تستضيف العاصمة الإيرانية طهران خلال الفترة من 30-31 أغسطس الجارى القمة ال 16 لحركة عدم الانحياز و التي سيتم خلالها نقل رئاسة القمة من مصر لأيران
تستضيف العاصمة الإيرانية طهران خلال الفترة من 30-31 أغسطس الجارى القمة ال 16 لحركة عدم الانحياز و التي سيتم خلالها نقل رئاسة القمة من مصر لأيران ، وسوف يشارك الرئيس محمد مرسي في القمة التي تستضيفها العاصمة الإيرانية طهران ، وذلك في طريق عودته من الصين ، خاصة أنه قد تلقى دعوة للمشاركة في قمة عدم الانحياز من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نقلها نائبه حميد بقائي
وأكدت رئاسة الجمهورية مشاركة مصر في قمة عدم الانحياز في طهران, وقال الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسةـ ردا علي التصريحات ـ التي أدلت بها فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التي قالت فيها, إن واشنطن ضد التمثيل الدبلوماسي رفيع المستوي في القمة ـ لكل دولة الحق في أن تتخذ ما تشاء من قرارات بشأن المشاركة في القمة.
علاقات مصر الخارجية
وعن علاقات مصر الخارجية أكد الدكتور ياسر على أن مصر لا تقبل التدخل في شئونها, خاصة فيما يتعلق بعلاقات مصر الخارجية, موضحا أن مصر سوف تسلم رئاسة قمة عدم الانحياز إلي طهران ، موضحا أن ملف العلاقات الخارجية المصرية من الملفات المهمة والخاصة جدا ومن ملفات السيادة الدولية التي يجب ألا يتدخل فيها أحد.
كما يشارك للمرة الأولى المجلس المصري للشؤون الخارجية كمنظمة مصرية غير حكومية في أعمال قمة عدم الانحياز و ذلك بعد أن وافق مكتب تنسيق حركة عدم الانحياز في نيويورك على مشاركة المجلس في هذه القمة واعتمد قائمة المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية التي ستشارك فى القمة .
القضايا والتحديات
وتكتسب هذه القمة أهميتها ليس فقط من حجم المشاركة الكبير ، ومستوى التمثيل المتميز فيها ، أو من طبيعة الظروف الدولية الاستثنائية ، والتطورات الراهنة التي يشهدها العالم ، وفى مقدمتها الأزمة المالية العالمية ، والعلاقات السياسية المتوترة ، والأزمات والنزاعات المتفجرة بين عدد غير قليل من الدول في شتى الأقاليم ، والمناطق المختلفة ، أو من نوعية القضايا والتحديات التي يتعين على دول الحركة بلورة رؤية واضحة ، وموقف محدد بشأنها
الثورات العربية
ويشهد العالم والشرق الأوسط تطورات مهمة ما بين رئاسة مصر للحركة فى قمة شرم الشيخ عام 2009 والقمة القادمة فى إيران ابتداء بالأزمة المالية العالمية التى اندلعت فى الولايات المتحدة الأمريكية وتصاعدت مع رئاسة أوباما، ثم توالت أحداث الثورات العربية ابتداء من تونس ومرورا بمصر وليبيا، واليمن وسوريا، وانفصال جنوب السودان، وخروج القوات الأمريكية من العراق وان ظل تحت السيطرة العسكرية والسياسية الأمريكية وتزايد النفوذ الإيرانى فيه، وتصاعدت الحرب الدبلوماسية والتهديدات وفرض العقوبات والمقاطعة ضد ايران بسبب ملفها النووى واتهامها بالسعي لتصنيع سلاح نووى ، وبالتالى تبرز أهمية دور الحركة المؤثر ازاء هذه التطورات الهامة على الساحة الدولية
التضامن الدولي
