تم حسم سباق الترشح لرئاسة الجمهورية, والآن تتركز الأضواء علي المرشحين الثلاثة عشر الباقين في السباق ليدلي كل منهم بدلوه للجماهير بهدف استمالتهم نحوه والحصول علي أصواتهم في صندوق الانتخاب.
تم حسم سباق الترشح لرئاسة الجمهورية, والآن تتركز الأضواء علي المرشحين الثلاثة عشر الباقين في السباق ليدلي كل منهم بدلوه للجماهير بهدف استمالتهم نحوه والحصول علي أصواتهم في صندوق الانتخاب.
ومن الواضح أنه مهما قيل عن ترك كل ناخب ليدلي برأيه بحرية مطلقة دون التأثير عليه,ومهما تشدق البعض بإطلاق المنافسة الحرة بين المرشحين,تظل المنافسة محتدمة بين مجموعة مرشحي التيارات الدينية علي جانب,ومجموعة مرشحي التيارات المدنية أو المستقلين علي الجانب الآخر,وبالتالي من المتوقع أن ينقسم المصريون بين المجموعتين بصفة مبدئية حيث يدور تنافس أو صراع داخلي في كل مجموعة يظهر علي أثره من يتقدم السباق في المجموعة تمهيدا لحسم السباق النهائي بين المجموعتين.
ولا يخفي علي المتابعين ما يدور في كواليس المعسكرين الديني والمدني, حيث تجري محاولات مكثفة في إطار كل معسكر-سواء بالتراشق أو بالتشاور-لقياس ثقل كل مرشح وفرصه في الاستحواذ علي الأصوات,حتي إذا دعت الضرورة إلي اللجوء لمناورات تكتيل الأصوات وراء مرشح واحد للمعسكر تفاديا لبعثرة الأصوات وتقليل فرص الفوز,تكون الرؤية واضحة فيمن يبقي وفيمن يتراجع أو ينسحب.
وفي هذا الصدد سبق الإعلان داخل المعسكر الديني عن مشاورات تجري بين المناصرين لكل من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح,والدكتور محمد سليم العوا,والدكتور محمد مرسي من أجل بحث سبل الاتفاق علي أن يكمل أحد الثلاثة سباق الرئاسة بينما ينسحب الآخران لعدم تفتيت الأصوات بينهم….وبالتبعية فأنه في حالة نحاج هذا السعي سوف يتمتع من يبقي فيهم بمؤازرة جموع الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وغيرهم من التيارات السياسية والحزبية المتعاطفة مع المعسكر الديني.
فإذا كانت تلك الخطوة جائزة ومشروعة ويتم الإعلان عنها بلا حساسيات ودون أدني مغبة للتأثير علي الناخبين أو مصادرة حريتهم في الاختيار,لماذا لا نسمع عن تحركات مماثلة داخل معسكر التيار المدني وبين المستقلين؟….إن كل مرشح من مرشحي هذا المعسكر بالقطع له ثقل سياسي وله رؤية وسوف يقوم بعرض برنامجه الانتخابي علي المواطنين في الفترة المقبلة…وكل مرشح منهم له طموحاته المشروعة في الرئاسة وفي قيادة هذا البلد في أولي دورات الانتقال الديموقراطي بعد الثورة…لكن يظل السؤال الحاسم معلقا يبحث عن إجابة:من يستطيع إدراك الفوز؟…ومن سيكتفي بشرف المحاولة دون الفوز؟…بل إن هناك سؤالا أصعب يبحث عن إجابة:هل يتحمل معسكر التيار المدني أن يخرج كل فرسانه من السباق نتيجة بعثرة أصوات أنصارهم وعدم تكتيلها وراء أفضلهم تأهيلا وخبرة؟
أجل أنه من الوارد أن يفتح هذا الملف داخل معسكر التيار المدني أسوة بما يعلن داخل معسكر التيار الديني,وهنا يلزم اللجوء إلي الحكمة والحنكة السياسية لوضع المعايير المؤهلة لمنصب ومسئوليات رئيس الجمهورية ليقاس كل مرشح عليها:التاريخ السياسي,المناصب القيادية السابقة,القدرة علي التعامل مع مؤسسات الدولة,الخبرات السابقة في العلاقات العربية والدولية,كل هذا بجانب الرؤية السياسية والبرنامج الاقتصادي التنموي,ورصيد المرشح في الشارع لدي الجماهير…إذا تم إعمال وقياس تلك المعايير من المرجح أن تشير النتائج إلي الفرص الحقيقية لكل مرشح في الفوز,وهنا تأتي لحظة القرارات الصعبة فيمن يتنازل عن موقعة للآخر.
إننا بالفعل مقبلون علي مرحلة الإعداد لتكتلات شعبية مؤازرة لعدد محدود جدا من مرشحي الرئاسة,ولا غضاضة في ذلك إطلاقا,بل هو حق مشروع لكل فريق من فرقاء العملية السياسية,ولايستقيم في حالة اللجوء إليه اتهام أي فريق بأنه يفسد الانتخابات أو يصادر حرية الناخبين في الاختيار…هل نسمع عن مناورات ومشاورات في هذا الاتجاه خلال الأسابيع المقبلة؟