أصدر مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية كتاب “قراءة رموز المايا” بنسخته العربية، ولقد اعتمد في ترجمته على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مجال الترجمة وهم د.إسحاق عبيد ود.ميرفت فشل ود.مصطفى رياض،
أصدر مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية كتاب “قراءة رموز المايا” بنسخته العربية، ولقد اعتمد في ترجمته على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مجال الترجمة وهم د.إسحاق عبيد ود.ميرفت فشل ود.مصطفى رياض، ولقد شارك في الترجمة أيضًا كل من أحمد منصور وعزة عزت وياسمين عبده، والذين استطاعوا نقل فكرة هذا الكتاب إلى العربية بجدية فائقة من خلال سهولة العرض برغم من دقة الموضوع وتخصصه ، ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة، واثني عشر فصلاً، بالإضافة إلى رسوم وتصاوير كأمثلة توضيحية بالإضافة إلى معجم كامل عن المايا.
يتحدث الفصل الأول عن الخلفية الثقافية لكتابة المايا ويعطي فيه نظرة شاملة على حضارة المايا وكيف ازدهرت اندثرت في الأراضي المدارية المنخفضة جنوب شرق المكسيك وأمريكا الوسطى المجاورة. ويذكر هنا فضل فك شفرة (كتابة المايا) والتي أمدتنا ب صورة دقيقة إلى حد كبير عن المجتمع والنظام السياسي للمايا في فترتها الكلاسيكية.
ويتناول الفصل الثاني طبيعة كتابة المايا، من حيث المبادئ الاولية المستخدمة في كتاباتها، وبعض المفاهيم الخاصة بنقل رموز المايا إلى صورة كتابية، يتخلل هذا شرح عن الرموز المقطعية، والرموز المقطعيَّة الصرفيَّة، والرموز الدلاليَّة مع المكملات الصوتيَّة، وينتهي هذا الفصل بعرض مجموعة من قواعد النحو والتي تتمثل في الأسماء والأنواع والضمائر والصفات والأفعال الخاصة بكتابة المايا.
يستكمل الفصل الثالث الحديث عن هذه الكتابة الشيقة، وفيه يتحدث عن الزمن والتقويم. فالماياويون القدماء حصَّلوا معرفة عميقة بعلم الفلك من خلال مراقبة السماوات بالعين المجردة، ورصدوا حركة الكواكب والشمس والقمر. ونتعرف في هذا الفصل على الارقام عند المايا، ودورة التقويم لديهم، وتقويم الأيام الـ260، ورموز أشهر المايا.
وينتقل الفصل الرابع إلى فكرة عرض حياة الملوك والطقوس الملكية، من خلال تاريخ ميلاد الحكام والآلهة التي انحدر من صلبها الملوك، ثم لحظة اعتلاء الملوك للعرش والتي كانت تعد الحدث الأهم التالي في حياة الشخصية الملكية، ثم فكرة كيفية موت ودفن ملوك المايا وملكاتهم وعرض للطقوس التي كانت يغلب عليها الأبهة والعظمة.
ويتحدث الفصل الخامس عن الأماكن وأنظمة الحكم وفيه شرح كامل عن الرموز التصويرية لأسماء الأشخاص أو أسماء الشخصيات الملكية وكذلك الرموز الخاصة لبعض المدن الكبرى.
ويشرح الفصل السادس أسماء الأسر الملكية وألقابها ويبدأ بشرح وافٍ عن الألقاب والأشكال الرمزية لها. بالإضافة إلى ذكر القائمة الأساسية بأهم الحكام الذين حكموا مدن المايا الكلاسيكية.
ويركز الفصل السابع على العلاقات والعبارات الدالة على صلة القرابة. ويشمل ذلك الزوج والزوجة والأبناء وكذلك الأشقاء.
