“ثورة 25 يناير هي الصدام الحقيقي بين الاجيال المتعاقبة ” تلك الكلمات استهل بها دكتور “فتحي دراج” – رئيس قسم اللغة الانجليزية وأستاذ الأدب بكلية التربية جامعة عين شمس – لقاؤه أمس بمركز بحوث الشرق الأوسط التابع للجامعة حيث تحدث عن دور المسرح المصري في ثورة 25 يناير المجيدة وكيف انعكس مدي الوعي المصري علي المسرح منذ خمسينات وستينات القرن المنصرم
“ثورة 25 يناير هي الصدام الحقيقي بين الاجيال المتعاقبة ” تلك الكلمات استهل بها دكتور “فتحي دراج” – رئيس قسم اللغة الانجليزية وأستاذ الأدب بكلية التربية جامعة عين شمس – لقاؤه أمس بمركز بحوث الشرق الأوسط التابع للجامعة حيث تحدث عن دور المسرح المصري في ثورة 25 يناير المجيدة وكيف انعكس مدي الوعي المصري علي المسرح منذ خمسينات وستينات القرن المنصرم فقال : “لقد تأثر المسرح المصري بنظيره الفرنسي جدا وقتها وكذلك بأعمال الالماني “برترو برخت” وظل ذلك واضحا حتي عام 99-2001 حيث ظهرت اهتمامات ونزعات”برخت”في اعمال الكثيرين وعلي رأسهم”سعد اردش”الذي كان اول من ادخل ادب”برخت” علي مسارح البالون والقلعة وغيرها ثم تلاه فاروق الدمرداش وكمال عيد ويوسف ادريس ونجيب سرور وعزت عبد الوهاب وغيرهم ممن جسدوا اعمال مثل:الام الشجاعة ودائرة الطباشير والقاعدة والاستثناء وغيرها من اعمال “برخت”بل وهناك من كتبوا واخرجوا اعمال مشابهة مثل “الفريد فرج”الذي كتب”غراميات عطوة ابو مطوة”و”النار والزيتون”وهناك “الغربان”لمحمد عناني و”بير السلم”لسعد الدين وهبي و”ليلي والمجنون”لنجيب سرور الذي تجلي فيها حينما قال:”لا امل في امة تحكمها احذية الجنود” . وتلا ذلك العديد من الالوان الادبية الاخري التي شكلت نوع من انواع المقاومة للحواجز الموضوعة امام المسرح “
واستطرد : “ظل الحال هكذا علي مستوي العالم وحتي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي الا ان قامت الثورة المصرية عام 2011 وجسدت الصدام الحقيقي بين الاجيال المتعاقبة وبين كل الفئات وهو ما جعل المسرح المصري يسير في طريقين مختلفين هما (الفن الفن) الذي ظهر مع “وولتر بيتر” والثاني هو(الفن الشارع) الذي وصل بنا الي ميدان التحرير نفسه وجعله مسرحا حقيقيا متجدد تجسدت علي ارضه جميع الالوان المعروفة والغير معروفة من شعر وزجل ونثر ومسرحيات ومنولوجات وهتافات وغير ذلك وهو ما قالت عنه استاذة المسرح المعروفة “ناهد صليحة” : “التغيير كان اساسيا في حياتنا ولابد ان نكتشف وعي جديد في قدرتنا وهو دور الشباب في ابراز هذا الوعي مع استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة” وهو ما حدث بالفعل منذ 25 يناير وما تلاها من احداث بدءا بجمعة الغضب وخطابات المخلوع وموقعة الجمل وحتي لحظة التنحي وهو ما تؤكده جميع اللقطات والصور الخاصة بتلك الايام”
وعن النماذج التي افرزتها الثورة قال : “مثلما قام “وليام بتلر هييتس”بكتابة قصيدة عيدالفصح عام 1916 قال فيها:”كل شئ تغير وولد من جديد جمال شديد العظمة”وكان يقصد وقتها ثورة ايرلندا وليس عيد الفصح نفسه وفي مصر كان اول ما قدم للثورة المصرية هي مسرحية”قوم يامصري” لبهيج اسماعيل والمخرج عصام الشويخ والتي قدمت علي المسرح العائم وسردت الظلم والفساد السلطوي من الفراعنة والمماليك وحتي الان لتؤكد ان الفساد والقهر ولدا مع طبيعة البشري ولكن اشكاله فقط هي التي تعددت وتغيرت فتجسد طبيعة الشخصية المصرية المميزة والمركبة في نفس الوقت مؤكدة علي ان فكرة ضعف المصري واستكانته الي ما شاء الله فكرة مستحيلة الحدوث من الاساس ، ثم تلا ذلك “ورد الجناين” لمحمد الغيطي والمخرج هاني عبد المعتمد وقدمت علي مسرح السلام حيث قلب احداث الثورة وهي عبارة عن مجموعة من الاغاني والانشطة المتداخلة التي تعبر عن الاحساس باللحظة الثورية ودور الراوي القوي فيها والذي يجسده الفنان “محمود يس” وغني مقدمتها ايضا الفنان “مدحت صالح” ، ثم مسرحية “اليدكتاتور” التي قدمت صورة تهكمية ارتدي فيها ابطال العمل بهلوانات تعبيرا عن كل اشكال الديكتاتوريين في العالم ،وهناك صور اخري مثل “حكاوي التحرير”او المنولوجات التي تقدمها
“داليا بسيوني”بشكل تعبيري مميز،ولكنني اود الانتقال للنقطة الاهم وهي:
دور مسرح الجامعة في ثورة 25 يناير
كان لجامعة المنصورة الريادة في ذلك حينما قدمت اعمال مثل”حلم شهيد” التي تحدثت بالاخص عن خالد سعيد شرارة الثورة المصرية الاولي وكذلك ” نقطة ومن اول الثورة” ولعل افضل ما تركه لنا وزير الثقافة في الحكومة البائدة هو اهتمامه بالمهرجان الدولي للمسرح التجريبي الذي ياتي فيه الناس من جميع انحاء العالم لتجربة فنونهم علي مسارح مصرية ناهيكم عن تبادل الثقافات والثراء الادبي الهائل العائد علينا من وراء ذلك”
—
س.س