في يناير 2006 فازت حركة حماس بالأغلبية في أنتخابات نزيهة شهد لها المجتمع الدولي, وتفاءل العالم وقتها بأنه يمكن السيطرة علي تطرف حماس عبر العملية الديموقراطية, ولكن الذي حدث كان العكس تماما حيث دمرت سياسة
في يناير 2006 فازت حركة حماس بالأغلبية في أنتخابات نزيهة شهد لها المجتمع الدولي, وتفاءل العالم وقتها بأنه يمكن السيطرة علي تطرف حماس عبر العملية الديموقراطية, ولكن الذي حدث كان العكس تماما حيث دمرت سياسة حماس المتطرفة العملية الديموقراطية ذاتها ودمرت معها أيضا القضية الفلسطينة.عقب فوز حماس وتشكيل الحكومة برئاسة اسماعيل هنية والذي صرح وقتها أن الحركة والحكومة ستبقيان منفصلتين, ولكن الذي حدث عكس ذلك, ففي يونيه 2007 قادت حماس انقلابا مليشياويا علي السلطة الفلسطينية قتل فيه ما يربو علي ألف شخص من حركة فتح, وشاهد العالم وقتها مليشيات حماس وهي تلقي بكوادر فتح من فوق المباني العالية. بعد خمس سنوات لم تنفصل الحركة عن الحكومة بل أن الحركة ابتلعت غزة كلها وظل هنية رئيس الحركة السري ورئيس الحكومة المعلن, وتحولت غزة إلي سجن كبير,وتقزمت أحلام حماس من تحرير فلسطين من البحر إلي النهر إلي مجرد رفع الحصار عن غزة .
منذ تأسيسها عام 1987 تخصصت حماس في عرقلة الحلول السلمية بعملياتها الإرهابية التي تأتي دائما في توقيت تحرك المفاوضات, ورفعت شعارا وهميا فضفاضا وهو المقاومة هي الحل علي غرار شعار الاخوان الإسلام هو الحل, وكلا الشعارين هو لإرهاب الناس وتخويفهم وليس لحل القضايا والمشاكل.
وبعد انفصال غزة ارتفعت الشعارات العنجهية , وقال إسماعيل هنية لن نتراجع عن عدم تجديد التهدئة حتي ولو أبادوا غزة باكملها, وكانت حرب 2008 علي غزة والتي حولت حركة حماس في النهاية إلي كلب حراسة ضد أي صواريخ تطلق علي إسرائيل, ورغم ذلك اعتبر إسماعيل هنية أن نتيجة حرب غزة انتصار الهي ثم إنساني!!!,فإذا كانت حراسة غزة لحدود إسرائيل أنتصارا الهيا فماذا تكون الهزيمة إذن؟.
هل لدي حماس خطة لحل القضية الفلسطينية ؟,الاجابة نعم لديهم مخزون استراتيجي هائل من الشعارات الجوفاء وخطة غيبية ميتافيزيقية كما جاء في ميثاق حماس ##ساعة النصر لن تدق إلا بعد أن يقاتل المسلمون اليهود ويقتلوهم حيث يختبئ اليهود وراء شجرة أو حجر, فتقول الشجرة أو الحجر: يا مسلم, يا عبد الله, ورائي يهودي فاقتله##.
هذا هو الأمل الذي تعيش عليه حركة حماس, ومن آجل هذا الآمل لا بد من القضاء علي صوت المواطن وحريته بحيث لا يوجد صوت يعلو علي صوت حماس,فلا مظاهرات ولا معارضة ولا مجتمع مدني ولا حرية صحافة ولا انتخابات ولا نظام قضائي عادل ولا فصل بين السلطات, ولا وجود تقريبا لنساء غير محجبات, واللحية هي المظهر الرسمي لشرطة حماس, ولا وجود لموظف لا يتبع الحركة.
ولكن الجديد عند حماس هو الاخطر, فطالما أن الهدف هو تحرير فلسطين من البحر إلي النهر, وطالما أن هذا الهدف لن يتحقق إلا في أحلامهم الدينية بعد اقامة الخلافة, فلا مانع من مساعدة الأخوة لبعضهم البعض,وأرض المسلمين واسعة, فلماذا لا تحتضن سيناء أهل حماس في محنتهم حتي يأتي فرج الخلافة؟… وسنة وراء سنة سينسي الناس اتفاق غزة واريحا اولا وسيتحول بحكم الواقع إلي غزة وسيناء اولا وأخيرا….
درس حماس هام جدا لمصر, فلا نهضة ولا تقدم ولا رخاء ولا حل للقضايا ولا وحدة وطنية بالشعارات وإنما بالتفكير العلمي وبالحرية وبالديموقراطية وبحفظ حقوق المواطن وكرامته.
أهل غزة بعد خمس سنوات يتحسرون علي الماضي القريب ولسان حالهم يردد ما قاله سارتر الجنة غير موجودة أما الجحيم فنحن فيه.