أثارت زيارة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر جدلا واسعا بين الأوساط السياسية إلى الأمر الذى أدى للقيام بوقفات احتجاجية و تظاهرات أمام السفارة الأمريكية بجاردن سيتى احتجاجا على موقف زيارتها لكونه تدخلا أمريكيا فى شئون البلاد و فرض وصايا على مصر
أثارت زيارة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر جدلا واسعا بين الأوساط السياسية إلى الأمر الذى أدى للقيام بوقفات احتجاجية و تظاهرات أمام السفارة الأمريكية بجاردن سيتى احتجاجا على موقف زيارتها لكونه تدخلا أمريكيا فى شئون البلاد و فرض وصايا على مصر .
” وطنى ” استطلعت آراء بعض السياسيين حيال زيارة هيلارى لمصر و ردود الأفعال تجاهها …
قالت إيفون مسعد – عضو اتحاد شباب ماسبيرو أن الاتحاد مع بعض من القوى السياسية قاموا بتظاهرة أمام مبنى السفارة الامريكية بعنوان ” لا للتحالف الامريكى و الإخوان المسلمين لفرض الوصايا على مصر ” معبرين رفضنا التام لذلك التحالف رافعين لافتات مدون عليها ” عبد الناصر قالها زمان اثنين ملهومش أمان الأمريكان و الإخوان ” و ” حماس لن تحكم مصر ” و ” مصر مش باكستان ” كما قام العديد من شباب الاتحاد بتنظيم مسيرة لفندق ” فورسيزونز” حيث مقر إقامة هيلارى كلينتون .
وأضافت إيفون هدفنا فضح التحالف الإخوانى الأمريكى لتدمير أركان الدولة المصرية و جرها لدولة الفوضى التى نمر بها الآن فى ظل اتفاق جماعة الإخوان المسلمين و الإرادة الأمريكية على أرضية المصالح الشخصية دون النظر لمصلحة الوطن و دماء شهداء راحت هباء بسبب ثورة فقدت طريقها بعد استيلاء التيارات الدينية عليها و نجاحها فى تغييب العقل المصرى باسم الدين و استغلاله للهيمنة على مؤسسات الدولة .
أشار د . عماد جاد – الخبير و المحلل السياسى إلى أن زيارة هيلارى لمصر جاءت لتتويج الجماعة الإسلامية و دعم الإخوان المسلمين لإقامة الدولة الدينية بما يعنى تفتيت لإقامة الدولة المدنية و من ثم قامت التظاهرات دفاعا عن الدولة المدنية ضد التحالف الإخوانى الأمريكى .
هذا و علقت فريدة النقاش – رئيسة تحرير جريدة الأهالى أن زيارة هيلارى كلينتون لمصر جاءت لأسباب عدة منها تستكشف بنفسها الوضع بعد تولى رئيس جديد ينتمى لجماعة الإخوان و ذلك بعدما ترددت شائعات بشأن انحياز الأمريكان للإخوان فى الانتخابات الرئاسية لاعتقادهم أن الإخوان كما صرحت كلينتون فى حديث لها بالأمس أنهم يمثلون أغلبية الشعب و فى هذا استنتاج لنتائج الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية سواء لمجلسى الشعب أو الشورى . أيضا رغبة السياسة الأمريكية فى التأكد من أن وصولهم للسلطة لن يؤثر على الاتفاقيات التى عقدتها مصر مع اسرائيل بضمانة أمريكية وأن معاهدة الصلح هذه ستبقى راسخة كما كانت خلال ال 30 عاما الماضية .
هذا و ترجع الزيارة إلى أن لأمريكا مصالح و مصربالنسبة لها تعد دولة محورية فى منطقة الشرق الأوسط و لهذا جاءت كلينتون لتتعرف عن قرب نوايا الحكم الجديد فى البلاد و من الواضح أن د . محمد مرسى الرئيس المنتخب فى لقائه معها قد طمأنها سواء على الاتفاقيات الدولية مع اسرائيل أو على مصالحها الامريكية بالمنطقة .
كما استطردت فريدة حديثها بأن موقف القوى السياسية و قيامهم بتظاهرات ناتج عن رفضهم لعلاقات التبعية بين مصر وأمريكا و التى نشأت و تعمقت منذ زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس فى نوفمبر عام 1977 و تصريحه بأن 99% من أوراق الحل فى يد أمريكا لتبدأ علاقات التبعية تتأصل فى المجال السياسى و الاقتصادى فى عهد الرئيس مبارك بكونها اختيارات تدور فى فلك صندوق النقد الدولى و البنك الدولى لتصبح الرأسمالية المتوحشة نتيجة لتفشى الفقر و البطالة و هجرة المصريين و العنف الطائفى فى البلاد وأخيرا صعود الإسلاميين للحكم كنتيجة طبيعية لاستثمار فقر الشعب من خلال تقديم الخدمات اليهم كبديلا عن الدولة ممثلة فى الحكومة وإثارة العنصرية ضد الأقباط و محاولة تقسيم البلد إلى بلدين كما حدث مع السودان .