ما يجري في سيناء يؤكد وجود مخابرات وتنظيمات كبري تسعي لاختراق شبه جزيرةسيناء, أنه يجري في بيئة سيناوية قبلية محايدة سلبيا. الوضع الآن ينبئ بالخطر
القاعدة تتحالف مع تجار المخدرات والسلاح والبشر في سيناء
هل يحول سيناء إلي أفغانستان مصرية؟
ما يجري في سيناء يؤكد وجود مخابرات وتنظيمات كبري تسعي لاختراق شبه جزيرة سيناء, أنه يجري في بيئة سيناوية قبلية محايدة سلبيا. الوضع الآن ينبئ بالخطر, وكما أكد مشايخ سيناء أنه من المشاهد المألوفة في سوق الجورة الذي يبعد عن العريش 25 كيلومترا ظهور الجهاديين العرب يرتدون الملابس الباكستانية والأفغانية ويحملون أسلحتهم, وأعرب الشيخ إبراهيم رفيع عن قلقه من أن يكون اعتداء هؤلاء المسلحين علي مديرية الأمن الأسبوع الماضي ومسلسل اعتدائهم علي كمين الرويسة 41 مرة في شهرين محاولة منهم لإثبات ضعف القوات المسلحة والشرطة في سيناء...
*تري ما حقيقة وجود تنظيم القاعدة في سيناء؟ وما العلاقة بين القاعدة والجماعات الجهادية السلفية؟
** للإجابة علي تلك الأسئلة لابد الربط بين جمعة قندهار 29 يوليو 2011 والتي رفعت فيها الرايات السوداء, وفي المساء قام أصحاب الرايات السوداء بالهجوم المسلح علي قسم ثان العريش وإعلان سيناء إمارة إسلامية, ومنذ ذلك التاريخ وحتي الآن وفق الأرقام الرسمية المنشورة قام هؤلاء بعدد 81 عملية ضد كمائن القوات المسلحة والشرطة سقط فيها 211 ضحية بين قتيل وجريح. كذلك تجدر الإشارة إلي محاولات اقتحام السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي وتعليق الرايات السوداء علي أسوارها وبين الهجوم من قبل أنصار هؤلاء في سيناء علي قوات حفظ السلام.
أشرنا في وطني من قبل إلي خطورة الحل الأمني وحده تجاه ما يحدث دون مراعاة لمطالب المواطنين المصريين البدو في سيناء وطرحنا 16 مطلبا أهمها
-الإفراج عن المعتقلين وإسقاط القضايا التي يرونها ملفقة.
-إنهاء وجود الشرطة والتعامل مع أجهزة المخابرات لما بينها وبين بدو سيناء من علاقات طيبة نشأت منذ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
-إعطاء البدو حقوق المواطنة الكاملة بما في ذلك حق تملك الأراضي في سيناء.
-السماح لأبناء البدو بدخول الكليات العسكرية ومراعاتهم في الوظائف العامة خاصة في سيناء التي يسيطر علي أغلب وظائفها موظفون من خارجها.
-الاهتمام بتنمية شبه الجزيرة.
-احترام العادات والتقاليد البدوية وإعطاء البدو حق التقاضي العرفي قبل اللجوء للقضاء المصري.
* السنوات الست
تعرضت سيناء علي مدار الست سنوات الماضية إلي سلسلة من التفجيرات الإرهابية لتنظيمات جهادية ترتبط بعناصر من الخارج مثل تنظيمالوعد سنة 2001 وحزب التحرير في عام 2004 الذي ضم 3 بريطانيين, وجماعة التوحيد والجهاد المسئولة عن تفجيرات طابا 2004 وتفجيرات شرم الشيخ 2005 ودهب 2006, وكذا تنظيم الطائفة المنصورة الذي تم القبض علي عناصره في أبريل 2006 والذي تلاه في يوليو 2007 القبض علي 35شخصا تحت اسم تنظيم الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والنصاري, وفي اليوم التالي مباشرة أعلن مصدر أمني مصري أن هناك تهديدا من عناصر إرهابية لشن اعتداءات علي بعض المرافق الحيوية أهمها مترو الأنفاق بالقاهرة.
* القاعدة تتحدث عن نفسها
لم يكتف تنظيم القاعدة بذلك بل أعلن عن نفسه وفق دراسة أعدها المركز العربي للبحوث والدراسات جاء فيها:
الخريطة والبنية التنظيمية
قاعدة الجهاد في أرض الكنانة مصر
اسم الفرع: قاعدة الجهاد في أرض الكنانة
عدد الأعضاء والكوادر: 250 عضوا
تاريخ التأسيس مايو 2006
حجم التجهيزات العسكرية:
أسلحة نارية
مواد متفجرة
قنابل وأحزمة ناسفة
قيادات وكوادر الفرع لدينا وثيقة تحتوي علي 250 اسما
قام التنظيم بعد ذلك بالاتصال المباشر بالبدو والإيعاز لهم بأن مطالبهم لن تتحقق إلا من خلال الإمارة الإسلامية, واستغلال أي مظاهرات أو احتجاجات مطلبية وتحويلها إلي تمرد مسلح.
وتتنبأ الوثيقة في عام 2006 بتحولسيناءإلي مسرح عمليات عسكرية لإثارة القلاقل وضرب المنشآت الحيوية واحتلال المرافق تمهيدا لإعلان الإمارة الإسلامية في سيناء.
أما علي المستوي التنظيمي فإنه من المتوقع أن يتم دمج أو الاتحاد بين تنظيمات.
