يبدو أن مقطع الفيديو الذي لا تتجاوز مدته 14 دقيقة على الإنترنت احتجاجات كبيرة في مصر وليبيا وتونس قد تمت فبركته صوتيا من فيلم يتحدث عن موضوع آخر لا علاقة له بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد بحسب صحيفة أمريكية
يبدو أن مقطع الفيديو الذي لا تتجاوز مدته 14 دقيقة على الإنترنت احتجاجات كبيرة في مصر وليبيا وتونس قد تمت فبركته صوتيا من فيلم يتحدث عن موضوع آخر لا علاقة له بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد بحسب صحيفة أمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى تحرياتها التي أجرتها حول الفيلم الذي أشعل الاحتجاجات في أكثر من دولة عربية وإسلامية، وتبين لها أنه لا يوجد أصلا فيلم مسيء للإسلام بل جرى تحوير فيلم لا علاقة له بالدين الإسلامي من خلال إدخال مقاطع صوتية قصيرة لجعل الفيلم يبدو وكأنه يتحدث عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.
وأجرت الصحيفة اتصالات مع إحدى الممثلات التي أكدت أن اسم الفيلم مختلف عن الاسم الذي يتداوله الإعلام كما أن موضوعه كان عن مصر قبل الميلاد.
تنوه صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أن إدخال الصوت المفبرك واضح ويمكن لمن يصغي جيدا أن يلاحظ تبدل الصوت عند ذكر الديانة الإسلامية والرسول (صلى الله عليه وسلم) مما يشير إلى تحوير الفيلم الأصلي في تلك المقاطع فقط. كما أبرزت الصحيفة أن الفيلم سبق عرضه قبل شهور وكانت الصالة خالية تماما نظرا لأن الفيلم لا يتمتع بأي قيمة لا لجهة القصة ولا لأداء الممثلين الذين يبدون في قمة السخافة والتصنع جعلهم يبدون أقل مستوى الهواة في التمثيل. وأشارت الممثلة التي ظهرت في الفيلم وهي سندي لي غارسيا في مقابلة أجرتها مع موقع جاوكر أنه تم توظيفها الصيف الماضي لدور صغير في فيلم اسمه محاربو الصحراء عن الحياة في مصر قبل 2000 سنة (أي قبل الإسلام بحوالي ستمائة عام).
وأشارت إلى أنه لم يكن هناك أي علاقة للفيلم بالدين بل كيف كانت الحياة المصرية القديمة ولم يكن هناك أي إشارة إلى الفيلم يحتوي على موضوع مثير للجدل، والشخصية التي تم تحويرها كان اسمها في الفيلم ماستر جورج وجرى إدخال اسم محمد بعد إنتاج الفيلم من قبل شخص ما، كما هو الحال مع باقي العبارات التي تحرض على الإسلام حيث تم حشرها لاحقا بأسلوب مكشوف تسهل ملاحظته عند الإصغاء جيدا حيث تنكشف تناقضات بينه وبين حركة شفاه الممثلين.
وأشارت إلى أن الشخص الذي كان في موقع التصوير كان اسمه باسيل ويتحدث العربية بطلاقة (يظهر حساب يوتيوب باسمه وجود تعليقات عربية لباسيل وهو يشتم فيها بعض المعلقين بلغة عربية تدل على إتقانه تماما للعربية).
وذكرت مقالات عديدة حول مقاطع الفيلم أن كل عبارة تلفظ فيه عن الاسلام أو الرسول في الفيلم قد تم حشرها فوق الصوت الأصلي للفيلم وتشير حركة الشفاه إلى كلام مختلف تماما عما يسمع. كما أن المزاعم بأن كلفة الفيلم تقارب 5 مليون دولار لا تبدو صحيحة بل أن أي خبير بإنتاج الأفلام سيشير إلى أن كلفته لا تتجاوز 100 ألف دولار على الأكثر، في حنت نفى كيانإسرائيل وجود شخص يحمل الجنسية باسم سام باسيل في ولاية كاليفورنيا فضلا عن التشكيك بادعاءته أنه هناك ممولين يهود له كما أوردت وكالة أسوشيتد برس في مجريات مكالمة أجرتها معه ونشرت أمس.
تؤكد الصحيفة أن الأمر الوحيد الذي يمكن تأكيده حول الفيلم هو شخص حقيقي واحد اسمه ستيف كلاين وهو متطرف مسيحي ينشط ضد الإسلام ويرتبط بميليشيات يمينية أمريكية، وعمل كلاين مستشارا للفيلم وألمح إلى أن سام باسيل هو اسم مستعار ولشخص غير يهودي ومثلا في الدقيقة 2:53 من مقطع فيديو الفيلم على يوتيوب يبدو جليا أن ما يسمع يختلف عن الكلام الذي يتلفظه الممثل كما يبدو من شفتيه وحركة وجهه حيث أن ما يقوله هو : “اسمه جورج ويمكننا أن نناديه فاذر أنون”، لكن ما يسمع هو عبارة تم حشرها بتسجيل صوت فوق الفيديو وهي :” اسمه محمد ويمكننا أن نناديه فاذر أنون”.
كما أثار موقع بي بي سي العربي الشكوك حول الفيلم بالإشارة إلى أن الفيلم الأصلي الذي تم الترويج له باسم براءة المسلمين، مدته ساعتين لكن معظم الناس لم يروا سوى مقاطع متفرقة منه لم تزد عن 14 دقيقة عُرضت على موقع يوتيوب، وهو الأمر الذي جعل من الصعب فهم القصة الكاملة للفيلم حيث تظهر المشاهد الأولى من المقاطع، التي عرضت على الانترنت، “معاناة” المصريين في أحدى مدن الصعيد.
وجاء النصف الثاني بمستوى أقرب لأفلام الهواة ليصور حياة النبي محمد (ص) في صورة سيئة. ولعب الدور ممثل أمريكي مجهول.لكن يبدو أن الصورة أكثر تعقيدا من التحليل المبدئي لمحتوى الفيلم، فبعد أن كان ينظر له كمجرد عمل يهدف إلى الإساءة للنبي أخذ الأمر بعدا أخر بعد أن ظهر واضحا أن كل العبارات التي تشير إلى الدين الإسلامي لم تأت على لسان الممثلين ولكن تم اضافتها في عملية المونتاج.
وهو ما يعطي احتمالا لعدم معرفة الممثلين المشاركين في العمل بأن الفيلم سيخرج بهذه الصورة “المهينة والاستفزازية” بحسب معلقين. وكان من الصعب أيضا التحقق من صحة التقارير بشأن هوية منتج العمل. وتم انتاج الفيلم بشكل بدائي معتمدا على ديكور رخيص وحوار سطحي.