تصوير عيد سعد
المقربون إلي البابا لهم ميزة خاصة لكونهم تعايشوا مع ذهبي الفم,ومن هؤلاء المرتل إبراهيم عياد الذي دخل الكاتدرائية وهو صغير السن,وتعامل مع البابا شنودة فاحتضنه
المقربون إلي البابا لهم ميزة خاصة لكونهم تعايشوا مع ذهبي الفم,ومن هؤلاء المرتل إبراهيم عياد الذي دخل الكاتدرائية وهو صغير السن,وتعامل مع البابا شنودة فاحتضنه,وكان البابا شنودة وقتها أسقفا للتعليم وظل إلي جواره حتي نياحته…فماذا عن هذه الفترة في حياة المعلم إبراهيم عياد التي امتدت إلي أعوام كثير؟.. عن هذه الفترة في حياة أولاده الذين قضوا أيضا هذه الفترة مع البابا شنودة ذهبت وطني لتتعرف علي طبيعة العلاقة عن قرب وما ترك لهم من نصائح,وهل كانت للبابا توجيهات معينة للألحان؟ نتعرف علي كل هذا من خلال هذا الحوار..
*كيف كانت البداية مع البابا شنودة؟
**بدايتي مع البابا شنودة منذ عام1967 وأنا سني صغيرة وكان البابا شنودة وقتها أسقفا للتعليم,ولصغر سني كان البعض يريد نقلي من الكاتدرائية ولكن قداسة البابا شنودة رفض نقلي ومنذ هذه اللحظة بدأت علاقتي بالبابا شنودة وأذكر أنني عندما كنت شابا صغيرا كنت أميل لارتداء الملابس ذات الألوان الصاخبة مثل باقي جيلي وبمحبة شديدة وجه لي قداسته كلمة في صورة رائعة وقال لي فكرتي أشتري لك قمصانا تليق بك كمرتل للكنيسة فكم أثر في ذلك الموقف حتي الآن,لأنه لم يوجه لي تجريجا أو لوما لا لي ولا لأي إنسان أيضا.
*ما الموقف الذي عاتبك عليه قداسة البابا شنودة بشدة؟
**في إحدي المرات كان سيدنا في الدير وكنت في القاهرة لتدريس الألحان للخورس فقال تعالي أنت معلم البطرك والمفروض أنك تصلي مع البابا, وكانت هذه المرة الوحيدة التي عاتبني فيها بحزم.
*من الذي ساعدك علي حفظ الألحان وإتقانها؟
**دا راغب مفتاح وكنت وقتها طالبا وكنت أقوم كمساعد في التدريس في الكلية.
*من اختارك لتكون مرتل البابا؟
**كنت أصلي لأول مرة مع البابا كيرلس وقد اختارني بنفسه وقضيت آخر أربع سنوات معه حتي نياحته وإلقاء نظرة الوداع عليه.
*كيف تلقيت خبر نياحة البابا؟
**عرفت الخبر أثناء قيامي بالتدريس في الكلية الإكليريكية بالإسكندرية وبكيت بشدة وعرف الطلاب من بكائي بأن البابا تنيح وتأثرت جدا من هذا الخبر وذهبت إلي المحطة,أخذت أول قطارا متوجها إلي القاهرة لكنني لم أستطيع الدخول إلي الكاتدرائية إلا بعد ساعة لشدة الزحام حتي ألقيت عليه نظرة الوداع.
*رأيناك وأنت تصلي بالدموع.. ماذا عن تلك اللحظات؟
**كنت متأثرا جدا وفي ذهني مقولة البابا لي معلم البطرك وكانت لحظات صعبة للغاية.لكني تماسكت لإيماني أن البابا في السماء لاستكمال الصلاة.
*ماذا عن آخر أسبوع في حياة قداسة البابا معك؟
**كانت أوامر الأطباء لسيدنا بعدم النزول ولم أستطع أن أذهب لرؤيته حتي إن آخر مرة دعي فيها الأساقفة لرؤيتهم,لم أكن متواجدا في القاهرة لكن مالا أنساه أنه رغم آلامه الشديدة في آخر عظة له أنه تقابل مع مرشد الإخوان وقال له المرشد:نعرف أنك بخير عندما تنكت رغم مرارة الألم الجسدي,إلا أن البابا رد قائلا: نقول نكته ماتجبش نكد.
*ماطبيعة يوم الأربعاء الذي لم ينزل فيه سيدنا وكيف رأيت ردود أفعال الشعب في الكاتدرائية؟
**تواجد في هذا اليوم الكثيرون بالكاتدرائية وبخاصة المعوقين الذين كانوا يداومون علي حضور العظة,وكان البابا يقوم بتوزيع البركة عليهم,وبرغم آلامه الشديدة لم ينس محبته لهم فأرسل لهم البركة المعتادة مع أبينا بولس,وقال لهم سيدنا:باعت لكم البركة وطلب أن يقابل جميع الأساقفة كأنه يريد إلقاء نظرة الوداع عليهم.
*ذكريات أولادك مع البابا شنودة؟
**البابا شنودة قام بعماد ابني مينا الذي بكي لفراقة ورجع للصور التذكارية,في يوم عماد البابا له وابني أنطون بكي بشدة,وحزن علي فراق البابا,وأن البابا بارك شبكته وشبكة ابنتي مريم,والأكثر من ذلك أنه أرسل واشتري علبة شيكولاتة لتوزيعها في هذه المناسبة علي الحاضرين, فمن يفعل ذلك!!! بجوار حزن الأسرة كلها.
*ماذا عن ذكريات الأسرة كلها مع البابا شنودة؟
**كنا نقضه معه أسبوع الآلام في دير الأنبا بيشوي وفي العيد يوزع العيدية علي أولادي والأسرة كلها وعلي أحفادي أيضا وكنا نأخذ معه الصور التذكارية.
*ما طقوس البابا شنودة في أسبوع الآلام؟
**كنا في أسبوع الآلام نخرج معه من الساعة السادسة صباحا حتي الثانية عشرة من اليوم التالي ويذهب لأديرة أبو مقار ومارمينا والسريان وكنيسة أسبورتنج لصلاة ساعات البصخة المقدسة بكل مكان بها لكن في السنوات الأخيرة لظروفه المرضية لم يكن يذهب إلي دير أبو مقار.
*ما الشئ المحبب لقلب البابا شنودة؟
**أكثر شئ كان يحبه هو الشعب وكان ينسي مرضه عندما يجلس في عظة الأربعاء ونجده يقرأ الأسئلة ويجيب عليها باهتمام بالغ متناسيا آلامه مع شعبه.
*هل كانت للبابا شنودة نصيحة خاصة في الألحان؟
**كان يوجهني أن ألتزم بتعاليم المعلم ميخائيل الكبير,وكنت بالفعل ملتزما ولا أخرج عنها وكنت أقول له: يا سيدنا أنا بالفعل ملتزم بتعليم المعلم ميخائيل الكبير.
*عيد القيامة الآن هو أول عيد للجميع يمر دون البابا خاصة لك, فما مشاعرك؟
**سيكون عيدا صعبا علي الجميع خاصة أننا نصلي معه ولا أنساه في كل قداس وخاصة قداسات الأعياد لكن الكنيسة لابد أن تستمر فهذا عيد سيدي,فالبابا شنودة لايمكن أن ننساه فذكراه العطرة في قلوبنا جميعا لست أنا فقط كشخص مقرب له لكن لكل الشعب والرب يعيننا علي فراقه,عزاؤنا أنه يصلي من أجلنا.