تأسس أكثر من جبهة,وعقدت مؤتمرات صحفية,وظهرت تحركات علي مستويات عديدة لمواجهة التيار الإسلامي بكل تفريعاته,ليس بعيدا عنها ما يجري عند النصب التذكاري في مدينة نصر.هناك مخاوف-لدي قطاع عريض يصل
تأسس أكثر من جبهة,وعقدت مؤتمرات صحفية,وظهرت تحركات علي مستويات عديدة لمواجهة التيار الإسلامي بكل تفريعاته,ليس بعيدا عنها ما يجري عند النصب التذكاري في مدينة نصر.هناك مخاوف-لدي قطاع عريض يصل إلي النصف بمقاييس نتيجة الانتخابات الرئاسية-من الإسلام السياسي بمشروعاته الراهنة والمستقبلية.
هذه المخاوف ليست جديدة,تتجدد مع كل تقدم أو صعود يحرزه الإسلاميون.في الانتخابات البرلمانية,ثم في الانتخابات الرئاسية,ولكن ما يلبث أن ينفض السامر,أو تضعف أوصاله ويقتصر النضال المدني علي الفضائيات,والمؤتمرات,وقد يصل الأمر إلي مظاهرة أو أخري لكنقصر النفسعادة ما يلاحق هذه الجهود.
الإسلاميون أكثر تنظيما,وتغلغلا في المجتمع,وارتباطا بشرائح اجتماعية عريضة,يقدمون لها المساعدات,ويرتبطون بها بوشائج دينية,المنافسة مع التيار الإسلامي ينبغي أن تقوم علي نفس الأسس التي يقوم بها,من حيث الارتباط المجتمعي,ومد جسور علاقة دائمة ومستدامة مع الجمهور العريض,والتعرف علي احتياجاته الحقيقية,ومد يد العون له.
القوي المدنية لاتزال نخبوية,لا تطرح مشروعها بقدر ما تنتقد الإسلاميين,وهو ما يجعلها دائما محدودة الحضور…الإسلاميون لا يعنيهم هجوم الآخرين,بل قد يستثمروه لصالحهم من خلال إظهار أنهمتحت الحصار والاستهداف من جانب القوي العلمانية. إذا أرادت القوي المدنية أن تنافس ينبغي أن تفعل ثلاثة أشياء:أولا إيجاد كوادر حقيقية تتواصل مع المجتمع,وثانيا تطرح برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يجتذب شرائح اجتماعية واسعة, وثالثا الالتصاق بالشارع.
المسألة ليست صعبة, وبدايتها أن تدرك القوي المدنية أن حسم أي معركة سياسية يكون في الشارع,والشارع فقط,وليس في الفضائيات وقاعات الفنادق المكيفة.ليس مقبولا اتهام الشعب بأنه جاهل ويسير في ركاب الإسلاميين تأثرا بالخدمات والخطاب الديني,ولكن الأجدي نقد الذات من جانب القوي المدنية التي ابتعدت عن الشارع ولم تعد تدري أحواله.