دق جرس التليفون علي مكتبي, وسمعت صوته, وشاب من أبنائي القراء يحدثني من محافظة المنيا, قال: فتحت جريدة (وطني) علي الصفحة الثانية وصدمتي أنني لم أجد صورته كما تعودت كل أسبوع,
دق جرس التليفون علي مكتبي, وسمعت صوته, وشاب من أبنائي القراء يحدثني من محافظة المنيا, قال: فتحت جريدة (وطني) علي الصفحة الثانية وصدمتي أنني لم أجد صورته كما تعودت كل أسبوع, كنت أشعر بالطمأنينة وأنا أتأمل وجهه وحنان عينيه, في لحظة واحدة أيقنت أن نياحة أبي حقيقة وأنني الآن بغير بابا يرعاني, أحسست بأنه يضع رأسه علي صدري وأن دمعة من عينيه تسيل علي خدي أنا.
يا للهول.. لهذه الدرجة يشعر أبناؤنا بالاغتراب وعدم الأمان في وطنهم بسبب اختلاف مقاييس العدل والحق تبعا للدين أو الجنس.
والحقيقة أن العدد الذي عاتبنا عليه ابني كان عددا خاصا بمناسبة مرور 40 يوما علي نياحة قداسة البابا شنودة وكان له إعداد خاص.
قفز علي سطح ذاكرتي صوت المناضل الأمريكي الزنجي مارتن لوثر كينج في إحدي خطبه الأخيرة قبل اغتياله وهو يقول عندي حلم (I have adream), وأخذ يعدد مساوئ التفرقة العنصرية وانعكاسها الكئيب علي أرقي حضارات العصر, وكان من نتائج هذه الخطبة التاريخية أن أفاق المجتمع الأمريكي الأبيض من غفلته ومن زهوه.. وبدأت تصدر قوانين فعالة مؤثرة للقضاء علي هذه النقيصة, وكان من بينها عدم إنتاج أي عمل درامي إذاعي أو تليفزيوني أو سينمائي إلا إذا كان بين نجومه زنجي أو زنجية, حتي يتعود الأمريكيون البيض علي وجوه الزنوج داخل بيوتهم.. وخلال ثلاثة أو أربعة عقود قضي تماما علي التفرقة العنصرية في أمريكا.. والآن يتولي رئاسة أكبر وأقوي دولة في العالم رجل زنجي.
أنا أيضا عند حلم ولاتزال دمعة ابني علي خدي.