الدكتور أحمد مجاهد :نوبل فازت بحصول محفوظ عليها
يوسف القعيد :كان محفوظ يحلم بالثورة وهو فى الثامنة
جمال الغيطانى :كلما قل التنوع اصبحت مصر اكثر انغلاقا
فى اطار احتفال وزارة الثقافة بذكرى نجيب محفوظ عقدت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة بعنوان ” ذكريات نجيب محفوظ ” شارك فيها الاديبان يوسف القعيدو جمال الغيطانى وأدارها د. احمد مجاهد رئيس الهيئةوقال : توجد ثلاث مناسبات متعلقة بذكرى نجيب محفوظ ذكرى وفاته وذكرى حصوله على نوبل وذكرى ميلاده ،و الهيئة المصرية العامة للكتاب اهتمامها بنجيب محفوظ لايتعلق بهذه المناسبات الثلاثة فتوجد سلسلة نجيب محفوظ التى تصدر عن الهيئة ويرأس تحريرها يوسف القعيد ، ونجيب محفوظ من الكتاب القلائل الذين يتحدثون عنهم فى الكتب ،ولكن ما كتبه قد دفع ثمنه وهو على قيد الحياة ومن المفارقات العجيبة ان يمنحه الاجانب نوبل ويطعن بمطواة فى مصر .وأضاف د. مجاهد لا اعتقد ان نجيب محفوظ فاز بنوبل بالقدر الذى فازت به نوبل بنجيب محفوظ فقد غسلت تحيزها بحصول كاتب عربى عليها ،فكتاباته باقية سواء حصل عليها ام لم يحصل عليها .
من بعثة فرنسا ألى عالم الرواية
وسف القعيد : بعد ان تخرج نجيب محفوظ كان يريد ان يسافر الى فرنسا لدراسة الفلسفة فى باريس ليصبح استاذ جامعى بعد عودته وعندما تقدم باوراقه للحصول على بعثة وسأل عن اسمه تصور الموظف انه مسيحى فرفض الورق ولم يذهب للبعثة ، ولم يحوله فشل بعثة فرنسا لانسان معقد و وقرر وقتها ان يكون روائيا طالما ان هذا الباب اغلق واخذ الامر بجدية ومثابرة ، وكان يكتب فى البداية روايات تاريخية ولكن توقف بعد كتابة ثلاثة روايات عندما اكتشف ان جورج زيدان يكتب الرواية التاريخية وبدأ محفوظ يكتب روايات من الواقع المعاصر ، وبعد ذلك بدأ الكتابة ثم اصيب بمرض حساسية فى العين تمنعه من القراءة والكتابة طوال شهور الصيف فكان يكتب فقط من شهر اكتوبر حتى شهر مارس ولكن هذا لم يمنعه من النتاج الكثيف الضخم وكان يكتب عملا ادبيا كل عام ان لم يكن عملين ولم يتوقف ابدا عن الكتابة الا بعد ثورة يوليو حتى عام 1959وتفرغ فى هذه الفترة لكتابة السيناريوهات ، ولديه قدرة على مواجهة النفس وقد ظل موظفا طوال حياته وقيد الوظيفة لم يمنعه من الكتابة ولم تدفعه للتكاسل ، كان هناك بعض الروايات مرفوضة من الرقابة مثل ثرثرة على النيل ولم يسعى مطلقا لاجازاتها ودخل للرقابة واعماله معطلة خرج منها واعماله معطلة ايضا ، كان لديه قدرة على الالتزام بالاشياء وقدرة فريدة على التنظيم ويعتبر الوقت ثروة ضخمة جدا ، وحتى وقت حصوله على نوبل التزم ببرنامجه اليومى .
