تحت عنوان”قداسة البابا شنوده الثالث.. بابا العرب”، أرسل جرجس صالح أستاذ العهد القديم بالكلية الاكليريكية اللاهوتية و معهد الدراسات القبطية و أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الفخرى لموقع “وطنى” الإلكتروني،
تحت عنوان”قداسة البابا شنوده الثالث.. بابا العرب”، أرسل جرجس صالح أستاذ العهد القديم بالكلية الاكليريكية اللاهوتية و معهد الدراسات القبطية و أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الفخرى لموقع “وطنى” الإلكتروني، مقالاً بمناسبة مرور خمسين عاماً على أسقفية التعليم التى كان يرعاها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فيقول:
تحتفل الكنيسة القبطية الاحد 30 سبتمبر الجارى، باليوبيل الذهبى لتأسيس أسقفية التعليم وسيامة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث أسقفاً لها، و نحن نحتفل بهذه الأسقفية نذكر بالفخر أن قداسة البابا شنودة برعايته للأسقفية قام بنهضة كنيستنا القبطية وعودتها لتقود العالم المسيحى فى لقاءاته المسكونية وحواراته اللاهوتية و أعاد قداسته النهضة فى كليات اللاهوت الأكليريكية وإنشاء فروع لها وفى التربية الكنسية، و شتى مجالات التعليم اللاهوتى الدينى .
فقداسته هو أحد الرموز البارزة والمضيئة فى تاريخ الكنيسة القبطية العظيمة وفى تاريخ مصرنا الحبيبة فالبابا الذى علمنا قوله المأثور ” إن مصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه ” مصر التى أحبها حتى النخاع ، سقينا من تعليمه هذه المحبة فصارت محبتنا لمصر وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية تجرى فى دمائنا .
بحق البابا شنودة رمزاً للوحدة الوطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. فلست مبالغاً إذا قلت أن جميع القيادات الإسلامية فى شتى أنحاء الشرق الأوسط وقد التقيت بهم خلال فترة عملى كأمين عام لمجلس كنائس الشرق الأوسط يعتبرونه رمزاً لهذه الوحدة بين المسيحيين والمسلمين فى هذه البقعة المقدسة شرقنا الأوسط . ولهذا شجع أن يقيم مجلس كنائس الشرق الأسط حواراً حياتياً مع المنتدى الأسلامى العالمى للحوار وتمت عدة لقاءات أعوام 2004 ، 2005 ، 2006 ترأسها قداسته وصاحب الفضيلة الأمام الراحل د. محمد سيد طنطاوى شيخ الجامع الأزهر . وكان لهذه اللقاءات الأثر الطيب فى نفوس الجميع إذ حضرها من لبنان وسوريا والسعودية والأردن وفلسطين والعراق ومصر كثير من القيادات المسيحية والأسلامية وتكلمنا فيها عن الدين ومقاصد الحوار ، والدين وحقوق الأنسان وواجباته .
ومثلث الرحمات البابا شنودة الثالث هو العالم والمفكر والشاعر كان عالماً تجد خلال مجالسته أنك تجالس موسوعة علمية تحوى وتعرف كل شئ . عالم غزير المعرفة مثقف إلى أعلى درجة .
وكان هو المفكر الثاقب بفكره السابق لعصرة بأجيال .. كما كان شاعراً ليس كاتباً للشعر فقط لكن فى أحاسيسه التى لمسناها فى احاديثنا معه طيلة نصف قرن لذا ما كان يعبر عنه فى كلمات شعر إنما كان نابعاً من القلب النابض بالحب الصادق .
كان يتميز قداسته بالوداعة والتواضع الجم مثل معلمه السيد المسيح له المجد الذى قال ” تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ” فرغم مكانته السامية والجليلة إلا انه كان يتحلى بالتواضع الجم . رغم مكانته كرئيس لأكبر كنيسة فى شرقنا الأوسط ، للكنيسة القبطية العريقة خليفة للقديس مرقص الأنجيلى إلا أننا كنا نخجل من تواضعه حينما يتعامل معنا فكان هو الأب والأنسان معلم التواضع .
هو البابا حبيب الأطفال كان يسير على درب السيد المسيح الذى قال ” دعوا الأولاد يأتون إلى” لذا كنا نراه يحنوا على الطفل الصغير ويلاطفه فى حب أبوى عجيب وكان قداسته حبيب الفقراء لذا خصص يوماً أسبوعياً ليلتقى بهم فى لجنة البر فهم أخوة الرب فى التعبير الكنسى والذين قال عنهم رب المجد تبارك أسمه ” كل ما فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى قد فعلتم ” .
كان قداسته زعيم مسيحييى الشرق الأوسط وراعى العمل المسكونى لذا أختاره رؤساء الكنائس الأعضاء بمجلس كنائس الشرق الأوسط رئيساً للمجلس لثلاث دورات من عام 1994 وحتى 2007 ثم ظل رئيساً فخرياً حتى إنتقاله للسماء . بل ان قداسته أيضاً كان أحد قادة العالم المسيحى على المستوى العالمى لذا إختارته كنائس العالم رئيساً لمجلس الكنائس العالمى خلال الفترة من 1992 – 1998 .
كان البابا شنودة الواعظ المتميز الذى حاز لقب ” ذهبى الفم ولسان العطر ” الذى كانت الآلاف تتقاطر لسماع عظاته الأسبوعية .
وقداسته هو البابا الذى لقب ب”بابا العرب” الذى دافع عن القضية الفلسطينية بكل أحاسيسه ولاننسى محاضرته فى الستينيات فى نقابة الصحفيين عن ” رأى المسيحية فى اسرائيل” .
قداسة البابا شنودة الثالث هو البابا الذى نفتخر به فى تاريخ كنيستنا ونفخر أننا تتلمذنا على يديه وتفتخر مصر به كأحد قادتها البارزين ووضح هذا فى وداعه الشعبى من ابنائه واحبائه المسيحيين والمسلمين بل يفتخر به عالمنا العربى ويكن له كل إجلال وإحترام لعروبته ومحبته لسائر أبناء هذا الوطن العربى .
إ س