فى خضم حالة التفكك التى تشهدها البلاد نتاج الأنفلات الأمنى، أو الأحتقان الطائفى والتهجير القسرى، والأعراض الانفصالية السيناوية، فى سياق هذا كله ثمة شعاع أمل وطاقة نور انفتحت من مؤتمر عابدين للتيار الشعبى بزعامة حمدين صباحى
فى خضم حالة التفكك التى تشهدها البلاد نتاج الأنفلات الأمنى، أو الأحتقان الطائفى والتهجير القسرى، والأعراض الانفصالية السيناوية، فى سياق هذا كله ثمة شعاع أمل وطاقة نور انفتحت من مؤتمر عابدين للتيار الشعبى بزعامة حمدين صباحى، ذلك الأمل غير مبنى على أسس انطباعية بل دلالات ومؤشرات ذلك أنطلقت من المشهد العام للمؤتمر وما وراء المؤتمر.
تأخرت فى الكتابة عن تلك المؤشرات لأن روح الباحث غلبت عندى على روح الصحفى، وبعد أن مضى على المؤتمر ما يقرب الأسبوعان أرصد الآتى:
أولاً: المؤتمر هو أول تجمع جماهيرى بعشرات الألاف بعد الثورة لم يشهد حادثة تحرش واحدة، ولم يسجل أى قسم بوليس فى القاهرة أى محضر أو بلاغ عن أى حادث، كما أن عشرات الألاف الذين حضروا وحرصوا على نظافة المكان قبل وبعد الحادث، كل ما سبق يؤكد على أن مؤتمر عابدين أستحضر روح التحرير من ثورة 25 يناير.
ثانياً: منذ عدة شهور مضت ينتاب ابناء الأمة خوف حقيقى على مستقبل سيناء بعد الأحتلال الوهابى لها، لكن سيناء كانت حاضرة وبقوة بشرية بالمؤتمر إشارة واضحة إلى أن التيار الشعبى يحمل بيد أحشائه الروح الوطنية للمقاومة السيناوية ضد الأحتلال الصهيونى منذ 1955 وحتى حرب التحرير 1973 كامتداد طبيعى لروح الشعب المصرى العظيم غير القابل لا للتقسيم ولا للدمج.
ثالثاً: منذ ثورة 25 يناير لم نلمح فى أى تجمع جماهيرى نضالى يخطب فيه شيخ وكاهن بعفوية ووطنية تعود مرجعيتها ليس “لبوس اللحى” بل أسترجع المؤتمر روح ثورتى 1919، 25 يناير “الدين لله والوطن للجميع”.
رابعاً: أزدحمت المنصة بالنخب الوطنية على مختلف اتجاهاتها رغبة فى تحية التيار وتعاظم طالبى الكلمة، سواء من المختلفين مع التيار أو المتفقين معه فى دلالة على أن التيار الشعبى صار منطلقاً للنضال والحوار والطموحات.
خامساً: كنت مع الجماهير فى الخلف، تعطل الصوت ولأول مرة أجد فى مؤتمر جماهيرى أكثر من 50% من الحضور لا يسمحون ولكنهم يتابعون المؤتمر من خلال المقاهى وأجهزة التليفزيون، أو الحديث مع بعضهم البعض حول مستقبل الوطن حتى نهاية المؤتمر مما يعطى مؤشر حقيقى أن الألتزام الطوعى لدى جماهير التيار الشعبى من غير ابناء المنصه هو البديل الحقيقى للطاعة العمياء لدى أعضاء التنظيمات الدينية السياسية.
سادساً: تجولت بين الجماهير فى استطلاع رأى لمعرفة الجهات الجغرافية للحضور فحصرت ممثلين (16) محافظة على الأقل مما يؤكد زخم التيار فى الأقاليم بمجانبه تطوعيه دون حشد أو أجبار.
سابعاً: تجولت أيضاً فى حى عابدين وسمعت آراء أولاد البلد على المقاهى وأهمها “هذا أول مؤتمر لا يرش فلوس”، كذلك يلاحظ أن عدة ألاف حضروا المؤتمر من أهالى عابدين لأول مرة بلد الثورة… وكان الحضور النوبى قوياً ومؤثراً.
تلك هى أسرار التيار الشعبى السبعة التى تحملت وقدمت لمصر خطوة على طريق أستمرار الثورة نحو تحقيق أهدافها.