أكد الشيخ الدكتور مصطفى راشد استاذ الشريعة بالازهر أن من قام بحرق الانجيل والتوراة فهو مجرم واثم رافضا اعتبار أن الكتاب المقدس محرف حيث قال أن البعض إدعى بتحريف الإنجيل والتوراة
أكد الشيخ الدكتور مصطفى راشد استاذ الشريعة بالازهر أن من قام بحرق الانجيل والتوراة فهو مجرم واثم رافضا اعتبار أن الكتاب المقدس محرف حيث قال أن البعض إدعى بتحريف الإنجيل والتوراة إستناداً لثلاث آيات وهى قوله تعالى فى سورة البقرة آية 75 ( أفَتطَمَعُونَ أن يُؤمِنوا لكُم وَقَد كَانَ فَرِيق مِنهُم يَسمَعونَ كَلَامَ اللهِ ثُم يُحرِفُونَهُ مِن بَعدِ ماعَقلوهُ وَهُم يَعلَمونَ ) ص ق — وقوله تعالى فى سورة النساء آية 46
( منَ الٌذِينَ هَادوُا يُحَرِفُونَ الكَلِمَ عن مَوَاضِعِه وَيَقوُلُونَ سَمِعنَا وَعَصَينَا واسمَع غَيرُ مُسمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَا بأَلسِنتهِم وَطَعنًا فى الدٌينِ) ص ق .
وقوله تعالى فى سورة المائدة آية 13 ( فَبِماَ نَقضِهِم مِيثاقهُم لعَناهُم وجَعَلنَا قُلُوبهُم قاسِيةً يُحَرِفونَ الكَلِمَ عَنَ مواضِعه ونسوا حَظاً مما ذُكِرٌوا بِهِ ) ص ق .
وبالنظر لهذه الآيات ، برؤية مدركة لمعانى ومقاصد مجمل القرآن ، وسيرة رسوله ، وكذا أسباب التنزيل ، ومفردات اللغة ، ومعانيها ، وقواعدها ، نجد أن الآيات تتكلم عمن يحرفون الكلم عن مواضعه — والضمير هنا عائد على رجال الدين اليهودى والمسيحى وليس الكتب ، الذين يحرفون الكلم بألسنتهم تأويلا ً وليا ، ولم تقصد الآيات النص فى ذاته مطلقا ، سواء كتاب الإنجيل أو كتاب التوراة ، حيث أن بهما الحقيقة التى لايذكرها رجال الدين اليهودى والمسيحى ، وتعضيداً لتفسيرنا، وفقا للشيخ راشد، نستشهد ببعض الآيات التى توضح إستحالة تحريف أو تبديل كلام الله :-
بقوله تعالى فى سورة الأنعام آية 34 ( وَلَقَد كُذِبَت رُسُل مِن قَبلِك فَصَبَروا عَلَى مَاكُذِبُوا وأُوذوا حَتى أتَاهُم نَصرُنا ولامُبدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ولقد جاءك من نَباءى المُرسَلينَ ) ص ق . وايضا قوله تعالى فى سورة الأنعام آية115 ( وَتَمت كَلِمَتُ رَبِكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبَدِلَ لِكَلِماتهِ وهو السَمِيعُ العَلِيمُ )ص ق . وقوله تعالى فى سورة يونس آية 64 ( لَهمُ البُشرىَ فى الحياةِ الدُنيا وفى الأخرة ِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلك هو الفوزُ العظيمُ ) ص ق ولأن هذه الآيات واضحة ، لالبس فيها ،حيث تؤكد إستحالة تحريف كلام الله بِلَا النافية نفياً قطعياً ، لذا يقال عن تلك النصوص أنها قطعية الدلالة، لوضوحها ، فهى لا تحتمل التأويل أو التورية ، أى أن كلام الله من المستحيل لبشر تبديله ، ولو حتى مجرد حرف منه ، ومن يقل بغير ذلك ،
فقد كفر لإنكاره معلوم من الدين بالضرورة قطعى الدلالة) لذا علينا ألا نستمع للجهلاء ، الذين يكذبون على الله ويضللون الناس ، ظلماً وبهتانا ، فيسقط من يتبعهم دون أن يدرى ، وهو يتهم الله بالتقصير ، وعدم القدرة على حفظ كلامه واضاف الشيخ مصطفى قائلا وهذا الاتهام لله ، وهو الكفر بعينه ، لذا نكرر أن من يقول بتحريف الإنجيل والتوراة فقد كفر لأنه ينكر ماهو معلومً من الدين بالضرورة — حمانا الله من هذا الشرك وهذا الإثم العظيم ، اما أن يقوم البعض بحرق الإنجيل والتوراة فهذا جُرم أعظم ، يجعل فاعله فى الدرك الأسفل من النار، ولا يخرج منها أبداً ، وعلى الحاكم وكل مسؤل أن يقتص من هذا الفاعل المجرم الأثم ،الذى يفرغ صفاته الإجرامية متستراً بالدين ، وإلا يعتبرالمسئول شريكاً له فى الإثم وكذا يقع الحكم على كل من حضر هذا الفعل المشين ولم يمنعه .