وائل الإبراشي : من الخطأ أن تدخل “الجماعة ” في معركة مع الإعلام ومن يكفرون بالحرية يريدون أن يتحول الإعلام إلي مداحين لهم
يواجه الإعلام المصري إتهامات من بعض تيارات الإسلام السياسي بتشويه صورة مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي
يواجه الإعلام المصري إتهامات من بعض تيارات الإسلام السياسي بتشويه صورة مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي أثناء عملية التغطية الإعلامية للإنتخابات الرئاسية في الوقت الذي صعدت فيه أسهم مرشح الحرية والعدالة ليصل إلي الإعادة.
قال د. محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة حاولت وسائل الإعلام أن تكون محايدة في عرض برامج المرشحين للرئاسة وتصوراتهم وتقديم كافة الآراء ووجهات النظر المختلفة لكن لا نستطيع أن ننكر أن بعض وسائل الإعلام لم تنجح في أن تخفي تحيزاتها وتوجهاتها لمرشح تيار بعينه، مشيرا إلي أن طبيعة المناخ السياسي المتوتر والمضطرب حاليا تميز بإستقطاب حاد للتيارات الإسلامية من جانب والمدنية والليبرالية وقوي الثورة من جانب أخر وما يطلقون عليه قوي الثورة المضادة علي جانب ثالث فنجد العديد من الوسائل الإعلامية والصحفية خاصة الحزبية منها إنعكست توجهاتها علي التغطية الصحفية والإعلامية للإنتخابات مما وضح جليا من خلال إنحيازهم لمعسكر أو تيار بعينه في مقابل تيار أخر في حين كان هناك من الوسائل الإعلامية علي الجانب الأخر التي إتجهت إلي إبراز الأخبار السليمة عن بعض المرشحين والخاطئة عن البعض الأخر فضلا عن إستطلاعات الرأي والتي تم توظيفها في تأكيد تلك التوجهات.
وعن مناظرة أبو الفتوح وعمر موسي قال علم الدين تلك المناظرة خصمت من رصيد كلايهما وذلك؛ لأنها بقدر ما أتاحت المجال لهما لعرض تصوراتهم ورؤياهم المستقبلية إلا أنها فتحت وبعنف ملفات الماضي وهذه الإثارة لملفات الماضي كشفت للعديد من الشباب اللذين لم يعايشوا الثلاثين عاما الماضية جوانب تتعلق بأدوار كلا منهما مع النظام السابق بالنسبة لعمرو موسي والجماعات الإسلامية بالنسبة لأبو الفتوح وهي أدوار مثيرة للجدل وتمتلئ بقائمة من الإتهامات ولم تتيح الفرصة لهما بحكم وقت المناظرة المحدد لكي يستفيض كلا منهما في الدفاع عن نفسه فيما نسبة إليه الأخر.
وفي سياق متصل قال الإعلامي وائل الإبراشي الإعلام أصبح” ملطشة” الفاشلين والشماعة التي يعلق عليها كل الخطايا مثل لاعب الكرة الذي يخطئ الضربة فينظر إلي حذائه محملا إياه المسئولية فمن الخطأ أن تدخل جماعة الأخوان المسلمين في معركة مع الإعلام لأن الإعلام ليس كيانا واحدا موحدا وإنما هو أطياف مختلفة من القنوات الإعلامية بعضها يكون موجها ضد التيار الإسلامي والأخر لصالحه ولكن الإعلام يجب أن يكون موضوعيا في المعارك الإنتخابية والموضوعية لا تعني الحياد لأنه لا يوجد إعلام محايد في كل أنحاء العالم وإنما له موقف محدد حيال القضايا السياسية المتعلقة بمستقبل البلاد، مشيرا إلي أن المشكلة الأساسية أن تأخد بعض وسائل الإعلام موقفا عدائيا وايديولوجيا من التيار الإسلامي فتهاجمه دائما بدون مبرر وتحوله أي ” لوحة نشان” وتستهدفه بشكل دائم وتحوله الي عدو لها أو العكس وهنا يكون الإعلام وقع في “فخ” الإيديولوجية أو الأجندة مؤكدا إلي أن الجميع يشكون من الإعلام؛ لأن الذين يكفرون بالحرية يريدون أن يتحول الإعلام الي مداحين لهم.
==
س.س