أكد السيد “بان كي مون” الأمين العام للأمم المتحدة أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” في دورته الثالثة عشر سيواصل تقديم الدعم لجهود المنطقة العربية للوصول إلى تحقيق نمو مستدام تنعم به شعوب المنطقة
أكد السيد “بان كي مون” الأمين العام للأمم المتحدة أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” في دورته الثالثة عشر سيواصل تقديم الدعم لجهود المنطقة العربية للوصول إلى تحقيق نمو مستدام تنعم به شعوب المنطقة .
وقال “مون” في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه السيدة “آشا روز ميجيرو” نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إن هذا المؤتمر ينعقد في فترة تشهد الكثير من التقلبات الاقتصادية غير المشهودة في وقتنا الحاضر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الأزمات المالية كانت منذ ثلاثينيات القرن الماضي سببا في وقف فوري للنمو المتسارع الذي كنا نشهده في مختلف البلدان، كما برهنت بشكل واضح علي أخطار رفع الضوابط عن الأسواق المالية .
وأضاف أنه بالرغم من أن ما حدث كان أغلبه في الأسواق المتقدمة، إلا أن هذه التقلبات تركت آثارها على كافة الاقتصادات الأخرى، ومنها اقتصادات البلدان النامية التي أصبحت هشة، كما أنه في غالبية هذه البلدان لا يمكن تلمس النمو، مما يعني أن هذه الأزمات كشفت أيضا عن عدم وجود شمولية لعملية الازدهار التي كانت سابقة وعدم توزيع آثارها على كافة البلدان والشعوب.
وأوضح أن توزيع الفوائد والمزايا كان غير عادل بين الشعوب، “لكننا وجدنا بالرغم من ذلك أن بعض البلدان الآسيوية قد حققت في هذه الألفية تقدما كبيرا في تعزيز اقتصاداتها وتخفيض مستويات الفقر، إلا أن البلدان الأقل نموا لا تزال تواجه الكثير من الصعوبات في الحصول على نصيبها من التجارة والسلع والتقدم نحو أهداف الألفية بشكل أكيد، وبالتالي فإن الفرص الاقتصادية لم تؤد إلى خلق عمالة حقيقية، حيث بقي هناك 200 مليون شخص عاطلين عن العمل، ونجد أنه بالنسبة للشباب فإن هذه النسبة مضاعفة”.
وقال إن القلاقل التي شهدها العالم العربي مؤخرا تشير إلى عدم وجود الصوت السياسي والفرص الاقتصادية لاسيما بين الشباب، موضحا أن ازدياد الوعي في ظل انعدام العدالة الاجتماعية والإنصاف الاجتماعي قد أدى إلى الكثير من الاحتجاجات في العديد من البلدان ومنها البلدان المتقدمة، “وبالتالي من المناسب أن ينعقد هذا المؤتمر في المنطقة العربية حيث تتم التحولات السياسية السريعة والتي تأتى بفرص للتنمية”.
وأوضح أن الأزمة العالمية تقوض الجهود الرامية إلي مواجهة التحديات الكبرى في وقت نحن بحاجة فيه إلى التعاون الدائم والمستمر أكثر من أي وقت مضي، مؤكدا أنه يجب علي “أونكتاد” أن يتمكن من الوصول إلى استجابة دائمة ومنسقة لكل هذه التحديات. وأشار إلى أن جهود مكافحة التغير المناخي قد حققت بعض التقدم، لكنها غير كافية بالنظر إلى حجم الأخطار التي تواجه البشرية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن جولة الدوحة للمحادثات التجارية لازالت متوقفة بعد عقد من المداولات والمفاوضات التي حرمت البلدان من فرص الوصول إلى كافة الأسواق ومن الآثار التجارية داخل الأسواق الأكثر تنافسا.
وأكد بان كي مون أن هذا المؤتمر يعد فرصة لمواجهة عدد من التحديات الرئيسية ومنها: ضرورة تحديد التدابير التي ستعيد النمو العالمي إلى مساره، لأن الاهتمام بالذات والأنانية والتعالي على الآخرين كلها أمور لن تؤدى إلى النتائج المطلوبة، كما أنه علينا أن نساعد البلدان الضعيفة لكي تتمكن من الاعتماد على ذاتها.
وأضاف أنه يجب علينا كذلك أن ندرس أسباب هذه الأزمات المتكررة، لاسيما التي لها علاقة مباشرة بنا والوصول إلى التدابير اللازمة التي تحول دون تكرار هذه الأزمات.
وأشار إلى أن من بين هذه التحديات عمليات التلاعب المالي والتي تؤدى إلى آثار سلبية وهذا يتطلب بدوره تنسيقا على المستوى الدولي.
وشدد “مون” علي ضرورة تحديث سياسات التجارة والتنمية بشكل كبير بحيث تدعم جهودنا في تخفيف الأزمات العالمية معربا عن أمله أن يسهم هذا المؤتمر في تحقيق نتيجة قوية في مجال التنمية المستدامة وحل الأزمات الدولية.
وقال “إننا بحاجة إلى جعل العولمة أكثر شمولية”، موضحا أن هناك الكثير من المناطق والمجتمعات التي لازالت مهمشة”. ولفت الانتباه إلي منتدى سيعقد على هامش مؤتمر الأونكتاد حول المرأة والتنمية، حيث سنستعرض فيه سياسات وإحصائيات تؤكد أن للمرأة دورا حاسما في عملية التنمية، وأنه يجب الاستثمار في بناء قدرات المرأة بما يساهم في تعزيز كافة الأسر، بالشكل الذي يساعد بشكل كبير في الوصول إلى تحقيق أهداف الألفية.
وأكد علي أهمية بذل المزيد من الجهد لجعل سياسات التجارة والتنمية ذات توجهات إنسانية، وقال في هذا الصدد “إنه يجب علينا أن نعزز دور المرأة في التجارة الدولية، كما نعزز خلق فرص العمل لها”. ورحب في كلمته بمنتدى الاستثمار العالمي الذي سيعقد على هامش هذا المؤتمر والذي سينظر في عملية الاستثمار وممارساتها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في ختام كلمته “إننا بحاجة إلى أفكار وسياسات شجاعة تغطي مختلف مجالات التجارة والاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة، بحيث يجعل الأونكتاد هو المنتدى المناسب للاتجاه إلى الأمام، لأن الفشل قد يؤدى إلى عواقب وخيمة فيما يتعلق بالعولمة، كما يجب علينا أن نبذل الجهود لكي يشق الأونكتاد الطريق نحو عولمة أكثر واستدامة وشمولية تأتى بثمار عدة علي الجميع “.