ويستكمل الفصل الثامن المؤلف حديثه عن كتابة المايا من خلال الحروب ويعرض فيه الرموز التصويرية للحرب وكيفية اتخاذ الأسرى. أما عن الكتبة والفنون والنصوص الخزفية، فلم يغفل المؤلف ذكرهم وهذا ما ذُكر في الفصل التاسع والعاشر، فاهتم المؤلف هنا بمستخدمي أقلام الفرشاة، والنحاتون أو النقاشون للرموز التصويرية والمناظر على الآثار الحجرية، سواء كانت على الأعتاب أو اللوحات أو المزهريات الخزفية، فضلاً عن ذكر مجموعة من الألقاب الخاصة بالكتبة والفنانين.
ولقد اهتم المؤلف أيضًا بذكر هذه الحضارة كعالم يرمز له بأنه خارق للطبيعة. وهذا الفصل الحادي عشر، يحدثنا عن فكرة الربوبية والأرباب والآلهة الكبرى من خلال عرض موجز بأهم أسمائهم والتي عثر عليها في النقوش الكلاسيكية وفي بعض المخطوطات. ويذكر أيضًا ماهية الأرباب المزدوجون وأرباب الثالوث وآلهة الموت والأرواح القرينة والتي ظهرت على رسومات الأواني الخزفية في المنخفضات الجنوبية للبلاد.
وينتهي المؤلف في هذا الكتاب بالفصل الأخير والذي يتناول فكرة عوالم الجماد والأحياء من خلال إحساس أهل المايا بالعالم المادي وعامل الزمن، وفكرة الاتجاهات لدى أهل المايا والتي ارتبطت لديهم بمواسم الانقلاب الشمسي ونقاطه الأربعة (الشمال، الغرب، الجنوب، والشرق). ثم ينتقل بنا المؤلف إلى عرض شامل عن رموز السماء والأرض في هذه الحضارة، ورسوم وتصاوير الحيوانات وبنو البشر كمثال عن عالم الأحياء، والأدوات الحجرية والأزياء وأدوات الزينة وأواني الفخار كمثال عن عالم الجماد.
وتحتوي أغلب الفصول السابقة على مجموعة من التدريبات والتي تساعد القارئ على كيفية فهم هذه النقوش وتحوله إلى دارس متمكن من هذه الكتابة ووضعت الإجابات الخاصة بهذه التدريبات في نهاية هذا الكتاب، ويزخر هذا الكتاب بمجموعة من الأمثلة التوضيحية من خلال رسوم مصورة ألتقطها مارك فان ستون بعناية فائقة، وأخيرًا معجم المايا والذي يحتوي على الرموز الدلالية والرموز المقطعية للمايا.
ويعمل الكتاب على فك رموز كتابة المايا الهيروغليفية قد أدت إلى أن معظم نصوص المايا المكتوبة، سواء المدرجة على المعالم الأثرية، أو المكتوبة في المخطوطات، أو المرسومة أو المحفورة عل السيراميك، يمكن أن تقرأ بقدر من الثقة الآن. ولقد أدى فك شفرة رموز المايا إلى تغيير معرفتنا تمامًا بهذه الحضارة القديمة، وأعطى شعب المايا تاريخًا طويلاً وحيويًا تفتقده مناطق أخرى من العالم الجديد فيما قبل كولومبيا. وفي الماضي القريب، اقتصرت المعرفة العلمية لهذا النوع من الخط على علماء النقوش، ومؤرخي الفن وغيرهم من المتخصصين.
ويشرح الكتاب طبيعة هذا الخط، وتقويم المايا المعقد، والنصوص الخاصة بالأسر الحاكمة والسياسة، وكل جانب من جوانب العالم الطبيعي والخارق التي عايشوها. فمنذ نحو مائة وستين عامًا مضت تم اكتشاف أطلال حضارة المايا القديمة المحجوبة في الأدغال في المكسيك وأمريكا الوسطى ، حيث ان كتابة المايا بلا شك كتابة صعبة نسبيًّا سواء في تركيبها الضمني أو في الطريقة التي أدخل بها الكتبة أشياء متفاوتة عليها. ومع ذلك فإن المادة الموضوعيَّة لمعظم النقوش العامة- مثلها مثل نقوش مصر القديمة- محدودة نسبيَّا وتنطوي على قدر كبير من التكرار والإسهاب.
—
س.س