ينشر موقع “وطنى” الإلكتروني كلمة البابا بندكتس السادس عشر بابا الفاتيكان التى القائها بمدينة ميلانو بمناسبة اللقاء السابع ” للعائلات، عيد الأسرة والتى دعا فيها التى الترابط والتقارب بين الأسر من أجل العمل وتنمية الحوار واحترام وجه نظر الآخر
ينشر موقع “وطنى” الإلكتروني كلمة البابا بندكتس السادس عشر بابا الفاتيكان التى القائها بمدينة ميلانو بمناسبة اللقاء السابع ” للعائلات، عيد الأسرة والتى دعا فيها التى الترابط والتقارب بين الأسر من أجل العمل وتنمية الحوار واحترام وجه نظر الآخر والاستعداد للخدمة، والصبر على نقائص الآخرين، وتعلّم المغفرة وطلب السماح، وتخطي الخلافات المحتملة بحكمة وتواضع، والاتفاق على الإرشادات التربوية، والانفتاح على باقي العائلات والاهتمام بالفقراء، والتحلي بحس المسؤولية في المجتمع المدني.
وجاءت نص الكلمة لبابا روما قائلا: أننا مدعوون لقبول ونقل حقيقة الإيمان وعيش المحبة المتبادلة نحو الجميع من خلال تقاسم الأفراح والآلام، وتعلّم طلب المغفرة ومنحها وتثمين المواهب المتعددة بإرشاد الرعاة. بكلمة لقد عُهدت إلينا مهمة بناء جماعات كنسية تكون عائلة أكثر فأكثر، قادرة على التأمل بجمال الثالوث الأقدس والبشارة ليس بالكلمة فقط إنما بقوة المحبة المعاشة. وذكّر بندكتس السادس عشر بما جاء في سفر التكوين “فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرًا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم انموا وأكثروا”، وأضاف يقول إن الحب يجعل من الشخص البشري صورة الله الحقيقية، وأشار إلى أن الحياة العائلية هي المدرسة الأولى والمتعذّر استبدالها للفضائل الاجتماعية كاحترام الأشخاص، المجانية، الثقة، المسؤولية والتضامن والتعاون.
حث البابا الأزواج على الاعتناء بأبنائهم، وفي عالم تهيمن عليه التقنية، دعاهم لينقلوا إليهم، بهدوء وثقة، دوافع العيش وقوة الإيمان، مع التطلع لأهداف سامية، ومؤازرتهم في الضعف، وتوجّه للأبناء داعيا إياهم للحفاظ دوما على علاقة محبة عميقة واهتمام بوالديهم، وشدد على أهمية أن تكون العلاقات بين الأخوة والأخوات فرصة أيضا للنمو في المحبة.
وتوجه البابا للأزواج قائلا: بعطية خاصة من الروح القدس، يجعلكم المسيح علامة حبه للكنسية. وإذا عرفتهم قبول هذه العطية مجددين كل يوم وبإيمان، “النعم” بالقوة الآتية من نعمة السر، ستعيش عائلتكم أيضا من محبة الله، على مثال عائلة الناصرة المقدسة. كما دعا البابا العائلات لطلب معونة العذراء مريم والقديس يوسف في الصلاة لتعلّم قبول محبة الله، كما قبلاها، وقال: ليس من السهل عيش دعوتكم، لاسيما في يومنا الحاضر، غير أن المحبة حقيقة رائعة، والقوة الوحيدة القادرة بحق على تبديل العالم.
وبهذا الصدد ذكّر بندكتس السادس عشر بشهادة عائلات كثيرة ترشد لدروب النمو في المحبة: الحفاظ على علاقة دائمة مع الله والمشاركة في الحياة الكنسية وتنمية الحوار واحترام وجه نظر الآخر والاستعداد للخدمة، والصبر على نقائص الآخرين، وتعلّم المغفرة وطلب السماح، وتخطي الخلافات المحتملة بحكمة وتواضع، والاتفاق على الإرشادات التربوية، والانفتاح على باقي العائلات والاهتمام بالفقراء، والتحلي بحس المسؤولية في المجتمع المدني، وأضاف أنها عناصر تبني العائلة، ودعا الجميع لعيشها بشجاعة واثقين بأنه، ومن خلال معونة النعمة الإلهية، وبمقدار ما يعيشون المحبة المتبادلة نحو الجميع، يصبحون إنجيلا حيّا وكنيسة بيتية حقيقية.
أشار البابا في كلمته إلى أن منطق المنفعة الخاصة لا يستطيع أن يساهم في نمو متناغم وخير العائلة وبناء مجتمع أكثر عدلا، وقال إن الذهنية المنفعية تميل للانتشار أيضا في العلاقات بين الأشخاص، وفي العلاقات العائلية، مهددة متانة النسيج الاجتماعي. وتحدث بندكتس السادس عشر عن الراحة والعيد وقال: إن العيد بالنسبة لنا نحن المسيحيين هو يوم الأحد، يوم الرب الفصح الأسبوعي. هو يوم الإنسان وقيمه: الصداقة، التضامن، الثقافة، الاحتكاك بالطبيعة، الرياضة. هو يوم العائلة التي نعيش فيها معا معنى العيد واللقاء والمقاسمة من خلال المشاركة أيضا في القداس الإلهي.
وحث العائلات في ختام عظته على عدم فقدان معنى يوم الرب، فهو كواحة نتوقف فيها لتذوق فرح اللقاء وإرواء عطشنا لله. العائلة، العمل والعيد، ثلاث عطايا من لدن الله، ثلاثة أبعاد لحياتنا ينبغي أن تجد توازنا متناغما، من أجل بناء مجتمع ذي وجه إنساني.
إ س