تجري يوم الأحد القادم 22 أبريل الجاري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي تصاعدت وتيرة الحملة الانتخابية بين نيكولا ساركوزي الذي يأمل في الفوز بولاية ثانية على رأس فرنسا، وفرنسوا هولاند الذي يطمح في تحقيق حلم الإشتراكيين في العودة إلى قصر الإليزية
تجري يوم الأحد القادم 22 أبريل الجاري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي تصاعدت وتيرة الحملة الانتخابية بين نيكولا ساركوزي الذي يأمل في الفوز بولاية ثانية على رأس فرنسا، وفرنسوا هولاند الذي يطمح في تحقيق حلم الإشتراكيين في العودة إلى قصر الإليزية الذي غادروه منذ زمن طويل. وتطل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوروبا بظلالها على الحملة الانتخابية للمرشحين للرئاسة الفرنسية الذين أولوا اهتماما خاصا لقضايا الاقتصاد والمعاهدة المالية الأوربية والهجرة والشرق الأوسط في برامجهم الانتخابية.
وفي هذا الصدد٬ قال المرشح الإشتراكي لهذه الانتخابات فرانسوا هولاند٬ في تصريح نشرته صحيفة (هاندلسبلات) الالمانية المهتمة بالشئون الاقتصادية٬ أنه سيجمد المعاهدة المالية التي تتمسك بها ألمانيا إذا “لم تتضمن اجراءات تحفز النمو”. وأضاف هولاند الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية “إذا لم تتضمن المعاهدة إجراءات تحفز النمو٬ فلن أتمكن من دعم المصادقة عليها في الجمعية الوطنية. لقد وعدت الفرنسيين بذلك وسأفي بوعدي”.
وأشار إلى أن “عددا من الرؤساء الأوربيين٬ غير راضين عن الوضع الاقتصادي”. واعتبر أن “استراتيجية النمو وحدها كفيلة بإخراج أوروبا من الضائقة الاقتصادية.٬ مؤكدا أن “كل دول الاتحاد الأوربي٬ بما فيها ألمانيا٬ تعاني من عجز في الدينامية الاقتصادية”.
من جهة أخرى٬ وصف هولاند مشروع إدراج “قاعدة ذهبية” في الدستور الفرنسي لتحديد سقف للدين العام٬ وهو المشروع الذي يدافع عنه الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي٬ بأنه يندرج ضمن حملة “للعلاقات العامة ليس إلا”. كما أعلن هولاند أنه لا يعتزم بناء سياسته الاقتصادية على “توقعات صندوق النقد الدولي” التي كانت أقل تفاؤلا من توقعاته بخصوص النمو.
ففي الوقت الذي أكد فيه صندوق النقد الدولي في توقعاته الفصلية٬ أن النمو في فرنسا سيكون في سنة 2013 أضعف مما هو متوقع٬ قال المرشح الإشتراكي في تصريح لإذاعة فرانس انتر “لا اريد تركيز سياستي على سياسة توقعات صندوق النقد الدولي”.
من جانبه أنهى نيكولا ساركوزي، الرئيس المرشح للرئاسة، حملته بالتركيز على الاقتصاد في محاولة لجذب أصوات ناخبي المرشح الوسطي فرنسوا بايرو الذي ترجح استطلاعات الرأي حصوله على 10% من الأصوات سيكون ساركوزي في حاجة ماسة لها في الجولة الثانية. وشدد ساركوزي على ضرورة تخفيض فرنسا عجزها المالي حتى تتمكن من فتح “حوار” مع البنك المركزي الأوربي بشأن دعمه للنمو وخاصة مسألة أسعار الصرف.
وقال “سنجعل البنك المركزي الأوربي يتحرك لأنه لا ينبغي أن تكون هناك طابوهات في أوروبا ولأنه يتعين على فرنسا العمل بكل الوسائل على عدم إعطاء الإحساس بأنها طريقة للانسحاب من الجهود التي يجب أن تقوم بها لخفض عجزها وخفض ديونها”.
وبعد أن أعلن في لقاء جماهيري في ساحة الكونكورد في باريس عن رغبته في فتح نقاش بأوربا حول دور البنك المركزي الأوروبي٬ أكد ساركوزي حرصه على استقلال هذا البنك وهو ما اكدته برلين مجددا بحزم.
