يخطئ ##الثوريون## حين يظنون أن الأصوات التي ذهبت للفريق أحمد شفيق ##مزورة## و##قبطية## و##فلول## و##حزب وطني## إلي آخر الاتهامات التي تعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة. المواطن المصري العادي زهق, وبالتالي فإن مرشحا قويا,
يخطئ ##الثوريون## حين يظنون أن الأصوات التي ذهبت للفريق أحمد شفيق ##مزورة## و##قبطية## و##فلول## و##حزب وطني## إلي آخر الاتهامات التي تعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة. المواطن المصري العادي زهق, وبالتالي فإن مرشحا قويا, أو يبدو قويا, يعده بالأمن الفوري والاستقرار المنشود يحصل مباشرة علي صوته. المسألة ليست معقدة, وما حدث في العباسية قبل الانتخابات بأسبوعين صب في مصلحة شفيق, وإشاعة مظاهر الانفلات وعدم الاستقرار يؤدي إلي نفس النتيجة. من هنا فإن حرق مقر ##شفيق## أو انزلاق مظاهر الاحتجاج علي صعوده إلي جولة الإعادة في العنف يشجع قطاعات من المجتمع تنشد الاستقرار, وتخاف علي مستقبل المجتمع إلي التصويت للمرشح الذي يعرف لافتة الاستقرار والأمن, أي شفيق.
يجب أن يعترف الثوريون بأخطائهم, ولا يكتفون بتحميل الآخرين للأخطاء, بدءا من المجلس العسكري مرورا بالأحزاب والقوي السياسية وأخيرا يبحثون عن شماعة يعلقون عليها أخطاءهم كالأقباط الذين يتهمونهم بأنهم خلف صعود شفيق لجولة انتخابات الإعادة, وكأنهم رهائن عند الإسلاميين يصوتون حسب رغباتهم وآرائهم.
القوي السياسية انقسمت بعد أقل من شهر من سقوط نظام مبارك, ولا يزال الانقسام حتي الآن, استخدمت فيه كل ترسانة الحروب المتبادلة, اللفظية والبدنية, واستعراض العضلات في الميادين. ثورة نبيلة وصلت للناس مشوهة, ملتبسة, مضطربة. الدليل علي ذلك أن الدكتور محمد مرسي لم يكن مرشح الثورة في الجولة الأولي للانتخابات, اليوم يراد به أن يكون مرشح الثورة في جولة الإعادة. أيضا, الإخوان الذين اتهموا الثوار بالبلطجة, هم الآن الذين يريدون أن يسبغوا الطابع الثوري علي مرشحهم.
الخلاصة أن المواطن زهق. لم يعد واثقا في ثورة أفسدها المتحدثون باسمها, قلق علي مستقبل يزداد ضبابية كل يوم. جمهور الناخبين ليسوا محللين استراتيجيين, وليس مطلوبا منهم ذلك, هم غالبية ساحقة اهتزت, واضطربت, وخافت, وزهقت من أداء برلماني متراجع ووضع اقتصادي مترنح, وشوارع مغلقة.
الثورة تحتاج إلي موجات سياسية متعاقبة حتي تتطهر, وتتحدد معالمها.