نحتفل في جريدة وطني بالعيد الثمانين لميلاد أستاذنا ومدير تحريرنا صفوت عبدالحليم, أو عم صفوت كما يحلو للبعض أن يناديه, أو صفصف كما أصبغ عليه من دلع.. ولهذا الفتي الثمانيني حضورا مؤثرا وآثرا ومأثرا في وجدان
نحتفل في جريدة وطني بالعيد الثمانين لميلاد أستاذنا ومدير تحريرنا صفوت عبدالحليم, أو عم صفوت كما يحلو للبعض أن يناديه, أو صفصف كما أصبغ عليه من دلع.. ولهذا الفتي الثمانيني حضورا مؤثرا وآثرا ومأثرا في وجدان وعقول محبيه من عساكر مرور عبدالخالق ثروت وحتي رئيس التحرير يوسف سيدهم, مرورا بأبنائه الصحفيين والصحفيات.. والعمال والبوابين والباعة الجائلين.. لما يحفل به عمنا صفوة الصفات.. فهو مثل الحجر الكريم الذي كلما انعكس عليه ضوء أشاع لون يختلف عن الآخر, كريم يجود بما يملك من مال أو معرفة, أنيق في الملبس والكتابة, سريع البديهة حاضر النكتة, متعدد الثقافة الموسوعية شأنه شأن أبناء جيله, جيل ما بين الحربين العالميتين, الأولي والثانية, ذلك الجيل الذي قدم لنا صفوت وصفوة المثقفين الليبراليين والتقدميين, الجيل الذي رضع لبن الوطنية من ثديي ثورة 1919, وجبل علي الكفاح الدستوري ووضع دستور 1923, وعرف التقدمية من انتفاضة الطلبة والعمال 1946, واستظل بالهلال والصليب والعلم المصري الأخضر.
ولد صفوت عبدالحليم عام 1932 ومصر الليبرالية بزعامة النحاس تجاهد من أجل عودة الدستور بعد أن ألغاه الديكتاتور صدقي باشا 1930, ووصلت إلي مسامع الوليد هتافات المصريين المطالبة بالدستور من 1930 حتي 1935, ولد صفوت في قرية البرجاية بالمنيا من لدن شيخ أزهري وأم من أعرق عائلات القرية, ذاق الطفل مرارة اليتم فأدرك معني الحياة مبكرا وعرف الشفقة والكفاح من أجل الفقراء, من الأب تعلم الدين المعاملة والفصاحة ومن الأم تعلم الأناقة والكرامة, التحق ببلاط صاحبة الجلالة ومن عمق البلاط درس الفلسفة.. ومن أصالة الريف وعمامات الأزهر وليبرالية أفنديات العاصمة وتقدمية بارونات الصحافة وفلسفة حياته تربي وترعرع قلمه ودافع عن كرامته وكرامة الوطن في حرية وشموخ رافضا أن يقدم أي تنازلات مهما كانت التحديات.
آه يا عمنا سلاما عليك وعلي جيلك.. ونحن نكافح من أجل أن تكمل ثورة 25يناير ما ضاع منذ ثورة 1919, لم يعد الاحتلال بريطانيا أو صهيونيا بل نعيش يا أستاذي استعمارا وهابيا فكريا استيطانيا, نحتاج أن نعبر معك حاجز التخلف كما عبرت في 1973 خط بارليف بقلمك, أعطنا مما أعطاك الله والحياة من خبرات لكي نتعلم العشق السري للوطن القادم من أعماق الجرح وأحلام الكتاب العشاق في فك طلاسم المجهول لكي يقيم مع إيزيس بقايا أوزوريس لنخصب بأقلامنا المستقبل ليولد حورس ويقتل ست, آه يا صفوة الصفوة لابد للمثال من مقال يدنو من مقامك الرفيع في قلبي وعقلي, ولابد للبلاغة أن تمتطي صهوة جوادك يا فارس.. أستاذي أطال الله عمرك وكل سنة وأنت طيب.