وكانت مصر قد تولت رئاسة قمة عدم الانحياز خلال السنوات الثلاثة الماضية ( 2009- 2012( ، حيث استضافت مصر خلال الفترة من 11إلى 16 يوليو 2009 فعاليات القمة الخامسة عشر لقادة ورؤساء دول الحركة التي عقدت بمدينة شرم الشيخ تحت شعار”التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية” بمشاركة وفود أكثر من 140 دولةً من مختلف قارات العالم من بينها الـ 118 دولةً أعضاء الحركة ، من اجل مضاعفة الجهود المصرية المبذولة لدعم ، وتعزيز التواجد الفعلي للحركة على الساحة الدولية ، خاصةً وأن مصر شغلت إحدى المقاعد الثلاث لقيادة الحركة منذ قمة هافانا عام 2006 ، وذلك بحكم عضويتها في لجنة “ترويكا الرئاسة” التي تضم الرئيس السابق للحركة ، والرئيس الحالي لها ، والرئيس القادم ، واستمرت رئاسة مصر للحركة حتى عام 2012
العدالة والسلام
وتضم حركة عدم الانحياز الآن 120 دولة، وتعتبر ثانى أكبر تجمع بعد الأمم المتحدة، وتأتى أهمية الحركة من منطلق أنها تضم دولا رئيسية تلعب أدوارا مهمة على الساحة الدولية والأقليمية وتؤخذ قرارتها بعين الاعتبار فى القضايا الدولية، حيث أنها تمثل اليوم نسبة 60% من عدد الدول فى الأمم المتحدة وبالتالى تشكل كتلة تصويتية كبيرة، كما تمثل أكثر من نصف سكان العالم، وبالتالى فعلى الحركة أن تستفيد من هذا الثقل الكبير لصالح إقامة العدالة والسلام فى العالم .
أجندة النظام الدولي
و تعتبر مصر إحدى أهم الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز ، ولها دورها المحوري المشهود له في تأسيس ، وبناء الحركة ، وتطويرها ، وفى دعم بقائها واستمرارها لما تتمتع به من ثقل إقليمي ودولي كبيرين باعتبارها تضم ما يقرب من ثلثي دول العالم الأعضاء بالأمم المتحدة ، وتمثل الإطار الأهم ، والأوسع نطاقاً لتنسيق مواقف الدول النامية إزاء مختلف القضايا السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية المطروحة على أجندة النظام الدولي ، فقد لعبت مصر دور محوري في مسيرة حركة عدم الانحياز منذ تأسيسها قبل نحو 48عاماً ، وكونها أحد الأعضاء المؤسسين للحركة ، وفى صياغة مبادئها ، وفى التوجهات المتنامية من أجل تطوير أداء الحركة ، وترسيخ تواجدها على الساحة الدولية في سياق قرن جديد ومناخ عالمي متغير يختلف بشكل كبير عن الظروف التي نشأت في ظلها الحركة
رؤيةً إستراتيجية للمستقبل
وتمتلك مصر رؤيةً إستراتيجية متكاملةً لمستقبل حركة عدم الانحياز، ودورها على المسرح الدولي تتضمن المزيد من الأفكار فى مختلف مجالات عمل الحركة ،وتتمثل أهم عناصر هذه الرؤية فى تطوير أساليب عمل الحركة عبر إجراء مراجعة شاملة لدورها ، وهيكل عملها ، ومناهجها حتى تتواكب مع مقتضيات العصر ومتطلبات المستقبل ، وبما يمكنها من امتلاك القدرة ليس فقط على الدفاع عن مصالحها ، وإنما أيضاً على تبوء موقع الصدارة فى النظام الدولي ، إعطاء أولوية للتعاون في رفع معدلات التنمية في دول الحركة وخاصة فى الدول النامية، قيام دول الحركة بجهد جماعي منظم على مستوى الأمم المتحدة بهدف استصدار قرار من الجمعية العامة يحظر استخدام الفيتو في حالات الإبادة الجماعية ، أو الجرائم ضد الإنسانية ، أو للحيلولة دون وقف إطلاق النار في النزاعات المسلحة ، تعزيز التكامل الإعلامي بين دول الحركة ، ودعم قدرات الدول النامية من خلال نقل التكنولوجيا ، والمعرفة للوصول إلى نظام إعلامي دولي جديد قائم على احترام حرية التعبير ، وحرية الإعلام ، وحق الإعلاميين في أداء مهامهم النبيلة في ظل احترام قيم وخصوصية كل مجتمع.