وفي موضوع الشرق الأوسط٬ أكد ساركوزي في مقابلة مع مجلة “لكسبريس” الفرنسية أنه ينوي اتخاذ “مبادرات بخصوص هذه القضية اعتبارا من الصيف المقبل” إذا أعيد انتخابه. وقال في هذا الصدد “في ولاية ثانية أرغب في أن أكرس نفسي لمبادرات دولية مهمة سأتخذها اعتبارا من صيف 2012”. وقال إنه “يتعين على أوروبا وفرنسا أن تساعدا الإسرائيليين والفلسطينيين على إبرام اتفاق سلام”. مؤكدا أنه “حان الوقت لمنح الفلسطينيين وضع دولة في الأمم المتحدة شرط أن يؤكدوا مجددا حق اسرائيل في الوجود والأمن وأن يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين أمتين”. وأضاف الرئيس الفرنسي أن “القضية الأهم ليست مسألة الحدود بل حق العودة. اذا انشأنا دولة فلسطينية فذلك ليتمكن الفلسطينيون من العيش في دولة فلسطين”.
وأكد ساركوزي كذلك أنه سيتخذ مبادرة أخرى “من أجل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يشله النزاع الاسرائيلي الفلسطيني”.
وفي معرض حديثه عن “الربيع العربي”. اعتبر أن “زوال أنظمة ديكتاتورية يسمح بإقامة شراكة حقيقية بين الديموقراطيات في الشمال والديموقراطيات الناشئة في الجنوب”٬ موضحا أن ذلك “يغير الكثير من الأمور٬ مثل اتفاقات الهجرة”.
وعلى علاقة بهذا السباق الانتخابي٬ تلقى المرشح الإشتراكي لانتخابات الرئاسة الفرنسية الدعم من رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو وكذا تأييد عدة شخصيات فرنسية بارزة.
وشارك اليو دي روبو٬ أحد رؤساء الوزراء الإشتراكيين القلة في أوربا٬ في اللقاء الجماهيري الذي يعقده فرنسوا هولاند في مدينة ليل (شمال) التي تبعد خمسة كلم عن الحدود الفرنسية البلجيكية .
في المقابل رفضت المستشارة الألمانية مقابلة الزعيم الإشتراكي الذي تعارض بقوة رغبته في إعادة التفاوض على المعاهدة المالية الأوربية التي وقعت في مطلع مارس الماضي. لكنها لم تشارك كذلك في لقاء جماهيري للرئيس المرشح نيكولا ساركوزي طرحت فيه أيضا هذه المسالة.
وتتوقع استطلاعات الرأي٬ حسب وكالة فرنس برس٬ فوزا كبيرا لفرنسوا هولاند في الجولة الثانية من المواجهة الانتخابية التي تجمعه بنيكولا ساركوزي بنسبة أصوات تبلغ ما بين 53 و56% بعد جولة أولى يتساوى فيها الرجلان مع توقع حصول كل منهما على حوالي 27 و 28% من الأصوات.
وبدأ اليوم المرشح الإشتراكي في حصد تأييد عدد من الشخصيات أبرزها الرئيس السابق جاك شيراك٬ الذي اكدت صحيفة لوباريزيان انه سيصوت لهولاند استنادا إلى أحد المقربين منه.
كما أبدت وزيرة سابقة لشيراك هي كورين ليباج٬ الوسطية المدافعة عن البيئة٬ دعمها لفرنسوا هولاند٬ فضلا عن 42 خبيرا اقتصاديا فرنسيا يرون أن المرشح الإشتراكي يتسم ب”المصداقية والطموح والتماسك”. كما أن رئيسة أرباب العمل لورانس باريزو٬ وبعد أن أشادت بالعمل “المدهش” لنيكولا ساركوزي٬ قالت إنها تشعر بأنها “أكثر قربا” من فرنسوا هولاند في “القضايا الاجتماعية وخاصة دور الكيانات الوسيطة”.
بعد أيام ستكون الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والمرشحون عشرة، ولكن أصحاب الدعم الشعبي بدرجاتمنهم هم المرشح الإشتراكي هولاند، ومرشح الحزب الديجولي سركوزي، وهما الأكثر حظا، ومرشح يسار اليسار ميلانشون، ومرشحة اليمين مارين لوبين، ومرشح ما يدعى بالوسط فرانسوا بايرو. أما المرشحون الآخرون، فلا تدل الاستطلاعات على وجود تأييد يذكر لهم، وبينهم تروتسكيان.
هذا، ووصل وفد مصري رسمي من البرلمان ووزارتي الخارجية والداخلية والهيئة العامة للاستعلامات واللجنة العليا للانتخابات ولجنة الانتخابات الرئاسية إلى باريس ا في زيارة رسمية لفرنسا تستمر حتى 24 أبريل الجاري. ومن المقرر أن يطلع الوفد خلال الزيارة على مجريات عملية الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تنطلق جولتها الأولى الأحد القادم وذلك للاستفادة من خبرات باريس في العملية الانتخابية. ويقوم أعضاء الوفد المصري بزيارة مراكز الاقتراع أثناء سير عملية التصويت الأحد القادم، ومراكز فرز الأصوات بالنسبة للجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية للتعرف على أساليب إدارة العملية الانتخابية في فرنسا.