ملك إسماعيل واحدة من جيل الكبار في التليفزيون المصري وصاحبة بصمة واضحة خلال مشوارها الإعلامي الذي امتد لأكثر من 30 عاما عاصرت خلالها عدد كبير من فطاحل ورموز التليفزيون المصري في ذلك الوقت كما
ملك إسماعيل واحدة من جيل الكبار في التليفزيون المصري وصاحبة بصمة واضحة خلال مشوارها الإعلامي الذي امتد لأكثر من 30 عاما عاصرت خلالها عدد كبير من فطاحل ورموز التليفزيون المصري في ذلك الوقت كما عملت خلالها مع نخبة من مذيعات ماسبيرو في عصره الذهبي منهن سلوى حجازي وليلي رستم وأماني ناشد وهمت مصطفي وسهير الاتربي وفريال صالح ونجوى إبراهيم وغيرهن وتقلدت عدة مناصب منها رئيس القناة الأولي ومستشار ونائب رئيس التليفزيون.
ملك إسماعيل ينسب إليها أنها كانت من أوائل المذيعات التي نزلت بكاميرات التليفزيون من الاستوديوهات المكيفة أي الشارع لترصد نبض وهموم المواطنين بجرأة سببت لها العديد من المشاكل
واجهت ملك إسماعيل في أواخر مشوارها العديد من الأزمات في أواخر التسعينات كان أبرزها إبعادها من رئاسة القناة الأولي علي خلفية إذاعة خبر كاذب في برنامج”مساء الخير” تسبب في أزمة كبيرة آنذاك.
التقيناها بعد مرور نحو 15 عاما علي اعتزال العمل الإعلامي وفتحت لنا خزانة أسرار رحلتها الطويلة مع الإعلام وتوقفنا معها عند العديد من المحطات المهمة والمؤثرة في حياتها الشخصية بعد انزواء الأضواء عنها.
* ما تقييمك للأداء الإعلامي قبل وأثناء وبعد الثورة ؟
للأسف الإعلام في مصر إعلام موجه لصالح النظام ولن يتغير الحال كثيرا قبل الثورة عن ما بعد الثورة والأداء الاعلامي متوسط الحال بالرغم من وجود كوادر وكفاءت بالمبني إلا أنها لم تواتيها الفرصة للظهور واثبات جدارتها أو إعطائها مساحة أوفر من الحرية في الأداء .
* وماذا عن تقييمك لأداء المذيعة رشا مجدي أثناء أحداث ماسبيرو والتي إثير حولها جدل كبير ؟
رشا أخطأت خطأ جسيما في الأداء المهني في الخلط بين الأداء الإعلامي والانطباع الشخصي ، فكان إنفعلاتها أمام الشاشة بالأحداث هو ما وقعت فيه من خطأ أثار ضدها الرأي العام فالإعلامي عليه أن يلتزم بالحيادية والموضوعية .
* وما تقييمك لأستبعاد ماسبيرو للإعلاميين اللذين كانوا يعملون من الخارج بدعوي أنهم ليسوا من أبناء المبني أمثال محمود سعد وخيري رمضان وتامر أمين ولميس الحديدي ؟
هذا ما قيل وقتئذن ولكن الحقيقة أمر أخر فبالنسبة لمحمود سعد ترك برنامج “مصر انهارده ” بسبب خلاف علي القيمة المادية التي يتقاضاها حيث طالب برفع أجره من 9 مليون الي 11 مليون في ظل ظروف صعبة كان يمر بها المبني والبلد كلها ولميس أعلنت أنها قبلت تخفيض أجرها ولكنها لم تستمر أما خيري وتامر فهم اللذين تركوا العمل بالبرنامج عندما تعثر الحال ولم يطالبهم أحد بالرحيل علي الإطلاق .
* وفي رأيك كيف يكون الاتحاد مديون ب 15 مليون جنيه في وقت كان يضخ له إعلانات بالمليارات ويدفع أجر للمذيع الواحد بالملايين ومن المفترص أنه من الجهات المنتجة والمربحة لخزانة الدولة ؟
هذا أمر مثير للدهشة والإستفزاز لنا جميعا نحن من نعمل بالحقل الاعلامي ومن أبناء ماسبيرو فنحن جميعا نعلم حجم الأموال التي تضخ في خزانة الاتحاد من الاعلانات وتسويق الأعمال الدرامية التي ينتجها قطاع الانتاج وبالرغم من ذلك نفاجأ جميعاَ بأن الإتحاد مديون علي مدار عدة سنوات مضت ، فلابد من فتح باب التحقيق في هذا الشأن وهذا مسئولية وزير الأعلام الحالي .
