من خلال رصدنا للعمل القبطي وجدت ثلاث مجموعات معوقة للعمل وتثير من المشاكل الكثير والكثير, وبعضهم يعمل بهمة من أجل إضعاف العمل وتدمير القضية القبطية العادلة. المجموعة الأولي هي مجموعة قليلي الدراية بالعمل
من خلال رصدنا للعمل القبطي وجدت ثلاث مجموعات معوقة للعمل وتثير من المشاكل الكثير والكثير, وبعضهم يعمل بهمة من أجل إضعاف العمل وتدمير القضية القبطية العادلة. المجموعة الأولي هي مجموعة قليلي الدراية بالعمل والفكر السياسي الذين يدمرون الوقت والطاقة بمناقشات بيزنطية لا طائل منها وأفكار سياسية بدائية ومقترحات بلهاء, ليس بغرض المعرفة ولكن بغرض السفسطة وإظهار الذات وخلق المشاكل, ورغم مساؤي هذه المجموعة فأنها الأقل خطرا وضررا بين المجموعات الثلاث. المجموعة الثانية هي مجموعة المتطرفين الذين يتلذذون بإغاظة الطرف المسلم من أجل الإغاظة فقط أو لمجرد التنفيس عما يعتمل في صدورهم, والتطرف هنا لا ينطوي علي إستخدام العنف ولكنه يقتصر علي التطرف اللفظي والكلامي فقط, تري بعضا من أفراد هذه المجموعة متخصصا في سب الإسلام ليس من أجل مناقشته كدين في إطار مقارنة الأديان ولكن السب والشتم من آجل السب فقط وبألفاظ بذيئة ومتدنية, أحد هؤلاء المتطرفين المعتوهين أعلن عدة مرات عن حرق القرآن وعندما فشل في لفت أنظار المسلمين اليه اضطر أن يتصل بتيري جونز ويدعوه لحرق القرآن سويا, من هذه المجموعة تخرج افكار غريبة وشاذة وصعبة التحقيق جدا مثل الدولة القبطية, والبرلمان القبطي,والدعوة لإستعادة مصر من العرب الغزاة, ودعوة بعض الدول الغربية لضرب مصر وغزوها…. والكثير من هذه الأفكار الشاذة التي ينفر منها معظم إن لم يكن كل الأقباط. المجموعة الثالثة هي المجموعة المخترقة والمجندة من قبل جهات أمنية لضرب العمل القبطي وتفتيته مع الإدعاء طبعا بالدفاع عن الأقباط, وهذه المجموعة أطلق عليها الكاتب الكبير ماجد عطية مسمي ( نصاري الأمن), وهذه المجموعة يتسم المنتمون اليها بالنفعية والانتهازية والطموح الذي يتعدي القدرات بكثير ومن هنا يكون اصطيادهم من قبل هذه الأجهزة.
ومع هذه المجموعات المعوقة هناك مجموعة رابعة طيبة يدفعها الألم والإضطهاد للجري وراء أي فكرة, حتي ولو كانت خيالية, يتصورون أنها تحقق الصالح القبطي, وينطلق حماسهم الزائد من انعكاسات الوضع القائم والرغبة في وجود حل للمشاكل, هذه المجموعة الطيبة حسنة النوايا هم الضحايا لأفكار المجموعتين الثانية والثالثة, وهم الوقود الذي يتلاعب به الأشرار من أجل تحقيق أغراضهم الدنيئة أو المتطرفة.
عندما أعلن عن تكوين ما يسمي بجماعة الاخوان المسيحيين وجدت بينهم خليطا من المجموعات الأربع سالفة الذكر. وبصرف النظر عن النوايا فأن الفكرة في حد ذاتها حمقاء وبلهاء وهزلية وعبثية ولا تعدو أن تكون زوبعة وفقاعة ستنتهي بسرعة, ولكنها فقاعة مضرة ومسممة لأجواء الدولة المدنية ودولة المواطنة, وهي تعطي شرعية للدولة الدينية التي يسعي الإخوان والجماعات المتحالفة معهم لتأسيسها, ولهذا لم يكن مستغربا أن ترحب بها جميع هذه الجماعات, فرحبت بها جماعة الإخوان المسلمين رسميا علي لسان أمينها العام وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين وأيضا علي لسان المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة أحمد ابو بركة, ورحبت بها الجبهة السلفية علي لسان المتحدث الرسمي بأسمها خالد سعيد, ورحبت بها الجماعة الإسلامية علي لسان القيادي البارز طارق الزمر, ورحب بها حزب البناء والتنمية الذي يمثل الذراع السياسي للجماعة الإسلامية علي لسان نصر عبد السلام المتحدث باسمه, ورحب بالجماعة قيادات جهادية.. والكثير من الذين يؤمنون ويسعون لتحويل مصر لدولة دينية.
ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن قضية الأقباط كقضية تمييز وإضطهاد ومواطنة منقوصة, تدمر جماعة الاخوان المسيحيين هذا المفهوم وتحوله إلي قضية غير المسلمين في الدولة الإسلامية, وبهذا تنتهي القضية القبطية بمفهومها السياسي والوطني وتتحول إلي قضية طائفة دينية في الدولة الإسلامية, وتعامل بالتالي وفقا لفقه غير المسلمين في الدولة الإسلامية. وفي الوقت الذي نسعي فيه لدمج الأقباط في العملية السياسية بطرق عديدة, تأتي زوبعة جماعة الأخوان المسيحيين لتكرس مفهوم ##الجيتو## السياسي الطائفي.وفي الوقت الذي نسعي للتحالف مع القوي الإسلامية المدنية والليبرالية والمعتدلة من أجل الحفاظ علي الدولة المدنية,تأتي هذه الجماعة لتدمر مفهوم الدولة المدنية من الأساس وتقوي مشروع الدولة الدينية وتعطي شرعية للتطرف الديني علي الجانب الإسلامي.وفي الوقت الذي نحشد فيه المجتمع الدولي للحفاظ علي الدولة المدنية في مصر,تأتي هذه الجماعة لتقول للخارج أن الأقباط أقلية بلهاء ومتطرفة وهم الوجه المقابل للتطرف الديني الإسلامي.
أما الإعلان علي أن شعارهم هو ## حب مصر هو الحل##, في مقابل شعار الاخوان المسلمين ##الإسلام هو الحل##, فهذا لعب عيال وهزل في موضع الجد وتهريج في وقت يمر فيه البلد بمحنة حقيقية ويتوجس الأقباط من المستقبل.
ليس غريبا بالطبع أن تحتفي وسائل الإعلام المصرية بهذه الفكرة الشاذة وتنشرها علي نطاق واسع,فالإعلام المصري يسلط الضوء يوميا علي المنظمات القبطية الشاذة والهزلية والوهمية, ويحتفي بالشخصيات القبطية المتطرفة والهزلية, وهو جزء من مخطط تدمير العمل القبطي الجاد وتنفير التيار الرئيسي للأقباط من العمل السياسي والحقوقي والعمل العام.
الكرة الآن في ملعب الشخصيات القبطية الكبيرة والمحترمة لكي تنهض من كسلها ورقادها ويأسها,فالكثير من الشباب القبطي متعطش ومتحمس للعمل الحقوقي والسياسي,فلا تتركوهم فريسة للذئاب.