اهتمت السينما المصرية بمواجهة الفكر الدينى المتطرف ولعبت دورا كبيرا فى تنوير المجتمع ، لكن ذلك لم يكن فى إطار عام بل كان ذلك اختيارا شخصيا لمخرجين مثل سعد عرفة وعاطف الطيب وسعيد مرزوق أو لمؤلفين مثل وحيد حامد ورأفت الميهى ولينين الرملى أو لنجم شهير مثل عادل إمام الذى اهتم بشكل شخصى أيضا بمواجهة تلك الظاهرة ولم تخلق هذه التجارب تيارا فى السينما المصرية لمحاربة التطرف
اهتمت السينما المصرية بمواجهة الفكر الدينى المتطرف ولعبت دورا كبيرا فى تنوير المجتمع ، لكن ذلك لم يكن فى إطار عام بل كان ذلك اختيارا شخصيا لمخرجين مثل سعد عرفة وعاطف الطيب وسعيد مرزوق أو لمؤلفين مثل وحيد حامد ورأفت الميهى ولينين الرملى أو لنجم شهير مثل عادل إمام الذى اهتم بشكل شخصى أيضا بمواجهة تلك الظاهرة ولم تخلق هذه التجارب تيارا فى السينما المصرية لمحاربة التطرف .
هذا ما يؤكده الباحث والناقد محمود قاسم فى دراسة بعنوان ” السينما المصرية وصعود التيار الدينى فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين ” حيث يشير الى أن أفلام السبعينات لم تهتم بهذه الظاهرة الجديدة على المجتمع المصرى فى تلك الفترة إلا من خلال ثلاثية المخرج الراحل سعد عرفة الذى كان يهتم بشكل شخصى بهذه الظاهرة وهى أفلام : ” غرباء ” 1973 عن سيناريو لرأفت الميهى وفيلم ” الحب قبل الخبز أحيانا ” 1975 عن قصة للكاتبة السورية سلمى شلاش وفيلم ” الملائكة لا تسكن الأرض ” عن سيناريو لعاطف بشاى .
أبناء وقتله .. البدرون
ويوضح قاسم أن فى الثمانينات اهتم بتلك الظاهرة المخرج الراحل عاطف الطيب فى ثلاثية ” أبناء وقتله ” و” ضربة معلم ” و” البدرون” عام 1986 ، وبشكل عام لم يخل فيلم لعاطف الطيب من إشارة إلى ظهور هذه الجماعات المتطرفة وكيف أصبحت تؤثر على سلوك أبطال الفيلم من خلال انتشار مظاهر الفساد الأخلاقى التى أدت لظهور الجماعات الإسلامية كرد فعل طبيعى لمحاربة الفساد ، فقد كان الطيب من أوائل المخرجين الذي انتبه إلى تصاعد السلفية الدينية في أفلامه، قبل اللجوء إلى العنف الديني المسلح في المجتمع ، وحاول في هذه الأفلام أن يؤكد أنه لا يمكن تجاهل صعود هذا التيار، وإن بدا كأنه يصور التغييرات، دون إدانة، أو تعاطف .
الارهابى .. طيور الظلام
وترصد الدراسة مطلع فترة التسعينات التى وقعت بها العديد من حوادث العنف مثل اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب عام 1990 واغتيال المفكر فرج فودة عام 1992 ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ 1994 ، وقد فزع المجتمع المصرى لهذه الحوادث الغريبة عليه وعلى الشخصية المصرية التى لا تحب سفك الدماء ، وفى نفس الفترة قدم الكاتب المسرحى لينين الرملى سيناريو فيلم ” الإرهابى ” للفنان عادل أمام والمخرج نادر جلال ونجح الفيلم جماهيريا واحتفلت به كل الصحف والأوساط الفنية ، وكان عادل أمام قد قام ببطولة فيام ” الإرهاب والكباب ” عام 1992 لكاتب السيناريو وحيد حامد والمخرج شريف عرفة ثم فيلم ” طيور الظلام ” عام 1995 ، وقبلها بعام أخرج على عبد الخالق فيلم ” الناجون من النار ” عن سيناريو وحوار محمد شرشر وكلها تتحدث عن شخصيات تعانى من سطوة الفكر الدينى المتشدد .
عمارة يعقوبيان .. دم الغزال
ويشير الناقد قاسم إلى أن مع مطلع القرن الحادى والعشرين طرأت على السينما المصرية بعض التغييرات سواء فى نمط الانتاج بانشاء شركات كبرى أو الاهتمام الزائد بالكوميديا وظهور جيل ” المضحكون الجدد ” مثل هنيدى وولى الدين وأدم ومحمد سعد وأحمد حلمى ولم تعد السينما تمارس دورها فى النقد الاجتماعى والسياسى إلا من خلال بعض التجارب القليلة مثل ” عمارة يعقوبيان ” و” دم الغزال ” وهما لكاتب السيناريو وحيد حامد الذى اتجه إلى الدراما التليفزيونية وقدم مسلسل ” الجماعة ” بعد أن نفضت السينما يدها عن تناول قضايا التطرف .