في الدول المتقدمة والتي تحترم شعوبها وتسهر علي راحتهم ورعايتهم تحاول في كل ما تفعله أن يكون من أجلهم.ومصر صاحبة الحضارة ذات الخمسة عشر قرنا نسيت كل ما تملكه من حضاة وتفعل ما يحلو لها دون اعتبار
في الدول المتقدمة والتي تحترم شعوبها وتسهر علي راحتهم ورعايتهم تحاول في كل ما تفعله أن يكون من أجلهم.ومصر صاحبة الحضارة ذات الخمسة عشر قرنا نسيت كل ما تملكه من حضاة وتفعل ما يحلو لها دون اعتبار لما يسعد شعبها أو ما يشقيه,بلا سابق إعلان تقطع المياه وتصمت التليفونات ولا تنطق بالأسبوع والعشرة أيام.ونحن نعيش داخل منازلنا نذوق مرارة الحياة بعد أن ذقنا مرارة وانفلات مايحدث في الشوارع مايقرب من18شهرا منذ قيام ثورة 25يناير.ينقطع النور في أي وقت وكل وقت وتظلم الدنيا في وجوهنا,وبالطبع الظلام يعقبه حرارة الجو وتوقف المراوح وأجهزة التكييف ويصعب التنفس وتتحول الحياة إلي أوقات لاتحتمل.يستمر الظلام بالساعات وتصبح الحياة مستحيلة…وبعد فترة إنارة يعود الظلام مرة ثانية وتفسد الأطعمة داخل الثلاجات ويكون مصيرها صفيحة القمامة,وتضطر الأسرة إلي شراء طعام جديد,وتغلق شاشات التليفزيون وأحيانا تحترق بعض الأجهزة ويفزع الأطفال من الظلام.
هل يستحق الشعب الذي يسعي إلي الحياة الآمنة الهادئة كل هذا القدر من المعاناة نفتح الصنبور لاستخدم المياه فيفاجأ بانقطاع المياه.يمد يده إلي التليفون فيجده صامتا.يشعر أنه محبوس داخل سجن فلا نور ولا هواء يرطب الجو ولا مياه ولا وسيلة اتصال بالعالم الخارجي فلا يستطيع أن يشتري ما يريد من الخارج.
ألا يستطيع المسئولون أن يعلنوا مقدما عن انقطاع الكهرباء وإلي متي سوف تنقطع وأن يعلنوا عن انقطاع المياه وفقد الحرارة من التليفون الأرضي.إن أبسط الأشياء أن يعلم أصحاب البيوت الوقت الذي سوف يعم فيه الظلام والذي تنقطع فيه المياه ومتي تعود,كلها أشياء بسيطة وتؤكد احترام الدولة لحياة الشعب وراحته وتخفيف المعاناة اليومية ألا يكفي ما عاناه الناس من الانفلات الأمني في الشوارع,وحرمانهم من الخروج إلي الشارع بسبب فوضي البلطجة والتعرض للأذي والسرقة وأي نوع من الاعتداءات..وحتي الأطفال الذين حصلوا علي إجازتهم السنوية بعد انتهاء الدراسة حرموا من الخروج والاستمتاع بإجازتهم خوفا عليهم من التعرض لخطفهم والمطالبة بفدية كبيرة لإعادتهم إلي أسرهم.
مايحدث من الاستهانة بحياة الناس يؤدي إلي ارتفاع حجم معاناتهم إلي حد لايحتمل نريد الحياة الطبيعية التي توفر الهدوء والسكينة والإحساس بالحرية المفقودة.