واضاف القعيد : ما يقال ان له اصحاب اسرائيلين غير صحيح تماما فقد ابلغ ان شخص رشحه لنوبل وارسل له خطاب شكر ولم يكن يعلم انه اسرائيلى وهو مع فكرة السلام منذ البداية اما ان اسرائيلين يزورونه فى منزله او هناك اصدقاء فغير صحيح تماما وفى مرضه رفض زيارته تماما وراج قصص كثيرة حول علاقته باسرائيلين ولكن هذا لم يحدث ولا حتى يوجد اى هدايا من اسرائيلين فى منزله ، كان محفوظ يحلم بالثورة وهو فى الثامنة وثلاثيته الشهيرة تؤرخ لثورة يوليو. ومحفوظ لديه موقف من تجربة عبد الناصر فى ولم يكن يحلم ان قوة اخرى تحكم مصر ولكن كان يريد ان يتخلص النظام من عيوبه.
حديث الذكريات
وتحدث جمال الغيطانى عن المقاهى فى حياة نجيب محفوظ وذكرياته معه وقال: فقد لعبت المقاهى دورا كبيرا فى حياة نجيب محفوظ ، واضاف الغيطانى حتى عام 59 كنت اقرا له ولم التقى به شخصيا ولفت نظرى كتب تحمل اسماء الشوراع التى اعيش فيها مثل زقاق المدق وقصر الشوق ، وبدأت بزقاق المدق وفوجئت انى امام رواية تتجاوز الروايات الاجنبية التى كنت معجب بها ، وعندما رأيته لاول مرة دعانى لاجلس معهم على القهوة ، والمقهى الثانى الذى بدا فيه نجيب محفوظ لندوة 45 ودخلت وهذه الندوة لو قدر ان تسجل المناقشات التى دارت بها لاصبحت من اهم ما ينشر فى الصحف وقد انتهت الندوة نهاية مثيرة وبعد انتهائها انفرط العقد ومن خلال هذه اللقاءات تسربنا للحياة الادبية والثقافية ، واكد الغيطانى ان محفوظ لم يكن مجهولا كما يقال ولم يكن مهمل وما يقال انه اهمل حتى كتب عنه سيد قطب كلام غير صحيح وبدأ التجمع فى قهوة اخرى ،ثم جاءت قهوة ريش سنة 77 وجاءت اتفاقية كامب ديفيد وطلعت مظاهرات من قهوة ريش ، ثم دعانا لمقهى عرابى وكان هذا المقهى ينتمى لاخر فتوة من فتوات القاهرة وهناك فوجئنا بنجيب محفوظ اخر غير الذى نعرفه ووضعنا ايدينا على بعض الاصول الحقيقية فى رواياته ومنها بداية ونهاية والسراب فكلها قصص حقيقة وارجو ان يهتم احد باسماء ابطال روايات محفوظ ، فى عام 67 بعد هزيمة فوجئت بالاستاذ نجيب يهمس لنا لنتقابل فى الفيشاوى وكان له موقف واضح وقال اذا لم نكن قادرون على ان نحارب اسرائيل عسكريا يجب ان نجد طريقة للصلح وتاييده للسادات كان عن قناعة وكان لديه قناعات اساسية لم يغيرها على الاطلاق مثل ايمانه بالديموقراطية ، وفى هذا الوقت كتب الحرافيش والكتابة بالنسبة له مثل غريزة الحياة وانا واثق انه كان يكتب اثناء لحظة وفاته ، وبعد ذلك كنا نتقابل فى مكان اخر الى ان اصبح وجودنا غيرمرغوب فيه واقترح اننا نجلس فى نادى الدبلوماسيين واتفقنا على ان نلتقى هناك وبعدها وقع محفوظ فى منزله ودخل المستشفى ثم توفى ولم ندخل النادى الدبلوماسى.
واضاف الغيطانى : عندما كتب نجيب محفوظ ثرثرة فوق النيل وبلغ المشير بها وكان سيعتقل محفوظ اصدر عبد الناصر قرارا بوقف اعتقاله فورا ، وكان هناك تنوع منذ الحضارة المصرية وكلما قل التنوع فى مصر اصبحت مغلقة اكثر وعنصرية اكثر وكلما قبلت التنوع كلما كانت اكثر انفتاحا وتقدما .