يقول السيد المسيح:(لايوجد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه,في سبيل أحبائه),هكذا عاش المسيح وقدم نفسه من أجل ليس فقط أحبائه بل وأعدائه. أتذكر أساتذتي كلما استرجعت هذه الآية,هؤلاء الأساتذة الذين دفعوا زهرة شبابهم
يقول السيد المسيح:(لايوجد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه,في سبيل أحبائه),هكذا عاش المسيح وقدم نفسه من أجل ليس فقط أحبائه بل وأعدائه. أتذكر أساتذتي كلما استرجعت هذه الآية,هؤلاء الأساتذة الذين دفعوا زهرة شبابهم من أجل أوطانهم وتلاميذهم,أذكر منهم خالد محيي الدين,والفيلسوف محمود أمين العالم,والكاتب الصحفي فيليب جلاب,والفنان عبد المنعم القصاص,والفنان عبد الغني أبو العينين,والمحامي والقائد اليساري زكي مراد,ورفعت السعيد وسعد الدين إبراهيم,والمفكر سعد هجرس,والمحامي اليساري نبيل الهلالي مؤسس حركة الدفاع عن الحريات,والصحفية والكاتبة أمينة شفيق,والكاتبة والفنانة فتحية العسال,ولطفي واكد,عضو مجلس الضباط الأحرار وأحد مؤسسي المخابرات المصرية,والمحامي عبد العظيم المغربي وأحد مؤسسي اتحاد عمال مصر ولجان الحريات…إلخ.
رحم الله من غادرنا إلي العالم الآخر,وأطال أعمار من هم علي قيد الحياة,شاهدت وطالعت كيف ضحي هؤلاء من أجل أساتذتهم وأحبائهم,مثل(خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة الذي نفي وفقد مكانته بسبب موقفه الإيجابي من أساتذة الرئيس الراحل محمد نجيب دفاعا عن الديموقراطية,كذلك فصل محمود أمين العالم من التدريس في الجامعة واقتيد إلي السجن لتضامنه مع أستاذه عبد الرحمن بدوي في أزمة مارس1954,وفي معتقل الواحات تعرض رفعت السعيد وفيليب جلاب وحسن فؤاد وسعد هجرس وعبد المنعم القصاص وعبد الغني أبو العينين,للتعذيب,ولم يعترفوا علي أساتذتهم,ودفع زكي مراد حياته في ذلك الاتجاه,كذلك عاش محمد عودة عمره كله يدافع عن عبد الناصر والأفكار الناصرية…إلخ.
من تلك الشهادات أدركت معني الوفاء والاحترام والتبجيل لأساتذتي إلي حد أنني مستعد لتقبيل التراب الذي يسيرون عليه….ولا أذكر مرة أنني قابلت أحدا من هؤلاء دون أن أحني هامتي له إجلالا وحبا.
أما تلاميذ هذا الزمان فيغلب عليهم النفعية,ومعامله أساتذتهم معاملة طالبي القروض لمديري البنوك!!وبعد أن يحصل هؤلاء المقترضون علي القرض المعرفي,يهربون من السداد,وينسون ماعليهم…ولايدركون الحد الأدني من الوفاء لهؤلاء الأساتذة,وأحيانا يوشون بهم للرؤساء!!
أعرف تلميذة جعلها أستاذها في مصاف الأبناء,ولكنها أهانته وأعربت عن عدم ثقتها فيه!!يقشعر قلبي حينما أتذكر تلك التصرفات,وأدعو الله أن يحميني من شر تلاميذي الأحباء.
هذا عن الوجه السلبي للتلاميذ….وفي المقال القادم سوف أنتقل من شر تلاميذي إلي خير تلاميذي.
سليمان شفيق