المنافسة وأجواء التوتر بين الأزهر وبين جماعة الإخوان المسلمين قديمة ولعل أزمة حضور شيخ الأزهر لخطاب مرسى فى جامعة القاهرة تلقى ظلال على هذا التاريخ الممتد من العداء . والذى يعود الى
شيخ الأزهر الإمام حسن مأمون: الإخوان نفر منكم دورهم هدم مكاسبكم
المنافسة وأجواء التوتر بين الأزهر وبين جماعة الإخوان المسلمين قديمة ولعل أزمة حضور شيخ الأزهر لخطاب مرسى فى جامعة القاهرة تلقى ظلال على هذا التاريخ الممتد من العداء . والذى يعود الى
بعد محاولة الإخوان المسلمين اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية عام 1956 أصدرت مجلة “منبر الإسلام” الصادرة وقتها عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية “هدية” عبارة عن كتاب يوزع مجاناً مع المجلة عنوانه “رأي الدين في إخوان الشيطان” يتضمن مجموعة من المقالات المهمة والخطيرة التي تكشف حقيقة الإخوان المسلمين التي يحاول البعض الآن إخفاءها ووضع هالة من القداسة عليها تمهيداً لتجليسهم على عرش مصر، لذلك نقدم قراءة في بعض سطور هذا الكتاب “القنبلة” في إطار دورنا لنشر الوعي الحقيقي.
نفر منكم لهدم مكاسبكم
في افتتاحية الكتاب سجل الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر في ذلك الزمان بياناً نذكر بعضاً من سطوره الختامية (صفحة4):
أيها المسلمون، إن الاستعمار قد يئس أن يعيش بينكم وأن يتحكم في أموركم وأن يمتص خيراتكم فاصطنع منكم نفراً ليهدموا مكاسبكم، ويضعوا العراقيل في سبيل نهضتكم فتنبهوا جيداً إلى كيد هؤلاء، وتآمر هؤلاء، حتى لا تنتكس ثورتكم وتعودوا إلى عهود التبعية والإقطاع والرأسمالية.
ولا يسعنا جميعاً إلا أن نشكر الله على نجاة مصر من هول ما دبر لها وترويع ما أريد بها، وليكن شكرنا لله حزماً نعين به الحاكمين على خوان أثيم.
وإياكم أيها المسلمون أن تخدعوا بكلمة حق يراد بها باطل، فدينكم واضح لا ألغاز فيه، شريف لا همس به، فمن أسر به إليكم فقد خدعكم ومن تخفى في إعلامكم به فقد استحمقكم.
وإن الأزهر الشريف كلياته ومعاهده ووسائل إعلامه يلقنكم عقائد الدين كما أرادها الله صافية من تعكير الضالين، مستقيمة عن التواء المبطلين تأخذ بيدكم إلى خير مجمع عليه وتنجيكم من شر غير مختلف فيه.
فسيروا على بركة الله راشدين مهديين وما توفيقنا إلا بالله وهو يتولى الصالحين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموقف من المسلمين غير المنضمين للجماعة
وتحت عنوان “ويل لإقماع القول” كتب الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل يتساءل قائلاً (صفحة11): ومن ذا الذي قصر الأخوة الإسلامية على أفراد دون أفراد أو على فريق دون فريق وأخوة الإسلام تنتظم الكثرة الإسلامية كلها فلا تهمل مسلماً واحداً– حتى لو كان عاصياً– لأنها سياج يقي المسلمين جميعاً من أعدائهم، فإذا اقتصرت على فئة وانحصرت في جماعة ارتدت عصبية جاهلية لا تمت إلا إلى الباطل ولا تعبد غير الضلال. ويضيف قائلاً (صفحة 13) ومما لابد منه أن يعرف أن لقصر الأخوة على جماعة وشدها بالتعصب والإرهاب عللاً وأسباباً يتصل معظمها بالجهل الذي يرين على القلوب كما يتصل بالسفه والغرور والدين يأبى إلا الأخوة الجامعة للمسلمين بل لم يدع الأخوة الإنسانية دون أن ينبه لها ويحث عليها فقال الرسول (ص) “كلكم بني آدم طف الصاع لم تملئوه وليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى”.