* هل تؤيدين إلغاء وزارة الإعلام وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع أهداف الثورة ؟
نعم لابد من إلغاء وزارة الإعلام حتي لا تكون تابعة للنظام وحتي تتحرر من قيود الولاء للحاكم ويكون الإعلام لسان حال الناس في الشارع وهذا ما نادينا به مرارا وتكرارا قبل وبعد الثورة اسوة بأنظمة إعلامية ناجحة وتتحلي بالمصداقية مع المجتمع أمثال ال”بي بي سي ” ولكن لا حياة لمن تنادي ، والغريب في الأمر أن وزير الأعلام الحالي نفسه ممن نادوا بهذا الأمر كثيراَ كخطوة لإصلاح الإعلام ولكن هكذا يكون الحال إلان ويكون هو ذاته وزير إعلام الثورة علي عكس ما نادي به في مقالاته .
* وما تقييمك لأداء الفضائيات وبرامج ال” توك شو ” ؟
أري أن ما تقوم به الفضائيات من مجهود مبذول وواضح هو ما حفظ ماء وجه الإعلام المصري خاصةَ في الفترة الأخيرة .
* ولكن ما تقييمك للإعلاميين اللذين هاجموا الثورة وبعد نجاحها صاروا معها ؟
معظم الإعلاميين والعاملين بالحقل الإعلامي سواء الإعلام الخاص أو القومي كانوا مستفدين من النظام السابق وأعوان له وأذرعته في جميع وسائل الاعلام سواء المقروء أو المرئي أو المسموع وبكوا وإرتدوا الرداء الاسود علي رحيل مبارك وهم إلان يرتدون رداء الثوار ولكنهم جميعا معرفين للرأي العام وأنا لا أحترمهم .
* وما تقييمك لموقف أسامة هيكل وزير الاعلام السابق من قناة ” الجزيرة مباشر مصر “؟
موقف غريب وغير مبرر ولكن قد يكون هذا الموقف من الجزيرة لأنها تنقل الحقيقة دون تزييف أو رطوش أو تجميل.
* هل تعتقدين أن الفضائيات تسحب البساط من تحت أقدام التليفزيون ؟
نعم ، والسبب في ذلك فقد المصداقية في التليفزيون والاعلام الرسمي والدليل علي ذلك نسبة المشاهدة ونسبة الأعلانات التي تتضائل يوم بعد يوم وهذا يعد كارثة حقيقية وإذا إستمر الحال هكذا ستتدهور الامور .
* هل هناك ذكريات لك عالقة في الذاكرة حول بداياتك في ماسبيرو؟
أذكر انه في عهدنا كنا نتعامل مع ضيف البرنامج مثل ضيف البيت لا يجوز الاستخفاف به أو تخويفه أو إساءة معاملته وهي آداب تعلمناها من رموز وفطاحل الإعلام في ذلك الوقت مشيرة إلى أن هناك بعض القنوات الفضائية التي تعتمد على برامج تستخف بعقلية المشاهد ولا تقدم لغة محترمة وراقية للحوار.
* هل صحيح انه تم استحداث منصب نائب رابع لرئيس التليفزيون خصيصا لك من اجل ترضيتك بعد نقلك من رئاسة القناة الأولي إلي درجة مستشار؟
نعم وقد اخبرني بذلك صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق في ذلك الوقت وذلك بعد تغيير الهيكل الوظيفي بعد موافقة جهاز التنظيم والإدارة من اجل ترضيتي ورفع الظلم عني بعد إبعادي من رئاسة القناة الأولي .
* ماذا تقصدين بإبعادي؟
إبعادي من رئاسة القناة الأولي جاء نتيجة مؤامرة أطرافها أكثر من شخصية في التليفزيون ارفض الكشف عن أسمائهم بهدف القضاء علي وحرماني من ترقيتي إلي منصب رئاسة التليفزيون خلفا لسهير الاْتربي بعد تحميلي مسؤولية إذاعة خبر في برنامج “مساء الخير”بالقناة الأولي عن قيام بعض البلطجية في منطقة إمبابة بتهديد الناس بالسنج والمطاوي وقيامهم بإغلاق الشوارع وتبين فيما بعد عدم صحته مما اضطرني إلي رفع قضية ضد التليفزيون وصدر حكم لصالحي بعودتي لمنصبي مرة أخري بعد أن ثبت عدم مسؤوليتي عما حدث .
