لقد استعجلت رحيلك عن دنيانا يا آبانا
البابا شنودة الثالث المحب لنا وللدير
وتركتنا نقاسى وحـدة الآم الفـــــــراق
والبكــاء والندم ، والحــزن المــريــر
لقد استعجلت رحيلك عن دنيانا يا آبانا
البابا شنودة الثالث المحب لنا وللدير
وتركتنا نقاسى وحـدة الآم الفـــــــراق
والبكــاء والندم ، والحــزن المــريــر
فوداعاً يا معلم الأجيـال العظيم للمجد
والعـــلا ولسمـــاء الله القـــديــــــــــر
بعدما تركت ظلمــات ليـــالى الغبراء
روحك علت عالياً فرحــاً بالتحــــرير
تحرير الروح من جسد الخطية والهوان
مرفرفة لسماء الراحة والحق المنيــر
بسيل غزير من آدمعى لفراقك الآليم
مزق قلبى جراحاً يؤرق جفنى القرير
بقلوبنا نبكيكــا دمعاً ودمــــاً غــزير
وعزاؤنا راحتك من عناء الحياة الكبير
وبالحب والجود نفتقد حضورك بيننا
وبالخلود تعيش بطي فؤادنا راعياً مشير
ننهل من نهر حبك اللذيذ قيماً وعطايا
تـــروى ظمأ الغليل غنياً كـــان أو فقير
فى موكب وداعك المهيب يا آبانا الحبيب
صرخت مصر وملايين الشعوب ندماً مرير
فهزت الارض بكاءاً ونحيباً وعويل
بضجيج عالى وآنيناً رهيب مثير
يشيب الوليد فى بطن أمه ويقشعر الجبين
من فرط الآسى والنواح الكثير
لتودع هرماً من أهرامات مصر الشوامخ
بخلودها مجداً وعظمة وتقدير
من ديــار الباطل بأرض الأتعــاب
لسماء الخلّد والحق المنير
فذكراك الخالدة ستبقى بقلوبنا حية قوية
للأبد تهدينا إيمان المسيح المستنير
فنسير على دروب المجد حقاً حينما
نتبع آثر خطاك ونبراسك المنير
فأنت نابغة من نوابغ التاريخ والزمن
يا أعظم وأجمل أباً طيب مدير
فأذا توارت عنك الشمس يوماً يا أبانا فأن
شمس البر لا تواريها أزمنه الايام والسنين
واذا الغيوم تلبدت فى سماها يوم رحيلك
فان السماء أشرقت لك ببر المسيح الذكى الثمين
وإذا تخلت عنك الناس يوماً سالفاً حينما طلبت
العون منهم فعرضوا عن طلبك رافضين
إنما ملائكة الله تهللت بقدومك اليوم
بأناشيد التسابيح والتهليل لك وفى كل حين
وها صوت المسيح قد نداك بالترحاب العظيم
نعماً يا أيها العبد الصالح والامين
أدخل لفرح سيدك بعد طول عناء الجسد
فى جهاد الصوم وشقاء الجبين
لقد عشت بيننا يا بابا شنودة الثالث
من الاعوام التسعه والثمانين
تجاهد الجهاد الحسن وتحامى بقلبك
عن ايمان الكنيسة الصحيح المتين
فعشت الحياة بحلوها ومرها بكفاح
وصلاة الرهبان الناسكين
تتصدى أمواج الفتن بعزم الاسود
وترسى قانون الايمان المبين
فهنيئاً لك السماء بخالقها وباريها
وتتعزى فى أحضان قديسها المكاللين
بعدما طويت رحلة الأتعاب والآنين
أنطلت روحك بعطور النيرون والناردين
فعشت رجلاً وطنياً مخلصاً لمصر
فعلاً كأوفى العظماء المخلصين
وقولاً أن مصر وطناً يعيش فينا
قبلما نعيش فيه أياماً وسنين
فحقاً كنت لنا أبا حكيم ومدير
ترعنا رعاية محبة وحنين
بروح الصلاة والحكمة والعلم
فطوباك ثم طوباك يا حبيب الملايين
فكنت رجلاً عظيماً حقاً يا آبانا البابا
طيب القلب … متواضع الروح ومن النابغين
ففاق صيته عنان السماء فى المجد
وترنمت بروحه أجناد السمائيين
فإن لم أرثيكى أنا فتصرخ صحراء مصر
وأديرتها وكل قلوب العاشقين
ويعج صراخ شعب مصر بالانين لفراقك
بل كل المحبين لك من العالم أجمعين
فننهل من نهر حبك علماً ونحتذى بك مثلاً
مادمنا أحياء بأرض الأتعاب والأنين
ـفأنت مدرسة تسمو بأرواحنا للسمأ
كما سموت أنت روحك سماء القديسين
فقواميس حياتنا بكل لغاتها أمامك عاجزة
عن الشكر والثناء اليوم والإنقضاء العالمين
فطوباك يا قديس عصرنا المعظم آبانا
البابا شنودة اليوم ولدهر الداهرين
فإن عصفت بك الأمواج يوماً وهاجت عليك
بعواصفها فى ليل شتاء ممطر حزين
فإن ينابيع قوة الله التى تجرى بقلبك الدافين
تهدئها فى خدرها وأنت القوى المتين
وإن غدر بك الناس يوماً وخاذلوك
فبالصلاة تنجو من مكر وغدر الغادرين
فلقد عشت بيننا حباً وطاعة وإيمان قويم
شاعراً ساهراً لمشاعر شعبك المساكين
كنهر عطاء جارى يروى ظمأ العليل
لماء الحياة الأبدية مع المطوبين
فعشت لنا الأب الحنون والراعى الصالح
للبر تحامى وتدافع عن شهداء المسيحيين
فستبقى بقلوبنا حياً مادام فى العمر بواقى
موسوعة حباً وعطاء غالى وثمين
راهب .. بسيط .. زاهد بالحياة
علا الله من شأنه فوق سماء المحبين
موسوعة علم وشعر وصلاة شامخة
تتصدى المصاعب كجلمود صخر لا يلين
فوداعاً يا ابن قرية سلام أسيوط العظيم للمجد
والعلا وقد علت روحك لسماء المرنمين