احذروا إخوان الشياطين
تحت هذا العنوان كتب الأستاذ محمد محمد السباعي قائلاً (صفحة36) “عجب وأي عجب لقوم يتمسحون بالدين والدين منهم براء، عجب وأي عجب يتسترون وراء الدين والدين في واد أمين وهم في وادي الشياطين. عجب وأي عجب لقوم يتلون كتاب الله ويخالفون كلام الله. اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون، عجب وأي عجب لقوم طالبت لحاهم وقصرت أنظارهم وخبثت نواياهم وانفضحت سرائرهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ألا ساء ما يفعلون. حقاً إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ومن هؤلاء يا ترى غير الإخوان المسلمين؟! إنها والله للطمة من العار أن ينتسب للإسلام هؤلاء الشياطين وأن يزعموا أنهم مسلمون. وأنهم لكتاب الله حافظون ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعون وعلى سنن الأئمة والخلفاء الراشدين يسيرون.
إنهم لم يقتصروا على خداع أنفسهم حين انتسبوا للإسلام بل راحوا يخدعون الناس ويغررون بقصار العقول ويمنونهم بأطيب الأماني ومعسول الأحلام وكأنهم لم يكتفوا بما فعلوه في الماضي من تخضب أرض البلاد بالدماء الزكية وتلويث صفحات التاريخ بإرهابهم الدموي الصادر عن نفوس مريضة بالحقد والغل والبغضاء.
بالله لو كانوا مسلمين حافظين لكتاب الله ما أغضبوا الله ورسوله والمؤمنين بما ارتكبوه من الإثم والعدوان وما أثاروه من فتن.. إن مثلهم هم والذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين.
ويضيف الأستاذ السباعي كأنه يقرأ واقعنا في هذه الأيام فيقول في صفحة 37:
إنها مؤامرة دنيئة ضد الشعب ومكاسبه رغبة منهم في الاستيلاء على الحكم وبذلك يعيدون عجلة التاريخ إلى الوراء وعقارب الساعة إلى الخلف ويعيدون عهد الإقطاع والفوضى والقلق. ألا ساء ما يحكمون ولكنهم واهمون فالله شاهد على ما يفعلون وعين الثورة لهم بالمرصاد مهما يتسترون.
ولقد فاضت الصحف والنشرات بأنباء وتفاصيل مؤامراتهم الخبيثة التي بيتوها ونسجوا خيوطها في الظلام على هذا النحو المدمر:
1- القيام بسلسلة من أعمال الاغتيال السياسي للقادة وكبار العسكريين، وكذلك القيام بعمليات إرهاب دموي بين صفوف المواطنين.
2- نسف بعض المنشآت الهامة مثل المصانع والقناطر والسدود ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومحطة الإذاعة ومبنى التليفزيون.
3- القيام بأعمال إرهابية وعمليات نسف وإلقاء القنابل في الأحياء الشعبية لخلق حالة من الذعر والفوضى بين أفراد الشعب.
4- إقامة بعض المعسكرات في أماكن متفرقة للتدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات واستئجار بعض الشقق السكنية لاستخدامها كأوكار لنشاطهم الهدام والهدف من هذا كله كما تقول النشرات وكما جاء على ألسنة إخوان الشياطين، وكما كشف عنه التحقيق معهم:
1. محاولة إحداث فتنة دامية في البلاد.
2. خدمة الاستعمار وتحقيق أهدافه في القضاء على المكاسب الشعبية لثورتنا الاشتراكية. (تحويل مكاسب ثورة 25 يناير لهم والتخابر مع أمريكا).
3. خدمة أهداف إسرائيل التوسعية في المنطقة العربية بمحاولة إضعاف الجبهة الداخلية. (وهو ما يحدث الآن من فتن طائفية متكررة).
