لم يتبق سوي 72ساعة فقط,ويبدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية,وهي فترة زمنية قصيرة جدا لكنها شديدة الأهمية,حيث إن أعدادا هائلة تقدر بالملايين من جموع الناخبين لم تحسم بعد موقفها,ولم تستقر بعد علي من ترشحه في الانتخابات…
لم يتبق سوي 72ساعة فقط,ويبدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية,وهي فترة زمنية قصيرة جدا لكنها شديدة الأهمية,حيث إن أعدادا هائلة تقدر بالملايين من جموع الناخبين لم تحسم بعد موقفها,ولم تستقر بعد علي من ترشحه في الانتخابات…
والحقيقة أن الأمر محير جدا لأسباب عديدة من أهمها:أننا بصدد أول انتخابات رئاسية حقيقية تشهدها مصر,وأن الفترة السابقة علي الانتخابات شهدت أخطاء عديدة جعلت المشهد السياسي والانتخابي مربكا وملتبسا وغامضا,بالإضافة إلي أن الإعلام بوسائله المختلفة أسهم ليس في توضيح الصورة بل في تعقيدها,كما أن المرشحين أنفسهم لم يعرضوا برامج انتخابية حقيقية,بل وجهات نظر وآراء…
يبقي أن المرشحين يمكن تقسيمهم إلي عدة مجموعات,الأولي تنتمي إلي التيار الإسلامي,والثانية تنتمي إلي التيار الثوري,والثالثة تنتمي إلي خبرات سياسية شغلت مواقع مهمة في الحكم في الفترة الماضية,والرابعة والأخيرة تشمل عددا من المرشحين شبه المجهولين علي النطاق الجماهيري وإن شغل أحدهم موقعا مهما في المخابرات العامة منذ سنوات.
ولعله من المفيد والمثير أن أي من المجموعات السابقة لم تنسق لاختيار مرشح يمثلها,فالمرشحون ذوو المرجعية الإسلامية ينافسون بعضهم البعض لاسيما د.عبد المنعم أبو الفتوح ود.محمد مرسي,والمرشحون الثوريون المدنيون يصارعون بعضهم بعضا لاسيما حمدين صباحي وأبو العز الحريري.
اعتقد أن تحديد هوية المرشح وخلفيته السياسية والدينية وخبراته ومواقفه وآرائه ستكون مهمة,وكذلك سيكون من المهم جدا النظر إلي المشهد السياسي والقوي الفاعلة في الحكم حاليا,فالتيار الإسلامي يسيطر تقريبا علي أغلبية برلمانية كبيرة أساء استغلالها وانحرف بها عن مسارها عند تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور,وليس من الحكمة إعطائه المزيد من السلطات حاليا,لاسيما وهو يتغول علي السلطات التنفيذية والقضائية في الوقت الاهن انحيازا لمصالحه الخاصة.
أما التيار الثوري,فرصيده الجماهيري كبير,ولعل المرشح حمدين صباحي يتصدره,ولكن هل يمكن تجميع أكبر عدد من الأصوات له وكيف,خاصة وأنه لا يوجد اتفاق علي ذلك.
ويتبقي كل من عمرو موسي وأحمد شفيق,وكلاهما له رصيد عظيم من الخبرات السابقة وبعض القبول الجماهيري والشعبي خاصة عمرو موسي,الذي يجمع بين خلفية مدنية ومواقف سياسية مشهود له بالنزاهة,كما أنه لم يتلوث أو يفسد أو يسرق أو تثار حوله شبهات من أي نوع,ورصيده كرجل دولة ذو علاقات عربية ودولية وخبرات سياسية واسعة.
لمن تعطي صوتك,ولماذا؟وفكر جيدا قبل اتخاذ القرار,لمصلحة مصر أولا وأخيرا,وهذا هو المحك والمعيار الذي يجب أن يحكم سلوكك عند التصويت.