منذ عصر الاستشهاد الأول والتاريخ يسجل قسوة التعذيب… وعدم حرية العقيدة الدينية عبر الزمن… وتوالت أحداث سفك دماء الشهداء… لتذكرنا تلك التيارات التي تعصف بنا في تلك المرحلة العصيبة من حياتنا.
منذ عصر الاستشهاد الأول والتاريخ يسجل قسوة التعذيب… وعدم حرية العقيدة الدينية عبر الزمن… وتوالت أحداث سفك دماء الشهداء… لتذكرنا تلك التيارات التي تعصف بنا في تلك المرحلة العصيبة من حياتنا.
ففي أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد عام 2010 سالت دماء الشهداء في نجع حمادي بقنا.. وبعدها أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية في فجر عام ..2011 وما أسفرت عنه بسفك دماء الشهداء والمصابين… وأحداث العمرانية… وبعدها الإعتداء علي كنيسة صول بأطفيح وضحاياها… وما حدث في منشية ناصر بالمقطم بهدم وحرق المنازل ونهب المحلات… وإزهاق للأرواح المسيحية بلا سبب معروف… فالشهادة فيها حياتنا ولا نمتنع عنها أو نهرب منها كقول الكتاب المقدس لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذلك أفضل جدا.
وما حدث للشهداء والمصابين في كنيستي مارمينا والعذراء مريم بحي إمبابة في الجيزة مساء 7 مايو …2011 وما أسفر عن أحداث مؤسفة بحرق محتويات كنيسة العذراء مريم… وبعض منازل ومحلات المسيحيين في المنطقة بقصص مختلفة.
الله موجود في كل الوجود… أحيانا يصنع تدابير تفوق العقل… ولكنه علي أي جالأحوال يسمع كل صلاة مهما بدت صغيرة… وبذلك نذكر جميع شهداء مذبحة ماسبيرو والذين استشهدوا يوم 9 أكتوبر عام 2011 الموافق 28 توت عام 1728ش.. بكل إعزاز وتقدير علي ما قدموه لمصر.. وكنيستهم الأرثوذكسية وما مروا به من عذاب وغدر.
أما ما يحدث للأقباط في صعيد مصر… وحتي الإسكندرية وضواحيها عام 2012 وما أسفرت عنه بسفك دماء الشهداء والمصابين… وعن أعمال مؤسفة بحرق وهدم الكنائس.. ونهب بعض منازل ومحلات الأقباط وآخرها أحداث منطقة دهشور وقري المنيا وهدم كنيسة أثرية بمدينة رشيد… وغيرها من قصص مختلفة وبلا سبب معروف… ونرجو من الله أن تكون آخر الآلام.
والفنان القبطي عبر العصور وفي العالم كله اهتم بتخليد الشهداء في معظم رسوماته فاستخدم الألوان المناسبة والمعبرة عن المضمون مع بعض الزخارف الأثرية برؤيته الذاتية في أشكال متنوعة في منتهي في منتهي الدقة لتعبر في الدرجة الأولي عن العقيدة المسيحية.. لذا نجد أننا نعتز ونتذكر جميع الشهداء لأنهم ضحو ا بأرواحهم… وكانوا ثابتين علي إيمانهم فأضاءوا أمامنا طريق الحق والإيمان الحقيقي مثلما قال مخلصنا الصالح ليس حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه…
والأيقونات المرفقة بالمقال توحي بالإطمئنان أن غالله معنا… ويعبر بنا إلي عالم أفضل.. ويعطيهم إكليل الاستشهاد.. ويعد لهم حياة أبدية.. نجد تلك المعاني وقسوة التعذيب في الأيقونة الأثرية لاستشهاد القديس يوحنا المعمدان الموجودة في كنيسة السيدة العذراء وماريوحنا بالزقازيق.
كما نجدها في أيقونة القديسة الأم دولاجي وأولادها من أعمال الفنان يوسف جرجس عياد رسم فيها الشهداء وهم يحملون الصليب باللون الأبيض في أشكال مختلفة- كما استخدم الألوان المعبرة عن حبهم للرب يسوع في تكوين محكم وبأسلوبه المميز والمعاصر.
وعن قصة الشهيد كبرياكوس المذهلة- فهو طفل في الثالثة من عمره- لكنه في إيمانه بالغ.. عملت النعمة الإلهية في روحه منذ أن نال المعمودية المقدسة.. وهذا دليل علي أن الروح القدس يعمل في الأطفال بغير مانع أو عائق.. وبالرغم من سنه الصغيرة إحتمل الآلام هو وأمه القديسة يوليطة.. نجدها في الأيقونة يحملان الصليب.. وهما فرحانين.. كما تعبر الألوان المرسومة كالأحمر والأصفر والأخضر مع اللون الأبيض الذي يدل علي النقاء والطهر والسلام.. فاللون المرسوم يتحول إلي أحاسيس ومشاعر.. ويؤثر في النفوس.. فنشعر بالراحة والإيمان.
وهكذا نجد المعني وراء لغة الألوان عميقا.. فاللون الأحمر له تعبير في تكوين العمل الفني ونسيجه… مثل صلب الرب يسوع.. وما حدث للشهداء… فيغلب اللون الأحمر والأسود في معظم أيقونات وجداريات آلام يسوع المسيح علي الصليب.. وبعدها الرسل والشهداء.. والذي يدل علي مدي العذاب الذي تحمله من أجلنا ليخلصنا من خطيئة آدم… والاستشهاد هو برهان وصدق الإيمان… والحب برهان حقيقة الصليب.
هكذا الشهداء تحملوا كل صفوف العذاب من أجله.. ولم يتركوا يسوع المسيح.. وأحتفظوا لنا بالإيمان… بالرغم من القسوة والعنف والدمار الذي نشاهده ونعايشه هذه الأيام.