عندما افقت من هول صدمة الرعب و الترويع التى عايشتها فى القطار المتجه إلى سوهاج و الذى اصطدم بقطار ركاب فى البدرشين ، كان الستار قد أسدل تماما على الحدث على المستوى الإعلامى و الرسمى معا ،
عندما افقت من هول صدمة الرعب و الترويع التى عايشتها فى القطار المتجه إلى سوهاج و الذى اصطدم بقطار ركاب فى البدرشين ، كان الستار قد أسدل تماما على الحدث على المستوى الإعلامى و الرسمى معا ، ووجدت نفسى أمام حقيقة مفزعة لا أدرى كيف أغفلها الجميع و هى أن هذا التصادم المروع و الذى كاد أن يؤدى بحيات المئات من الركاب قد جاء بفعل فاعل و الحقيقة كما نعرفها و كما أكدها المسئولون أن قطار الركاب الذى كان ينتظر مرور القطار السريع و هو ما يعرف ب”التجريش” أو التخزين و هذا أمر معروف للجميع و طبيعى جدا ، لم يرضوا عن ذلك و طالبوا سائق القطار بالتحرك ، الأمر الذى لم يستطع سائق القطار تلبيته لهم ، وتحول الأمر إلى مشاجرة معهم كان نتيجتها قيامهم بقطع الطريق بوضع قضبان و فلنكات حديدية أمام القطار القادم مما أدى لخروج القطار عن القضبان و اصطدامه المروع بالقطار الآخر الذى كان هو طريق العناية الإلهية لانقاذنا من الموت.
إذا كان المشهد هكذا خارج القطار فالمشهد داخل العربات كان مختلف عندما تحرك القطار من محطة رمسيس مرورا بالجيزة بدأ الركاب بالاسترخاء على مقاعدهم نظرا إلى أنها رحلة طويلة تستغرق أكتر من ثمان ساعات وصولا لسوهاج و هناك من استعد للنوم أو من بدأ يقلب صفحات الجرائد و من خلفى جاء صوت يسأل مرافقة ” هو الحكم فى التأسيسية النهاردة كان ايه ” ولأنى من هواة السفر بالقطار فأنا استمتع كثيرا بتلك الأصوات القادمة من بعيد و أنا أغالب النوم وفجأة سمعنا و شعرنا باحتكاك و فرملة كانت قوية و مفاجئة تبعها سحابة من الدخان عازاها البعض لمتظاهرين و الذين يقطعوا السكة الحديد بإشعال الإطارات للتعبير عن غضبهم و احتجاجهم أو حتى مطالبهم و أمنياتهم و هذه هى الطريقة التى ابتدعها المصريون للحصول على مبتغاهم بعد الثورة ثم حدث الرعب الفظيع عندما انفتح باب العربة و دخل أفراد يجرون حفاة مزعورين ثم يقفذون خارج القطار على القطبان مباشرة ولا أدرى لماذا اعتقدت للحظة أن هناك من يذبح الركاب فى العربات الأخرى وأنا أرى أمامى الذعر ينتاب الجميع و هناك من يصيح أن النيران آتية من الأمام وآخر يؤكد أنها من الخلف و فى غمضة عين قفز الجميع من القطار فى مشهد مفزع من أحد الأفلام الهندية التى تناولت حقبة التقسيم بين الهند و باكستان و كان الفرار من القطار و من محيطه هو الأمل ولن استفيط هنا فى ذكر العديد من المشاهد المؤلمة و لكنى أتسائل ؟؟ هذا الحادث المرعب الذى آثار فزع كل من مر به و كل ذويهم و محبيهم لماذا مر مرور الكرام على الجمييع ؟لماذا بعد أن تأكد المسؤلون و برامج “التوك شو” من عدم و جود جثث فى الحادث انتهى الأمر فلا توجد جنازة يقومون باللطم فيها و نسوا أو تناسوا أن الأخطر من وجود قتلة هو تحول المصريين أنفسهم إلى قتلة فمن مدت يده بفعل يعرف مسبقا أنه يؤدى إلى قتل المئات هو قاتل و عندما يتحول مواطن مستاء إلى تأخير بعض الوقت إلى قاتل فنحن أمام كارثة لا يجب أن تمر!!
لماذا لم تتحرك الأجهزة المعنية ؟؟ لماذا لا تطبق عقوبات رادعة على من يقوم بمثل هذه الأفعال الإجرامية .. ماذا ينتظر المسؤلون عن السكة الحديد أن يحدث أكثر من ذلك وأين القوانين التى تمنع قطع الطرق أو الاعتصام على شريط السكة الحديد …. ماحدث فى قطار البدرشين جرس إنزار ليس فقط للمسئولين عن هذا القطار ولكن لعلماء النفس و الاجتماع لمعرفة التحول الذى طراء على الشخصية المصرية حتى لا نتحول جميعا إلى قتلة .
إ س