تلعب الألوان دوراً كبيراً في حياة الإنسان..وتنطق لغة الألوان بالعواطف والأحاسيس عن طريق الإيقاع..وما يحمله اللون من معنى..ويمكن من خلاله معرفة وقراءة العمل الفني في أي مكان وزمان..حيث يؤثر على نفسية مخلوقات الله..سواء كان هذا اللون على صدر لوحة أو في حضن الطبيعة
تلعب الألوان دوراً كبيراً في حياة الإنسان..وتنطق لغة الألوان بالعواطف والأحاسيس عن طريق الإيقاع..وما يحمله اللون من معنى..ويمكن من خلاله معرفة وقراءة العمل الفني في أي مكان وزمان..حيث يؤثر على نفسية مخلوقات الله..سواء كان هذا اللون على صدر لوحة أو في حضن الطبيعة..ومن التوافق أن تكون أفراح قيامة المسيح وفصل الربيع ملامح تنسج لنا جمال ومعنى الألوان وبهجة القيامة.
والمتأمل للطبيعة وألوانها الجذابة بكل معانيها يحاول أن يحللها أو يضعها في تصنيف لوني يمكنه من إجراء حوار لمعرفة أسرار ودلالة الألوان..فبين جمال الألوان وأعماق الإنسان خيط رفيع يربط بينهما..والمعنى في اللون المريوم يتحول إلى أحاسيس ومشاعر؛ كالحياة والموت..البهجة والحزن.. العاطفة والحكمة..وهكذا من هذه المعاني ندرك ماهي لغة الألوا
ن.
والفن يكتب التاريخ من خلال الفنانيين الذين عبروا عما يجيش في نفوسهم من مشاعر وأحاسيس في لوحات تُرسم أو تماثيل أو نقوش بالغة القوة في التعبير عن سمات كل عصر في أي مكان أو زمان.
والأصالة الإبداعية في الرسم الديني وصلت إلى درجة رفيعة من الكمال..حيث أطلق الفنان الصادق لفنه والمؤمن بعقيدته العنان لخياله الخصب وهو يرسم موضوعات الكتاب المقدس وفقاً للتعاليم الدينية للكنيسة الأرثوذكسية.
ولم يكتف معظم الفنانيين بإستخدام الأدوات والألوان في تكوين ~إبداعاتهم الفنية فقط..بل كانوا في حالة صفاء مع الله ليمنحهم القدرة على خلق وإبداع العمل الفني..بل ويخصهم بالقدرة والذكاء حتى يحسنوا من مزج الألوان لتصبح أكثر تألقاً..وأكثر تعبيراً وإبهاراً لمعجزات الكتاب المقدس..فنستشعر من خلال التراث القبطي في العالم القدرة على التعبير عن حياة وآلام يسوع المسيح حتى القيامة..كما نلمس الذاتية وطبيعة كل بيئة في العالم والرؤية الإبتكارية التي تختلف من فنان لآخر..ليخاطب أعماق الإنسان ويمس أوتار الوجدان من خلال لغة الألوان.
وعظمة الفن في سحر غموضه..وعبقرية الإبداع عبارة عن شيء متعدد الجوانب..تميزت بالرمز الذي يدل على معاني روحية ودينية شكلت الحضارة الإنسانية..حتى البناء المعماري للكنائس كان رمزاً للنجاة والخلاص، فكانت تبنى على شكل سفينة نوح..ومنها ندرك عمق مجيء الرب يسوع على الأرض “جاء المسيح ليصلب ويخلص العالم والبشرية من خطيئة آدم”.
والمعنى وراء لغة الألوان عميق..فلكل لون في تكوين العمل الفني ونسيجه دلالةبالغة القوة في التعبير عن رسالة الكتاب المقدس.
فيغلب اللون الأحمر في أيقونات وجداريات آلام المسيح على الصليب..والذي يدل على مدى العذاب الذي تحمله من أجلنا.. واللون الأصفر قد عبر عن الشحوب والموت.. أما اللون الأبيض الذي يدل على النقاء والطهر والصفاء والأمل، نجده في لوحات القيامة.. وتأكيداً لهذا المعنى إستخدم الفنانون اللون الأبيض ليسطع على لوحاتهم كما يحسونه من خلال معجزة القيامة وبزوغ حياة بعد ظلام الموت..وشفافية اللون الأبيض وما يحمله من معان أثيرية ترمز إلى السلام والوداعة والحب..يخاطب بعطره المميز صفاء النفس البشرية..وعمق التفاؤل والطهر والرجاء والإيمان بالحياة الأبدية مع يسوع المسيح بعد القيامة.
واللون الأبيض تتولد منه شحنات روحية تشع من ثياب جسد المسيح نوراً، الذي أعمى أبصار حراس القبر وزلزل المكان ليتم وعد الرب يسوع له المجد للبشرية أن ينعم عليهم بالحياة الأبدية..”هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد من أجلنا” به نتحرك ونؤمن ونحيا.
ومن أقوال البابا شنودة: “لست أريد شيئاً من العالم لأنني أرقى من العالم..إنني إبن الله..صورته ومثاله..لست أريد شيئاً من العالم لأني أريدك أنت وحدك..أنت الذي أحببتني إلى النتهى وبذلت ذاتك عني.”
نيح الرب نفس قداسة البابا شنودة بين أحضان القديسين في كورة الأحياء في أورشليم السمائية.. علم وشرح العلوم اللاهوتية ورسالة الكتاب المقدس، وحافظ على الشعلة المقدسة لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية.. إلى جانب تسجيله تأملات روحية سامية وعميقة سواء في الكتب أو دواوين الشعر..فدعم الإيمان القلبي بالإقتناع العقلي..بركة صلاته وشفاعته تكون معنا..وسيبقى أيقونة قبطية مضيئة.
طوباك يا بابا شنودة لأنك سكنت الحياة الأبدية..هذا مايعزينا من فراق البابا شنودة، فرحين من أجله لأنه يرى المسيح..فرحين بلقائه بأحبائه: أمنا العذراء مريم، والأباء الرسل وكل الشهداء والقديسين.
أفراح القيامة—قيامة الرب يسوع من الأموات—تعني في النهاية قيامتنا نحن البشر من موت الخطية وتحررنا من أسر إبليس اللعين..منذ آدم وإلى إنقضاء الدهور.
وسيظل الكتاب المقدس مصدر إلهام للفنانين على مر العصور..لأن الأحفاد ينهلون من نبع الأجداد.. ومن معانيه الروحية يبدعون أعمالاً فنية خالدة.. تتفق في صفة واحدة وهي القداسة والبر الموجودة من خلال الخطوط والألوان تشع طهراً، ويسري سحرها في النفوس الذي يطرب العين والأذن معاً.
فالإنسان الفنان يستمد دائماً الجمال من الطبيعة وإيقاع الألوان..فالأبيض للنقاء والأحمر للفداء والأزرق للحياة الأبديةوالخيال، والبني والأخضر للخصوبة.. في نفسية كل إنسان لون خاص يحب أن يراه ويتعامل معه..يتفاءل أويتشاءم منه..فنرى الحياة بألوانها التي تنسج لنا جمال ومعنى الألوان.. لنعيش بهجة الحياة الأبدية.