الأربعاء عيد الأم…هذه المناسبة الجميلة القريبة من قلوبنا جميعا…التي لم تتوه وسط انشغالاتنا ولم تطولها الإحباطات المحيطة بمجتمعنا فمازالت الرغبة بالاحتفال بعيد الأم قوية,وربما تعد أكثر المناسبات لرواج الأسواق رغم الأزمات الاقتصادية,…وإن كانت بلا شك صبغت كثيرا بمشاعر الأسي المتضامن مع أمهات الشهداء وهن كثيرات طوال العام الماضي سواء من أمهات شهداء أطفيح أو التحرير أو ماسبيرو أو إمبابة أو المقطم أو محمد محمود وغيرهمن وغيرهن…واللائي يستحقن منا جميعا قبلة علي الجبين لا نملك سواها بعد إحباطهن بعدم القصاص لدم أبنائهن حتي اليوم ومازال صوت دم أبنائهن يصرخ إلي السماء.
ولأن الأم تعني المشورة الأمينة والقلب المحتضن فلا أستطيع أن أتجاوز هذه المناسبة دون الترحم علي أب رائد وقائد في تقديم المشورة الأسرية وهو الأب المحبوب القمص يوحنا ثابت راعي كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف الذي سافر الأسبوع الماضي إلي السماء,وهو مؤسس مركز المشورة الأسرية منذ سنوات فقدم خداما للمشورة الأسرية معدين إعدادا جيدا ومتكاملا سواء روحيا أو اجتماعيا أو قانونيا أو طبيا وعلميا.
واستطاع أن يخرج عددا هائلا من الشباب والشابات المقبلين علي الزواج والمخطوبين بعد دورات تأهيلية مختصصة تعينهم علي خوض الحياة الزوجية بثبات واستقرار ووعي مهما كانت العواصف…اهتم بحديثي الزواج وبتدريب الآباء علي التربية السليمة.
كان أبونا يوحنا يقود فريق خدام المشورة بروح رائعة,متضع بالحقيقة صدره متسع لكل الاقتراحات حتي من أصغر الناس…جذب بتجربته الناجحة في مركز المشورة كثير وكثير من الكنائس والإيبارشيات لتطبيق تجربة إعداد المقبلين علي الزواج…وكان لدي المركز دائما قائمة انتظار طويلة من مختلف أحياء القاهرة تعبر عن تعطش الشباب لهذه الخدمة.
الأهم أن أبونا يوحنا قدم مع زوجته أيقونة حية للأسرة المسيحية بين الشباب كانت أبلغ من أي كلام أو محاضرات..حقا إن أعماله تتبعه…فعزاء لأسرته الصغيرة ولأبنائه الكثيرين جدا وأملا في استمرار رسالته في المشورة الأسرية.