رد المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة السفير جرار ارو خلال جلسة لمجلس الأمن التي عقدت مساء أمس الأول وخصصت لموضوع اللاجئين السوريين على نظيره السوري بشار الجعفري، الذي ذكر فرنسا بتاريخها
رد المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة السفير جرار ارو خلال جلسة لمجلس الأمن التي عقدت مساء أمس الأول وخصصت لموضوع اللاجئين السوريين على نظيره السوري بشار الجعفري، الذي ذكر فرنسا بتاريخها الاستعماري لسورية قائلاً: “بما أنكم تحدثتم عن فترة احتلال فرنسا لسورية، فمن واجبي أن أذكركم بأن جدّ رئيسكم بشار الأسد قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سورية ومنحها الاستقلال بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية، وإن أحببت فسأعطيك نسخة عنها”.
وكان المندوب الفرنسي يشير إلى وثيقة تاريخية بعث بها بعض وجهاء الطائفة العلوية في سورية بينهم جد الأسد سليمان الأسد إلى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم بتاريخ 15/ 6/ 1936، وموثقة في وزارة الخارجية تحت الرقم 3547.
وأبرز ما جاء في هذا الوثيقة “إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل. إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسورية المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يعتبر كافراً. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسورية عندما تتخلص من الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها. إن منح سورية استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الاشتراكية في سورية، إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا وإسكندرون وجبال النصيرية. أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟”.
أما الموقعون على الوثيقة فهم:”عـزيز آغـا الهواش، ومحمد بك جنيـد، وسـليمان المرشـد، ومحمود آغـا جديـد، وسـليمان الأسـد، ومحمد سليمان الأحمد”.