أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الحكومة السورية على خلفية مجزرة مدينة الحولة التي سقط فيها 108 قتلى. وذكر البيان الذي تلاه نائب سفير اذربيجان لدى الأمم المتحدة توفيق موساييف بعد الاجتماع الطاريء للمجلس فجر اليوم
أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الحكومة السورية على خلفية مجزرة مدينة الحولة التي سقط فيها 108 قتلى. وذكر البيان الذي تلاه نائب سفير اذربيجان لدى الأمم المتحدة توفيق موساييف بعد الاجتماع الطاريء للمجلس فجر اليوم والذي استمر ثلاث ساعات “يدين مجلس الأمن باقوى العبارات الممكنة عمليات القتل التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة لعشرات الرجال والنساء والاطفال واصابة مئات اخرين في قرية “الحولة” قرب حمص”. وأضاف “يدين مجلس الأمن أيضا قتل مدنيين باطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة وبالانتهاكات البدنية الجسيمة” حيث يشكل مثل هذا الاستخدام الصارخ للقوة ضد السكان المدنيين خرقا للقانون الدولي المطبق ولالتزامات الحكومة السورية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي”.
واشارت الدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس ومن بينها روسيا الى ان الهجمات “تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني”. وطلب المجلس من الحكومة السورية “الكف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة” ضد المدن السورية المحتجة على النظام وسحب قواتها واسلحتها الثقيلة فورا من تلك المدن لاعادتها الى الثكنات تطبيقا لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وكان بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة قد اعلن في رسالة الى مجلس الأمن أن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا اكدوا ان قذائف المدفعية والدبابات اطلقت على منطقة سكنية في الحولة في سوريا حيث قتل ما لا يقل عن 108 اشخاص من بينهم كثير من الاطفال. وقالت الرسالة بان المراقبين “شاهدوا جثث القتلى واكدوا بعد فحص الذخيرة ان قذائف المدفعية ومدافع الدبابات اطلقت على حي سكني”.
يشار الى ان أعضاء المجلس كانوا قد استمعوا في وقت سابق الى تقرير قدمه عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود. ونقل مسؤولون في الأمم المتحدة عن المراقبين الدوليين ان 108 اشخاص على الاقل قتلوا في الحولة بينهم 49 طفلا وسبع نساء اضافة الى حوالى 300 جريح. وسقط الضحايا خصوصا بشظايا قنابل او تمت تصفيتهم “عن مسافة قريبة”.
ومن المقرر ان تعقد الدول الاعضاء في مجلس الأمن غدا الثلاثاء مشاورات وتستمع بعد غد الاربعاء الى ملخص جديد لكوفي انان عن الوضع في سوريا.
بدورها قالت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن ” القتل العشوائي ومن المحتمل المتعمد” في بلدة الحولة في منطقة حمص بسوريا يرقى ليكون جريمة ضد الإنسانية أو شكل من أشكال الجريمة الدولية. واضافت بيلاي أن “هؤلاء الذين أمروا بمثل هذه الهجمات أو ساعدوهم أو فشلوا في وقفهم هم مسئولون بصورة فردية عن أعمالهم”.
وحثت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي على النظر في إحالة قضية سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت إنها شعرت بالفزع من العدد الكبير للغاية للأشخاص الذين قتلوا واصيبوا في ثلاث قرى في منطقة الحولة بحمص يوم الجمعة والسبت الماضيين. وأضافت بيلاي “مرة أخرى إنني أحث الحكومة السورية على وقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين”. ومضت قائلة ” يتعين أن يكون هناك تحقيق فوري وغير مقيد في الحادث من جانب جهة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة. على الحكومة السورية مسئولية قانونية وأخلاقية في تقديم المساعدة الكاملة لمثل هذا التحقيق واتخاذ خطوات ملموسة لمنع وقوع أعمال مماثلة”.