القاعدة في مصر وجيش الإسلام بغزة علي أن يضم تنظيم القاعدة في أرض الكنانة تنظيمات التوحيد والجهاد, الوعد, حزب التحرير, الجبهة الإسلامية.
* ثالوث الدمار
قال مشايخ القبائل السيناوية إن المجموعات المسلحة التي هاجمت مدينة العريش خرجت من قرية القريعة القريبة من مدينة الشيخ زويد, والتي تعد المعقل الرئيسي للسلفية الجهادية في شمال سيناء, وأن هذه المجموعة تتحصن بالجبال, وترفع رايات تنظيم القاعدة سوداء اللون, وأن ما قامت به كان تمهيدا لإعلان الإمارة الإسلامية بشمال سيناء, وأن هذه المجموعة تقول علنا إنها قامت بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل والأردن, وأجرت عدة بروفات لهجومها علي العريشبمدينة الشيخ زويد القريبة من قرية القريعة التي ينتمي عناصرها لها.
ثم أعقب هذه التصريحات خروج بيان منسوب لما يسمي بتنظيم القاعدة يدعو لتحويل سيناء لإمارة إسلامية, وحمل البيان عنوان بيان من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء, وتساءل عن دور القوات المسلحة المصرية في إيقاف تهريب السموم إلي سيناء, كما تطرق إلي الظلم الذي يتعرض له بدوسيناء, ونهب ثروات سيناء, وختم البيان بعبارة كفانا جهلا, وهي العبارة التي يروج لها أعضاء تنظيم التكفير والهجرة في سيناءلمن حولهم منذ بداية توسع مد الفكر السلفي الجهادي بصحراءسيناءفي نهاية الثمانينيات من القرن العشرين.
* اسم الشهرة التكفير والهجرة
ظل تنظيم التكفير والهجرة – حسب تسمية السيناويين – يعمل في الخفاء حتي إعلان تنحي الرئيس مبارك, وسقوط وزارة الداخلية ووزيرها حبيب العادلي الذي كان يعتبر كافة التيارات السلفية عدوه الأول يلاحق أفرادها أينما وجدوا, بعد أن حملها المسئولية الكاملة عن كافة التفجيرات السابقة.
في نهاية حكم مبارك في إطار ما سمي تصالح الشرطة مع بدو سيناء, أتاح التصالح لكثير من أعضاء الجماعات السلفية الدعوية منها والجهادية, الخروج من المعتقلات, خروج أعقبه إفراج المجلس العسكري عن بقيتهم بعد الثورة في محاولة لتهدئة الأجواء الأمنية في سيناءبعد انهيار المنظومة الأمنية هناك.
ومع حالة الانفلات الأمني بدأ الإعلان عن نظام خاص بهم, وإخضاع سيناء بكاملها لسطوتهم تحت قوة السلاح, لتحقيق نموذج كيان إسلامي قائم علي رؤيتهم, وقاموا باستعراض القوة من خلال تنظيم استعراضات عسكرية بمواكب, جابت أكثر من مرة مدن الشيخ زويد ورفح تضمنها رفع الرايات السوداء, وأسلحة حديثة تتخللها صيحات جهادية مقتبسة من شعارات تنظيم القاعدة, ومحاولتهم أكثر من مرة تدمير ضريح الشيخ زويد, وقال الأهالي إنهم يقومون بإجراء تدريبات علي القتال بأسلحة متطورة في مناطق نائية بعيدة بشرق العريش, وجنوب قرية الجورة علي بعد نحو 25 كم من الحدود معفلسطين, وتكثيفهم عمليات شراء السلاح من التجار والمهربين بالمنطقة كل ذلك تحت سمع وبصر جميع الأجهزة المعنية.
وخلال السنوات الخمس الماضية منذ إعلان تنظيم القاعدة في أرض الكنانة عن نفسه 2006 انتشر المد السلفي المسلح بسيناءمثل الفطر, ونجح التنظيم السيناوي أن يرتبط بفكر التيار السلفي الجهادي بقطاع غزة, والمتمثل في تنظيم جيش الإسلام الحليف لحركة حماس والذي شارك في عملية اختطاف جلعاد شاليط, ذلك التنظيم الذي يسعي للسيطرة علي قطاع غزة والتمدد في سيناء, ويلاحظ أن حماس تعطي حرية حركة لتنظيم جيش الإسلام في العمل شمالا في اتجاه سيناءحتي تتقي الصدام معه علي السلطة في غزة, ويتزامن ذلك الحراك مع النمو الملحوظ والمعلن لنشاط إمبراطوريات التهريب العالمية التي تتخذ منسيناء ممرا آمنا للتجارة في البشر القادمين من أفريقيا وبعض الدول الآسيوية المرحلين وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق إلي إسرائيل, جنبا إلي جنب مع المخدرات والأسلحة إلي عملائهم في الدول المجاورة.
ما حدث في الخمس سنوات الماضية هو تحول سيناء وجبالها إلي أفغانستان جديدة ومرتع لتحالف مثلث الشر تجار السلاح والمخدرات والبشر في تبادل مصالح مع التنظيمات المسلحة السلفية خاصة تنظيم القاعدة في أرض الكنانة وبعض القوي القبلية تحت سمع وبصر أمن الدولة السابق ورجال العادلي.
إننا أمام مشهد في غاية الخطورة, الحزام القبلي متحالف مع الحركة السلفية الجهادية وغير الجهادية وتنظيم القاعدة مدعومين من الحركات الجهادية الفلسطينية, ومرتبطين بمثلث الشر من تجار المخدرات والسلاح والبشر يحاولون الانفصال بسيناء ومركز الحكم لا يتعلم الدرس.