” نفسى ألبس والعب زى أصحاب يوانسوا اللي شوفته من تعذيب وضرب وحلمت أنى انزل فى الجريدة عشان اللى هينزل فى الجرنال الأمن مش هيقربله تانى وأنا مش عايز ياخدونى تانى”.
” نفسى ألبس والعب زى أصحاب يوانسوا اللي شوفته من تعذيب وضرب وحلمت أنى انزل فى الجريدة عشان اللى هينزل فى الجرنال الأمن مش هيقربله تانى وأنا مش عايز ياخدونى تانى”.
هكذا بدأ كلامه الطفل حسين على نصر الدين، البالغ من العمر 13 سنة، وشارك فى معرض “كنا فى الميدان” لأطفال التحرير التابع للحملة الشعبية لحقوق الطفل والتى تعمل تحت شعار”وقفة بقى”، بلوحة تحاكى التعذيب الذى تعرض له الثوار فى السجون وكان واحد منهم فى يوم من الأيام.
ويحكى الطفل “حسين” سبب رسمه لهذه اللوحة قائلاً ” كنت موجود فى الميدان يوم 28 يناير وشاركت الأطفال فى إلقاء الحجارة على الأمن المركزي، وشاهدت أحمد حرارة وهو يشارك الثوار وفجأة وجدت طلقة أصابه عينه، وكنت خايف وقتها من أصابتى أنا كمان، خاصة إن السبب الرئيسى لتواجدى هو وفاة ابن عمى فى التحرير برصاص الأمن، ومن وقتها أنا فى التحرير طوال الوقت حتى يأتى حقابن عمى فى من قتلوه، وتمنيت الموت مثله أكثر من مر”.
وأضاف “حسين”، “كان الأمن يهاجمنا فى كل مكان، فاختبأنا أنا وأطفال وشباب أخرى فى “حارة ” بشارع محمد محمود ولكن لم يكن هناك مخرج وقبض علينا، وأول حاجة قالها لى الأمن تعرف مين من البلطجية وطرح عليا أسماء أشخاص، وسأل عن أماكن تجمع الشباب، فكان ردى لا أعرف فقام بضربى وأخدنى فى مكان تقريبا عابدين وقضيتفيه يومين وتعرضت هناك فى اليوم الأول للكهربا عشان أقول عن اماكن أو اسماء لشباب يتجمعوا فيها، وفى اليوم الثانى شغلونى أمسح البلاط والحمامات وبعدها خرجونى. وبعدها “دلوقت لما بلاقى شرطة أو جيش بجرى خايف منهم وجات أستاذة رباب وقالت لى ” ارسم اللى انت شوفته وحصل معاك” ورسمت ظابط ماسك صاعق كهرباء وبيكهربنى وانا ملقاة على الأرض ويصرخ من الآلام”
وقالت “رباب حاكم” رسامة كتب أطفال ومتخصصة مع الأطفال المهشين وعضو فى الحملة الشعبية لحقوق الأطفال، إن البداية جاءت مع أطفال الشوارع قبل الثورة بشهرين واستمرت بعد الثورة، خاصة إن الأطفال كانوا متواجدين فى ميدان التحرير ومجلس الوزراء وماسبيرو وشاهدوا كل أحداث الثورة، وكنت بأجتمع بالأطفال أربعة أيام فى الأسبوع، وكان فى هذا الوقت هؤلاء الأطفال متهمين من قبلوزارة الداخلية بأنهم هم البلطجية والطرف الثالث وهم من يلقون الملطوف عليهم فى الأحداث المختلفة، ولما جاءت الحملة الشعبية لحقوق الطفل تقيم معرض للأطفال شاركت معهم بالأطفال الذين كنت معهم منذ قيام الثورة وكانت عبارة عن شهادات من الاطفال عن الانتهاكات التى قام بها العسكر والذى شاهدوه فى أقسام الشرطة والذى يحدث معهم.
وأضافت “رباب” إن الحملة الشعبية لحقوق الطفل عندما أجتمعت مع الأطفال من البداية قالت لهم لكم حقوق ولابد أن تعرفوها وليس منحق أحد ضربكم أو أخدكم إلى محاكم عسكرية، وأوضحت إن هؤلاء الأطفال لهم محاكم خاصة بالطفل ولهم أماكن حبس للقصر وليس مع البالغين والحملة تحاول تثبيت الحقوق من خلال المعارض والنشر حتى لا يتعرض الأطفال لانتهاكات مرة أخرى.
وقالت علياء مسلم ناشطة فى مجال حقوق الطفل وعضو فى الحملة الشعبية لحقوق الأطفال، إن السبب وراء هذاالمعرض هو قانون الطفل لسنة 2008والذى عرض على مجلس الشعب ولم يفعل حتى الآن، ووجدنا إن مشكلة الأطفال دائما تتناول إعلاميا من خلال من ينوب عنهم، ففكرنا فى فكرة معرض “كنا فىالميدان” لكى يتكلم باسم الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب والضرب فى الأقسام وهى عبارة عن شهادات لأطفال من خلال رسوماتهم تعبر عن كل ما حدث معه مثلما قال”حسين” ، وخاصة إن الأطفال اتهموا من قبل وزارة الداخلية فى العديد منالحوادث ومنها حادث المجمع العلمى الذى قيل إن وراء اشتعاله بالنيران هم الأطفال الذين كان يقذفون الملطوف، وبنحاول من خلال هذه الشهادات أن نقف محاكمة الأطفال الظالمة.