شعر القديس مكاريوس الكبير بأنه بلغ ذروة الروحانية والتقوي, فأشار عليه الرب أن يذهب إلي الإسكندرية ليلتقي سيدتين متزوجتين, هناك أدرك أبو مقار جوهر الرسالة وهي أن هاتين السيدتين اللتين تعيشان في عالم أكثر روحانية
شعر القديس مكاريوس الكبير بأنه بلغ ذروة الروحانية والتقوي, فأشار عليه الرب أن يذهب إلي الإسكندرية ليلتقي سيدتين متزوجتين, هناك أدرك أبو مقار جوهر الرسالة وهي أن هاتين السيدتين اللتين تعيشان في عالم أكثر روحانية وتقوي وخدمة لله وللشعب من هذا القديس!
تذكرت هذه القصة بعد أن اتصل بي أحد أصدقائي الباحثين الأمريكيين الأسبوع الماضي ليسألني عن آخر أخبار المنافسة حول انتخابات البطريرك.. وفي نهاية المكالمة زف إلي خبر ترشيح الأم ماجي جبران لجائزة نوبل للسلام.
د.ماجي جبران المسئولة عن حوالي ربع مليون طفل يتيم في منظمة ##كوبتيك أورفنز## رغم أنها من عائلة أرستقراطية, ودكتورة في الحاسب الآلي بالجامعة الأمريكية إلا أنها كرست حياتها دون ضجيج ودون مناصب كنسية أو حكومية لخدمة الأيتام دون تفرقة بين مسيحيين ومسلمين, وعاشت معهم في المقطم بين الزبالين.
ذهبت إليها مع زميل صحفي لكي أزف إليها الخبر, شاهدتها تغسل أرجل الأطفال, فتذكرت المرأة ساكبة الطيب علي قدم المسيح, وعرفت لماذا قال المسيح للفريسيين: هذه المرأة أحبت كثيرا فغفر لها كثيرا, جال بخاطري صراعات الفريسيين المعاصرين علي الكراسي مثلما كان يتصارع الفريسيون القدماء علي كرسي موسي, بعد أن انتهت من غسل أرجل الأطفال سألناها عن شعورها لترشحها للجائزة.. ابتسمت قائلة: لا تهمني الجائزة.. جائزتي هؤلاء.. وأشارت للأطفال الذين يتمسحون بأمومتها للتدثر بدفء محبتها, امتلئت عيناي بالدموع وأنا أشاهد هذه الأم العظيمة تمسح مخاط طفل وتقبله.. ما أعظم هذه المرأة التي يفتقدنا الله من خلالها دون أن تدري.. نعم أيتها الأم ماجي لا يهمنا الجائزة بل يهمنا الرسالة التي يرسلها لنا الرب من خلالك كما أرسلها من قبل لأبو مقار ولكن أبو مقار أدرك جوهر الرسالة فهل يدركها الفريسيون المعاصرون؟!
في طريق العودة تذكرت ما ذكر عن أمثال الأم ماجي (عب 1: 38).. ##وهم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري وجبال ومغابر وشقوق الأرض##.