فأين الإسلامية وأين الإنسانية وأين الوطنية وأين القيم الأخلاقية وهي أمور كلها حثت عليها ودعت إليها الشريعة الإسلامية؟
عدوان تحت ستار الدين
الطغمة الباغية.. عدوان تحت ستار الدين. هكذا كتب الأستاذ محمود الهجرس سارداً تاريخ هذه الجماعة قائلاً ظهرت هذه الفئة أول ما ظهرت في مسوح ذوي الدين وسمتهم، لحى طويلة مدببة ثبتت على الكذب والنفاق وألسنة تردد ذكر الله في خداع وزيف وشعارات دينية كاذبة يستدرجون بها السذج والبسطاء.
وكلمات حماسية تدور بها ألسنتهم لا لغاية محددة، ولا لهدف مرموق، وإنما للتدجيل على الناس، والتغرير بهم باسم الدين، حتى إذا أصبح لهم بعض الشأن في دنيا الأحزاب بدأوا يستخدمون الجريمة سلاحاً إلى أغراضهم، ويستبيحون الجريمة سلاحاً إلى الوصول إلى مآربهم، ويعملون للوصول إلى الحكم عن طريق المؤامرات والاغتيال والتخريب والقتل.
لقد تطاولوا على أقدس محراب، وهو محراب العدالة، فأسكتوا لسان العدل– وهو شريعة الله- بلسان مسدساتهم، واغتالوا أحد كبار القضاة على باب داره، وهو متوجه إلى دار العدالة، ليقول كلمة القانون فيهم، وما اكتفوا بأن يجندلوه صريعاً أمام أطفاله وصغاره، فيعود الوحش الضاري إلى فريسته، بعد أن أسلمت الروح، ولفظت أنفاسها الأخيرة، ليفرغ فيها ست رصاصات، كانت باقية في مسدسه إمعاناً في الانتقام والتشفي.
وعمدوا إلى شحنة كبيرة من المواد الناسفة حملوها إلى دار القضاء العالي – إذ ذاك– ليهدموها على من فيها من رجال القانون والموظفين والمتقاضين، ويدكوا أركانها على ما فيها من ملفات جرائمهم، ليمحوا آثارها، غير عابئين بما في هذه الجريمة البشعة من ذهاب أروح بريئة، وضياع لمصالح الناس وأقضيتهم، وتلطيخ لسمعة البلاد أمام العالم المتمدن.
ثم استدرجوا البسطاء والأغرار من شباب البلد، تحت شعار هذه الشعارات الدينية الزائفة، فاستغلوا سذاجتهم، ووضعوا في أيديهم البريئة أسلحة الدمار والهلاك، يلاحقون الناس بها في أنديتهم ومجتمعاتهم وفي دور السينما والمسارح، حتى روعوا أمن البلد، وأشاعوا الذعر في كل مكان، وحصدوا الأرواح بالجملة، وبات الخوف شعار كل آمن، وانتشر القلق وعمت الفوضى أرجاء البلاد.
وما اكتفوا بهذا، بل أمعنوا في الاغتيال والتقتيل، موهمين هؤلاء الأغرار بأن الاغتيالات أمر يدعو إليه الدين، وتحتمه الشرائع فدوى صوت الرصاص في كل مكان، وسقط رجالات البلد صرعى أمام هذه الدعوة المسعورة، وأصبح المنطق السائد في شرعة الإخوان المسلمين هو منطق الحديد والنار.
ولما قامت الثورة المباركة عام 1952 حاولت أن تصلح من أمرهم ما فسد، وأن تعيدهم إلى حظيرة الوطن إخواناً متحابين متآلفين، يسهمون مع بقية الشعب في النهوض بأمتهم، والعمل على تقدمها، وتعويض ما فاتها من تخلف.. ولكن النفوس المريضة المفتونة ظنت الظنون بهذه الدعوة المباركة، التي تقدمت بها الثورة إليهم، وخالتها ضعفاً يدعوها إلى التنمر، والتطاول على اليد التي امتدت إليهم، فأوعزت إلى أحد مفتونيهم– بعد أن شحنته بسموم الآراء أن يطلق الرصاص على رئيس الجمهورية في ميدان المنشية بالإسكندرية فطاش سهمهم وحمى الكنانة راعيها وسلم الرئيس من تدبيرهم وكشفت هذه الجريمة النكراء حقيقة نواياهم وأنهم ما زالوا سادرين في غيهم، وألا أمل في إصلاحهم ما دام منطق الرصاص هو المنطق الذي يستخدمونه في نشر آرائهم.
