عبرت مؤسسة آنا ليند عن قلقها العميق إثر انتاج الفيلم الاستفزازي المسمى “براءة المسلمين”، والذي يشكل إهانة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ولما تسبب فيه من ردود فعل عنيفة من الجماعات المتطرفة التي أدارت الهجمات على
عبرت مؤسسة آنا ليند عن قلقها العميق إثر انتاج الفيلم الاستفزازي المسمى “براءة المسلمين”، والذي يشكل إهانة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ولما تسبب فيه من ردود فعل عنيفة من الجماعات المتطرفة التي أدارت الهجمات على البعثات الدبلوماسية مما أدى إلى الدمار و الموت.
من موقعها كمؤسسة تسعى لتعزيز الاحترام المتبادل والتعايش بين الثقافات والحضارات في المنطقة الأورومتوسطية، فإن مؤسسة آنا ليند تدين التحريض على الكراهية المبنية على الطائفية وتأكد على أن احترام المعتقدات الدينية ونبذ العنف يجب أن تكون حجر الزاوية للإنسانية و بناء الديمقراطية والحداثة.
“براءة المسلمين” هو شرارة لإلهاب المشاعر العامة، و اختيار توزيعه في الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية دليل على أنه لا يمكن اختصاره في كونه مظهر من مظاهر حرية التعبير. و الهدف من نشر محتواه من خلال وسائل الإعلام الالكتروني، الهدف منه هو إثارة السخط الجماعي، كما كان الحال من توزيع الرسوم التي أساءت للنبي محمد ومن انتاج الفيلم القصير “فتنة” المبني على مغالطات لصور وآيات قرآنية. في كلتا المناسبتين، أدانت مؤسسة آنا ليند الأعمال التي هددت التعايش السلمي ما بين الناس من مختلف الأصول والثقافات والمعتقدات. وكذا تكرر المؤسسة هذه الادانة، مؤكدة أن حقوق الإنسان مثل “حرية التعبير” أو “كرامة الإنسان والاحترام المتبادل” غير قابلة للتجزئة ولا يمكن استخدامها بشكل انتقائي لتعزيز المواجهات العرقية أو الدينية.
الأزمة الناجمة عن هذه المبادرة الموجعة تأتي في لحظة تاريخية بالنسبة للمنطقة تشهد فيها العديد من الدول العربية تحولات الديمقراطية. على الرغم من الصعوبات والانتكاسات التي خلقتها هذه التحولات، فإن هذه الظروف قد وفرت مناخا أفضل للحوار والتعاون بين المجتمعات العربية والأوروبية والخوف من أن أحداث الأسبوع الماضي قد تهدد هذا الإنجاز.
ومع ذلك، أعربت الغالبية العظمى من الرأي العام المسلم عن غضبها إثر بث الشريط بأشكال سلمية وتلقائية، كما كررت الحكومات العربية في المنطقة التزامها نحو ضمان التعددية الثقافية، في حين أدانت الهجوم على الوفود الدبلوماسية وقتل السفير الأمريكي وغيره من الموظفين المدنيين في بنغازي.
وهذا النوع من الرد السلمي يجب أن يكون أساسا لالتزام عام ومشترك يركز على استعادة الثقة وإعادة بناء الجسور الثقافية التي قد تكون تضررت مرة أخرى.
وسوف ترد مؤسسة آنا ليند على هذه الحلقة الجديدة من الاستفزاز والعنف بتعزيز رسالتها الحضارية. حيث ستقوم بالتعاون مع شبكاتها الوطنية،
بمجموعة من البرامج التي ترمي إلى زيادة التفاهم والاحترام المتبادل، وتعزيز المشاركة الفعالة للمواطنين في الحياة العامة، والتقريب بين الناس من ضفتي المتوسط للعمل على القيم الديمقراطية المشتركة.