* ماذا استفدت من تجربتك الطويلة في تقديم البرنامجين الجريئين”علي الطريق”و”سلوكيات”؟
هذان البرنامجان ساهما في أن اعرف مصر علي حقيقتها بحواريها وشوارعها وبمرها وحلوها وسلبياتها وإيجابياتها كما قرباني من الناس الذين اكتسبت حبهم بعد أن نقلت همومهم ومشاكلهم عن قرب وبلا رتوش والتي سببت لي العديد من المشاكل بسبب الجرأة في تناول الموضوعات التي يطرحها البرنامج ولا يزال البعض ممن يقابلوني في الشارع حتى اليوم يستقبلونني بترحاب ويحرصون علي مصافحتي ويؤكدون لي أنهم يتذكرونني جيدا بفضل هذين البرنامجين.
* هل يفتقد التليفزيون نوعية هذه البرامج اليوم؟
نعم ونحن في حاجة ماسة الآن إلي نوعية هذين البرنامجين للاقتراب من هموم ومشاكل رجل الشارع خصوصا في ظل تفاقم المشاكل والأزمات مثل الفساد والبطالة والغلاء الذي يئن منه معظم المواطنين فضلا علي أن مصر علي مشارف مرحلة مهمة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية مما يتطلب سرعة التدخل لحل هذه المشاكل قبل فوات الأوان.
* ما أسباب عدم استمرارك في عملك كمستشار إعلامي في مجلس الشعب الذي التحقت به بعد انتهاء إحالتك علي المعاش؟
فترة عملي في مجلس الشعب لم تتجاوز أكثر من عام بناء علي العقد المبرم بيني وبين المجلس وبعدها طلبت عدم التجديد لأنه كان عملا روتينيا خصوصا مع الأجواء السائدة في ذلك الوقت والتي لم انسجم أو أتقلم معها وكما يقولون “كلما اقتربت من المطابخ لا تشعر بطعم الأكل
* وما شعورك بعد تكريمك العام الماضي في الاحتفال بمرور 50 عاما علي إنشاء التليفزيون المصري؟
خطوة أسعدتني وأثلجت صدري وهي لفتة طيبة تؤكد تقدير رموز التليفزيون السابقين ممن افنوا حياتهم في العمل الإعلامي وتركوا بصمة قبل ترك مناصبهم.
* وما سر عدم حضورك حفل التكريم؟
لم أتمكن من حضور الحفل لان المسئولين في التليفزيون أخطروني بخبر تكريمي قبل بداْ الحفل بساعتين فقط وكان من الصعب علي أن انتقل من مصر الجديدة التي أقيم بها إلي مكان الحفل في منطقة سفح الهرم خلال هذه الفترة الوجيزة ففضلت عدم الذهاب.
* وهل صحيح أنك لم تتسلمين إلي الآن شهادة التقدير التي منحت لك ؟
نعم لم استلم شهادة التقدير التي منحت لي حتى الآن واتصلت أكثر من مرة بمكتب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإرسالها إلي ووعدوني أكثر من مرة بذلك ولكن دون جدوى حتى الآن.
والغريب والطريف أن مندوبا من التليفزيون حضر إلي بعد الحفل بأيام وسلمني الهدية الخاصة بي والتي منحت لكل المكرمين وهي عبارة عن عملة ذهبية ولم يسلمني شهادة التقدير.
* هل شعرت بنكران الجميل خصوصا من المقربين منك بعد ترك المنصب علي طريقة “مات الملك ..عاش الملك”؟
نكران الجميل وعدم الوفاء والجحود أصبح مع الأسف سمة معظم البشر في هذا العصر وكنت أتوقع من البعض ممن عملوا معي وساندتهم كثيرا قبل ترك المنصب بعض الوفاء ولكنهم نكروا الجميل باستثناء بعض الإعلاميات المعتزلات منهن فايزة واصف وفوزية محمد علي وفريال صالح ونجوي عزام اللاتي تربطني بهن علاقة ود وحب حتى الآن بالإضافة إلي بعض الأشخاص البسطاء الذين عملوا معي خلال رئاسة القناة الأولي ومنهم سائقي الخاص السابق والعاملين في السكرتارية الذين يحرصون علي الاتصال بي من آن لآخر للاطمئنان علي خصوصا في المناسبات والأعياد.
* وهل أنت راضية عن مشوارك الإعلامي في ماسبيرو الذي امتد لنحو 30 عاما؟
أنا راضية تماما عن مشواري الإعلامي ولكني لست راضية عن مشواري الإداري كرئيس للقناة الأولي لأنني لم أستطع تنفيذ أفكاري لتطوير القناة بسبب قصر الفترة التي عملي بها والتي لم تتجاوز 6 اشهر.
==
س.س