ولقد حوكموا، وحكم على بعضهم، ثم عفى الزمن على جريمتهم، ومسحت يد النسيان سجل آثامهم، وأظهرت أمام الناس التوبة والندم، ففتحت لهم الثورة أبواب المغفرة وقيل بعد أن هدأت الأمور: لعلها نزوة عابرة، أو نزعة شيطانية شفى الله القوم منها، وأخذتهم الثورة بالحلم، ومهدت لهم أسباب العمل، وفتحت أمامهم أبواب الأمل، وتناسينا جرائمهم، واعتقدنا أنهم آبوا في مجتمعهم الجديد وانطفأت إلى الدم والنار شهواتهم. وإذا بالزمن الذي مضى لم يمسح عن قلوبهم ما فيها من حسد ولم يكشف ما عليها من غشاوة الضغينة والكيد والحقد وإذا بهم يتحرقون كالمسعورين”.
فهل نسينا نحن تاريخهم وخدعنا ثوب حزبهم المزيف؟!
الكتاب تصل صفحاته إلى 110 صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على عدد كبير من المقالات المهمة جداً في كشف الزيف، ونختم مختاراتنا بجزء من مقالة فضيلة الشيخ عبد الرحيم فرغل البليني التي جاءت تحت عنوان “الإخوان المسلمون يفسدون في الأرض” حيث كتب يقول:
“أيها القارئ الحريص على المعرفة:
لقد ابتلى الوطن بجماعة من الأشرار لا هم لهم إلا الإفساد في الأرض، وإشاعة الفوضى في ربوع الأمة، وتعويق العاملين عن السير في طريق الإصلاح التي رسموها وولجوا وساروا فيها إلى الأهداف بالسير الحثيث.
إذا حاول الإنسان نصحهم ازداد عتوهم وبالغوا في بغيهم طاش تفكيرهم وتعقلهم، وإذا قوبلوا باللين والوداعة ووجهوا بالحلم ورحابة الصدر ظنوا أنهم على شيء وأوغلوا في الشر والأذى، وهذه طباع من تسمم عقله وفسد طبعه وعظم مكره وشره، ورحم الله القائل:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وهؤلاء المفسدون جماعة بين ربوع الوطن يستظلون بظلاله، ويعيشون في خيراته، وينعمون بثماره، وينهلون من موارده، قد أطلقوا على أنفسهم اسم جماعة “الإخوان المسلمون” وهم لا يعرفون للإسلام معنى ولا يمتون إليه بصلة، ولا يمسكون منه بسبب.
ذلك أن الإسلام عقيدة وعمل، فإذا صحت العقيدة حسن العمل، وإذا فسدت فسد العمل.
ولذلك لا نستطيع الحكم بالإسلام على هذه الجماعة الباغية التي تفسد في الأرض، وتمعن في البغي، وتدأب على الشر، وتسفك الدماء وتضرب الرقاب.
وما ذلك إلا لأن الظاهر عنوان الباطن، والفرع يقوم على الأصل، والأثر عنوان على المؤثر:
والعين تعلم من عيني محدثها إن كان من حزبها أو من أعاديها.
إن هؤلاء الإخوان وقعت منهم شرور متنوعة واعتداءات على الأبرياء متعددة وما كنا نود أيام تلك الاعتداءات الخبيثة، التي روعت الأمة وطعنتها في الصميم، أن يقتصر الجزاء على الفرد المباشر، بل كنا نود اجتثاث هذه الفئة من أصولها، والقضاء عليها قضاء نهائياً كالقضاء على العضو الخبيث في جسد الإنسان”.
إ س