لا أفهم مغزي أن تتناول محاكم قضايا ويكون هناك متظاهرون بالآلاف خارج أسوارها,وعشرات داخل قاعاتها يهتفون ويهللون.لايحدث ذلك في أي مكان في العالم المتقدم الذي يضفي قدسية علي مؤسسات العدالة.
لا أفهم مغزي أن تتناول محاكم قضايا ويكون هناك متظاهرون بالآلاف خارج أسوارها,وعشرات داخل قاعاتها يهتفون ويهللون.لايحدث ذلك في أي مكان في العالم المتقدم الذي يضفي قدسية علي مؤسسات العدالة.
ولا أفهم كذلك أن يتعرض معارضون للتحرش الصريح والاعتداء عليهم بدنيا ولفظيا أمام المحاكم لمجرد أنهم يتخذون موقفا مخالفا.لم يحدث ذلك في أعتي صور استبداد نظام مبارك والذي ظل متهما ومدانا وملاحقا بتهمة الاعتداء علي الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل.
باختصار هناك حالة من الشعبوية,والرغبة في استعراض العضلات الجماهيرية في الميادين,وأمام ساحات المحاكم وفي مواجهة المعارضين السلميين.هل يؤسس ذلك لحكم ديموقراطي؟سؤال أطرحه علي الإخوان المسلمين الذين توجه لهم أصابع الاتهام بارتكاب هذه الممارسات,والتي نفوا الجزء المتعلق منها بالاعتداء علي المعارضين السياسيين,لكنهم بالطبع يصعب أن ينفوا مشهد الآلاف المحيطة بقاعات المحاكم.
أفهم أن هناك توترا بين الإخوان المسلمين والسلطة القضائية ولاسيما في الأحكام التي صدرت بإبطال قانون انتخابات مجلس الشعب,ثم مجلس الشوري في الطريق,وهناك توقع بصدور حكم بحل الجمعية التأسيسية.وهناك آراء تري أن القضاء دخل في مساحة ليست له وبات يتحكم في بقية سلطات الدولة.هذا الجدل نناقشه,وقد يكون ذلك مدخلا مهما لإعادة النظر في العلاقة بين السلطات في الجمهورية الجديدة,لكن في كل الأحوال هناك قانون,وهناك محاكم,وهناك أحكام,وينبغي في النهاية احترام ما يصدر عن المحاكم من أحكام في إطار سلطة القانون.
لن يحل المشكلة الضغط الجماهيري علي المحاكم,أو الترصد لمعارضين أو استهداف الإعلام,لأن ذلك يزيد من شقة الخلاف بين الإخوان المسلمين وغيرهم من القوي السياسية وبقية مؤسسات الدولة.