتدة مسافة 900 كلم تقريبا, كما عمدت إلي قصف مواقع للقوات السورية, ردا علي سقوط قذائف يأتي علي الأراضي التركية, ولم يقتصر الانزعاج علي المسؤولين الأتراك الذين أدانوا قصف بلدات تركية في الجنوب, بل امتد أيضا إلي الأمين العام للأمم المتحدة, ##بان كي مون##, الذي قال علي هامش مؤتمر يعقد في مدينة ستراسبورج الفرنسية, إن التصعيد الذي يشهده الصراع علي الحدود السورية التركية, بالإضافة إلي تأثيره علي لبنان يشكل تطورا ##خطيرا للغاية##.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن ##الوضع في سورية تدهور بشكل كبير ما يهدد استقرار الدول المجاورة لسورية والمنطقة برمتها##, مؤكدا المساعي المتواصلة لحل الأزمة السورية من خلال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية, الأخضر إبراهيمي, الذي سيعود إلي المنطقة خلال الأسبوع الجاري لمتابعة جهود الوساطة والاستماع إلي أطراف الصراع, وتمثل المواجهات بين تركيا وسورية أخطر أعمال العنف علي الحدود منذ اندلاع الانتفاضة السورية في شهر مارس من العام الماضي التي تطورت من مجرد احتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح السياسي إلي حرب أهلية بأبعاد طائفية.
كما أن الصراع داخل سورية نفسها تفاقم يوم الاثنين الماضي بعدما تقدمت القوات السورية لأول مرة منذ أشهر إلي داخل حي الخالدية الذي يسيطر عليه الثوار بمدينة حمص المحاصرة, وهو واحد من الأحياء الإثني عشر التي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية علي مدي الأيام الماضية.
أما في المناطق الحدودية مع تركيا فقد تصاعدت المواجهات بين الثوار والجيش السوري, ومن غير الواضح المسئول عن إطلاق صواريخ في اتجاه تركيا, إذ في الوقت الذي قالت في دمشق إنها قصفت بلدات تركية عن طريق الخطأ, فقد فشلت في الوفاء بتعهداتها للمسئولين الأتراك بوقف القصف الذي كان قد أسفر في الأسبوع الماضي عن مقتل عائلة تركية من خمسة أفراد ببلدة ##أكاكالي## الحدودية.
وكانت تركيا قد ردت يوم الاثنين الماضي علي سقوط قذائف بالريف التركي في محافظة هاتاي التركية.
وأمام الوضع الأمني الهش علي جانبي الحدود, قامت تركيا بتعزيز حضورها العسكري وتكثيف دورياتها ليس بعيدا عن الحدود السورية, حيث أفاد ثوار سوريون يسيطرون علي مناطق في محافظة الرقة السورية مشاهدتهم لدورية تركية تتألف من شاحنتين مليئتين بالجنود الأتراك بالقرب من قرية ##أكاكالي## التركية.
وفيما كانت تركيا إحدي الدول الصديقة للنظام السوري في الماضي وقامت بمساعدته علي الانفتاح علي المجتمع الدولي, بل قادت وساطة بينه وبين إسرائيل, فقد انقلبت عليه بعد اندلاع الانتفاضة السورية وانخراط النظام في قتل المدنيين, حينها انحازت أنقرة للثوار وطالبت النظام في دمشق بالإصلاح قبل أن تحثه علي التنحي, لا سيما بعد تصاعد القتلي الذين وصل عددهم حسب الإحصاءات إلي ما يقارب 30 ألف شخص, كما سمحت تركيا باستقرار الآلاف من اللاجئين السوريين داخل أراضيها الذين بلغ عددهم 100 ألف لاجئ موزعين علي عدد من المعسكرات.
ولم تتأخر أنقرة أيضا في استضافة أقطاب المعارضة السورية ودعمهم, بالإضافة إلي فتح مكاتب لقياديين في ##الجيش السوري الحر## المناوئ للنظام.
وفي تطور أخير أثار بعض الجدل صرح وزير الخارجية التركية, أحمد داوود أوغلو, نهاية الأسبوع الماضي أن نائب الرئيس السوري, فاروق الشرع, قد يقود المرحلة الانتقالية, ومع أن تقارير إعلامية قالت إن الشرع, الذي تقلد منصب وزير الخارجية وعين نائبا للرئيس قبل ست سنوات, حاول الفرار إلي الأردن, إلا أن وسائل الإعلام السورية نفت نفيا تاما أن يكون الشرع قد فكر في الانشقاق علي النظام كما فعلت ذلك بعض القيادات السياسية الأخري, وفي تصريحات وزير الخارجية التركي جاء أن ##المعارضة تميل إلي قبول بعض الأسماء مثل فاروق الشرع لقدرته علي فهم النظام##, مضيفا أن الرجل ##لم يتورط في الحوادث والمجازر الأخيرة, كما أنه حكيم ويملك ضميرا حيا, لذا قد لا يوجد أحد يعرف النظام أفضل من الشرع##.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة ##كريستيان سيانس مونيتور##