نحن نشكو مر الشكوي من سيطرة الرجل والثقافة الذكورية علي حياتنا, فالرجل هو الذي يسيطر وهو الذي يصدر الأوامر وهو المفضل في البيت وتتم معاملته بأسلوب مختلف بطريقة معينة.فهو الذي يتعلم وهو الذي يتم احترامه
نحن نشكو مر الشكوي من سيطرة الرجل والثقافة الذكورية علي حياتنا, فالرجل هو الذي يسيطر وهو الذي يصدر الأوامر وهو المفضل في البيت وتتم معاملته بأسلوب مختلف بطريقة معينة.فهو الذي يتعلم وهو الذي يتم احترامه وهو الذي يحكم ويتم الاهتمام بملابسه وطعامه.حتي طعامه أفضل من طعام الآخرين.هو الأول والبنت في المنزلة الثانية أو الثالثة أو الأخيرة, لايهم لماذا يحدث هذا في معظم بيوتنا,ويحتل الولد هذه المكانة السامية السبب واضح وصريح, لأن الأم في البيت هي التي تربي هي التي تعلم وهي التي تبث الأفكار والقيم وقد تأكد في البيت أن الولد هو المفضل عند الأسرة أما البنت فهي كمالة عدد.فكانت الأم عندما تنجب ذكرا يفرح البيت كله الأم والأب.وعندما تنجب بنتا مصمص الأب شفتيه.وأحيانا يرفض أن يزور زوجته في المستشفي ويرفض أن يبدي سعادته بما فعلت حيث أنجبت بنتا.مع أن العلم أثبت أن نوع الجنين إن كان ذكرا أو أنثي هو مسئولية الأب ولا دخل للأم في هذا.ولكنها هي وحدها التي تتحمل الغضب واللوم ونسمعها وهي تردد, لما قالوا ده ولد انشد ظهري واتسند ولما قالوا دي بنية اتهد البيت علي.
ولأن الأم هي التي تربي والابن هو ابن أمه ومن تربيتها يستمد فكره ومعتقداته, فهو تربي علي إنه ذكر وأنه الأفضل وإنه الذي يأمر فيطاع وأن علي أخته أن تخدم وتركع وتعد له كوب الشاي.وتمسح حذاءه وتلمعه.وليس من الضروري أن تذهب إلي المدرسة وتتعلم لقد استمرت هذه الأمور سنوات طويلة وهذه المعتقدات سارية.ورغم أن هذه المعتقدات تغيرت وأصبحت الأسرة تهتم بالابنة وتسعي إلي تعليمها وقد تم إنصافها ورعايتها ووصلت إلي مراكز عظيمة واحتلت مكانة بارزة وتم تعاملها باعتبارها نصف المجتمع التي تساهم في خدمته ورعايته وتنمية موارده وترقيته.وصارت مدرسة وطبيبة ومهندسة وأستاذة جامعية وعالمة ووزيرة وسفيرة وسيدة مجتمع ورئيسة وصحفية ومساوية للرجل.
كل هذا جميل وواعد.ولكن مازالت المعتقدات القديمة كامنة في النفوس وتظهر عند اللزوم وتختفئ مرة أخري.وليس من حقنا أن نتعجب أو نندهش أن ثقافتها ثقافة ذكورية وأن القيمة في السيطرة للرجل وأن نظرة الرجل للمرأة مازالت نظرة يرآها في منزلة أقل ورغم مجاهدة المرأة ومشاركتها في الثورة وإثباتها جدارتها,ولم تنل مكانتها وقد تدني وجودها في البرلمان وأصبح عددها لايتجاوز عدد أصابع اليدين.
ولنا أن نتساءل هل نلوم الأم التي ربت وأسست هذه الأفكار الخاطئة.أم نلتمس لها العذر لأنها كانت تربي الابن بمنطق أنه المفضل,دون أن تشعر بدورها؟! هل نلومها أم نعذرها أم نقول إنها حصدت ما صنعته يداها؟!