كلما جاء شهر رمضان دارت في ذاكرتي أحلي الذكريات منذ كنت طفلا ألهو بالفانوس…وصبيا أنتظر المسحراتي حتي يأتي إلي باب بيتنا وينادي باسمي قبل جاري أحمد الذي يصغرني بعام…وشابا أتابع الفوازير والمسلسلات…إلي أن كنت
كلما جاء شهر رمضان دارت في ذاكرتي أحلي الذكريات منذ كنت طفلا ألهو بالفانوس…وصبيا أنتظر المسحراتي حتي يأتي إلي باب بيتنا وينادي باسمي قبل جاري أحمد الذي يصغرني بعام…وشابا أتابع الفوازير والمسلسلات…إلي أن كنت ضيفا لايغيب عن موائد الإفطار أو كما كان يحلو أن يسموها موائد الوحدة الوطنية..مصري قبطي ينتظر مع شركائه في الوطن مدفع الإفطار ويستهويه القطايف والكنافة والياميش,فأنا من جيل كان شعارهالدين لله والوطن للجميع,ورمضان لكل المصريين فهل ضاع حتي الشعار؟!
سؤال طرحته علي نفسي وأنا أستقبل رمضان هذا العام وسط مناخ مختلف, رأيت نفسي فيه غريبا وحيدا بلا شركاء في الوطن…فمن يصدق ونحن في شهر رمضان شهر المحبة والمودة والألفة يجتمعون فيالتأسيسية ليدشنوا دستورا لدولة دينية تنفر من التعددية ولاتعرف المواطنة!!
زاد من إحساسي بالكآبة ما أعلنه القائمقام البطريركي من إلغاء الكنيسة لموائد الإفطار الرمضانية هذا العام حدادا علي رحيل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذي رحل عن عالمنا في مارس الماضي,وهي شهور معدودة في عمر الزمن لاتتجاوز ثلث عام والحزن عليه لاتكفيه شهور ولاسنين…ورغم حزني الكبير علي قداسته فكرت أن أناشد نيافة الأنبا باخوميوس لترتفع الكنيسة فوق أحزانها ونعود إلي موائد الإفطار التي كانت تجمع كل الأطياف في انتماء واحد للوطن…وأتذكر ويتذكر معي الجميع الزمن الجميل للوطني المصري البابا شنودة يوم دعي إلي أول حفل إفطار عام1986…وأتذكر ويتذكر معي الجميع كلمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في آخر حفل إفطار بالكاتدرائية المرقسية ارتباط الإسلام بالمسيحية لاينفك أبدا لانهما مظهران للدين الإلهي فالأنبياء إخوة أماتهم شتي ودينهم واحد…وتذكرت بيان القائمقام عندما قالإن موائد الإفطار ليست التعبير الوحيد عن المحبة لأن الحب عنصر أساسي بين أبناء الوطن الواحد بعيدا عن المظاهر.
عندئذ صمت وقلت لنفسي:حقا ياأبي ليس المهم لقاء الموائد ولكن المهم لقاء المشاعر ورؤي المستقبل…وسألت الله أن يدرك الكل هذا,فهذه هي مصر التي عشناها ونتمني أن تدوم لنا ولكل الأجيال من بعدنا.
المحرر