منذ بروز عصرالصحوات الدينيةمؤخرا تحولرجال الله إليرجال دين وصار الدين لدي القيادات التي من المفترض أن تكون روحية إلي رجال مال وأعمال تحت زعم الاستثمار من أجل الدعوة الدينية ,ورويدا رويدا صاروا يتصارعون
منذ بروز عصرالصحوات الدينيةمؤخرا تحولرجال الله إليرجال دين وصار الدين لدي القيادات التي من المفترض أن تكون روحية إلي رجال مال وأعمال تحت زعم الاستثمار من أجل الدعوة الدينية ,ورويدا رويدا صاروا يتصارعون علي السلطة الدينية السياسية بغية الحفاظ علي المكانة التي أتاحها لهم المال,ولذلك كان السيد المسيح سباقا وكان أول من أرسي مفهوم فصل الدين عن السلطة بمقولته أعطوا ما لقيصر لقيصر ومالله لله(مرقص12:12-17),وارتبطت رؤية المسيح للسلطة بالمال بالابتعاد عن الملكوت حينما قال:إن مرور جمل من ثقب أبرة أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت السموات(مت19:24) ويكمل بولس الرسول دعوة سيده(اتي6:10) بالقوللأن محبة المال أصل كل الشرور إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة.
لذلك كانت المسيحية الأولي قبل أن تتحول إلي دين ودولة علي يد الإمبراطور قسطنطين تسعي للقداسة والتجرد,ولم يكن ظهور الرهبنة بالروح سوي احتجاح اجتماعي روحي علي الانحراف بالمسيحية من الرسالة إلي الدين ثم من سلطان لايبني إلا بالمحبة إلي سلطة,ثم كلنا شاهدنا ماحدث للكنيسة الكاثوليكية-كنيسة بطرس وبولس في العصور الوسطي- حتي مجمع الفاتيكان الثاني(1965-1968)…الذي أنقذ مايمكن إنقاذ ولكن بعد أن انصرف عن المسيحية أكثر من70% من الأوربين!!
لذلك أخطأ الفيلسوف والمفكر الإنجليزي جون لوك(1632-1704) حيثما تحدث عن فصل الدين عن السياسة والدولة,وكان يجب عليه الحديث عن فصل الدين عن الاقتصاد,لأن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة,لأن يسوع المسيح كان علي حق حينما أسس مدرسة فصل الدين عن الاقتصاد أولا ثم التمييز بين مفهومي السلطة والسلطان.
ما أطرحه اليوم هو دعوة التأمل لكل المعارك التي تحدث الآن علي الكراسي الدينية من قادة الدعوات أو الجبهات السلفية المسيحية أو الإسلامية بعد أن تحول رجل الله إلي رجل دين ثم رجل أعمال ثم يتصارع علي الكراسي والسلطات الدينية سواء في حزب النور أو في الكنائس,وإن كانت أبواب الجحيم لا تقوي علي الكنيسة فإن روح العالم كانت تقوي عليها كما تعلمنا من تجارب العصور الوسطي,صلوا من أجل الله والكنيسة,لأنها أكبر من المتصارعين عليهما.