كنت في مقتبل العمر.تخرجت في الجامعة وتدربت في مجلة التحرير وبدأت عملي في جريدة وطني مندوبة لإحضار الأخبار من وزارة العمل والأشغال.وكنت أتردد علي كنيسة ماري بشبرا القريبة من بيتي.وتم اللقاء بيني وبين كاهن باسم يصلي في الكنيسة بصوت رخيم ووداعة وهدوء وخضوع روحي.تابعت الصلاة حتي انتهي القداس وظللت في الكنيسة لم أغادرها أحسست أني أريد أن أتحدث مع الكاهن أيامها كانت الدعوة إلي تحديد النسل علي أشدها بين مؤيد ورافض مع وضد ولكن كان اتجاه الدولة الرغبة الشديدة إلي تحديد النسل والتفت إلي الكاهن الذي صلي,ووجهت أسئلة عن هذا الموضوع هل يؤيد التحديد أم الرفض.نظر إلي لحظات وأنا أقف ساكنة في انتطار رد.وجاء الرد في كلمات بسيطة قاطعة, الذي يزرعه الإنسان يحصده.وانسحب بعيدا.لم أجرؤ علي الاستمرار في أي سؤال وبعد فترة حاولت أن أفسر الرد.وما يعنيه كل فرد يحصد مايزرعه,ويتحمل ما يتخذه من قرار.لم أنسي هذا اللقاء وهذه الإجابة الحكيمة التي سمعتها من سنوات بعيدة.
ومرت الأيام والشهور والسنوات وتمت رسامة هذا الكاهن الوديع أسقفا وبابا للمسيحيين خلف للبابا كيرلس.أصبح سيدنا قداسة البابا شنودة الثالث رئيس الأحبار نهر الحب والعطاء.
وبالتأكيد ظللت أتابعه واستمع عظاته وتعاليمه واقرأ كل ما يكتبه في جريدئنا وطني وفي عدة جرائد يومية واستمع إلي أشعاره الجميلة المعبرة.
ودارت الأيام وتمت جريدة وطني 50عاما من الإنتاج والعمل المثمر وقرر رئيس التحرير أن يقيم محفلا كبيرا بهذه المناسبة الجميلة ودعا إليها قداسة البابا شنودة الثالث الذي قبل الدعوة معتذرا لأن يوم الحفل لا يناسبه…غير المهندس يوسف ميعاد الحفل ليناسب وقت قداسة البابا وحضر قداسته في الموعد…ونحن جميعا في وطني ننتظره مع عشرات الضيوف مرحبين مهللين سعداء برؤيته وحضوره.
انتظم الكل في مكانه المخصص له بعد أن جلس قداسة البابا في مكانه والتف حوله الكثيرون من محبيه من رجال الدين وغيرهم وبدأ الحفل ونحن ننتظر كلمات قداسة البابا وعندما طلب منه الكلمات قال قداسة خلوني للآخر فرفضنا في انتظار كلمة وبدأ حفل التكريم وقال كل من خدم وطني نصيب من التكريم والاحتفال به.
وجاء وقت كلمة سيدنا ونحن ننتظرها علي أحر من الجمر ومعنا السيد سميرة زوجة الراحل الكريم لأستاذ أنطون سيدهم منشيء جريدة وطني.
جلسنا ننصت في هدوء وسكون تام.وبدأ سيدنا كلمته جالسا, تكلم في كل ما يخصص الجريدة وكل من عمل فيها وقدم ما يستحق الإشادة به.وكانت فرحتنا غالية ونحن نستمع إليه وهو يشيد بما تفعله أسرة المرأة وما يتم علاجه من موضوعات متعددة ومتنوعة وباقية ويطلب منا الاستمرار في هذا العمل البناء كانت إشادته بنا تاج علي رؤوسنا زادنا نشاطا ورغبة في المزيد من العطاء وانتهي الحفل ونحن نودع قداسة البابا ونتمني ألا ينهي اللقاء.