انهيار الاتحاد السوفيتي
وتعتبر حركة عدم الانحياز هي الحركة الأم التي نشأت في إطارها العديد من المؤسسات والهيئات التي تمثل مجموعات من الدول النامية ، وتدافع عن مصالحها في سياق الشد والجذب الذي تشهده العلاقات بين الدول الغنية من جهة ، والدول الفقيرة من جهة أخرى ، أو بين الشمال المتقدم والجنوب النامي ، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي ، وانتهاء الحرب الباردة فى مطلع التسعينات ثار جدل واسع داخل الحركة وخارجها حول دور ومستقبل الحركة فى المرحلتين الحالية والمقبلة ، وظهرت وجهتا نظر مختلفتان ، ترى الأولى أن حركة عدم الانحياز انتهت عملياً لأن مبررات وجودها اختفت ، كما تحولت قناعات بعض الدول من عدم الانحياز إلى الدخول فى علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل القطب الأوحد على الساحة الدولية فى الوقت الراهن.
هيمنة الدول الكبرى
أما وجهة النظر الثانية فترى أن الحركة ينبغي أن تستمر لأن مبررات استمرارها أكثر من مبررات اختفائها ، فالحركة قد حققت فى الماضي كثيراً من الإنجازات التي لا يمكن إغفالها ، كما أن العديد من التحديات إلى أنشئت من أجل مواجهتها مازالت قائمةً ، إلى جانب ظهور تحديات أخرى جديدة لم تكن موجودةً من قبل مما يستدعى تفعيل الحركة ، وإعادة إحياء دورها حتى يمكن أن تساهم بشكل جدي فى تخفيف الاحتقان العالمي ، وحل معضلات إقليمية ودولية تشكل بؤر توتر وصداع للعالم بأجمعه ، وخاصةً الدول النامية ، وأن تساعد فى الحيلولة دون هيمنة الدول الكبرى على باقي الدول ، وتدخلها فى شئون تلك الدول تحت دعاوى مختلفة كمكافحة الإرهاب ، والتدخل الإنساني ، ونشر الديمقراطية ، وأن تعمل على إصلاح النظام الاقتصادي الدولي ، وتقريب الفجوة ألاقتصاديه بين دول الجنوب والشمال ، ومعالجه قضايا الفقر والجوع , ودعم التعايش والحوار بين الثقافات والحضارات .
ثقل إقليمي ودولي
ترى مصر أن حركة عدم الانحياز تمثل الإطار الأهم ، والأوسع نطاقاً لتنسيق مواقف الدول النامية إزاء مختلف القضايا السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية المطروحة على أجندة الأمم المتحدة ، ودعم سبل العمل الجماعي متعدد الأطراف في مواجهة السياسات الانفرادية ، أحادية الجانب، والتي تعد إحدى التحديات الكبرى التي تواجه دول العالم الثالث ، وغالبيتها أعضاء في الحركة ، وتبدى مصر اهتماما كبيراً للحركة ولضرورة الحفاظ عليها لما تتمتع به من ثقل إقليمي ودولي كبيرين باعتبارها تضم ما يقرب من ثلثي دول العالم الأعضاء بالأمم المتحدة ، ومن ثمّ تمثل كتلةً تصويتية لايستهان بها ، ويتعين العمل على توثيق العلاقات بين دولها للدفاع عن مصالحها ومصالح شعوبها .