فاجأتني ابنتي كاترين فرج الله المحررة بالجريدة وهي تقول لي.. لقد استأذنت رئيس التحرير يوسف سيدهم في عمل حوار معك ووجدته متحمسا للفكرة, وقال:لو كنت بارعة يمكنك إخراج ما في ذاكرته من تاريخ طويل للصحافة, والأهم من ذلك تاريخه الشخصي والأسري.. ستجدين الكثير.
قفزت إلي السطح قصص مريرة ومواقف جميلة.. صندوق مغلق ملئ بحياة حافلة.. هل أحدثها عن تجربتي عندما شربت كوز ماء مليئا بالديدان عندما كنت أغطي حرب التحرير في أريتريا ضد الحبشة, هل أحدثها عن تجربتي عندما أكلت علي مائدة واحدة مع ملكة بريطانيا والإمبراطورة فرح ديبا وذلك أثناء افتتاح المعرض الإسلامي في لندن, هل أحدثها عن تجربتي أثناء مهرجان الشباب في برلين الشرقية في بدايات عام 1973 عندما كرست الوفود العربية كل جهودها في لعن مصر والتهجم علي أنور السادات.. ثم عوضني الله خيرا بعدها بثلاثة أشهر وقمت بتغطية صحفية لحرب تحرير سيناء وكيف انتابتني نوبة حادة من البكاء عندما دخلت بنا السفينة من برلين الشرقية إلي ميناء الإسكندرية ورأيت الحشود العسكرية البحرية ثم عندما لمست قدماي أرض سيناء أثناء تحريرها وكيف انكفأت علي الرمال وجسدي يرتجف من البكاء الحاد تماما كما حدث في ميناء الإسكندرية, هل أحدثها عن أسرتي وابني وابنتي ويحمل كل منهما شهادة الدكتوراه من أوربا بفضل أمهما ولها في ذلك مواقف تستحق التسجيل.
عزيزي القارئ.. هل أفتح قلبي لابنتي كاترين, أم أضع بعض التحفظات؟ الصحفي وسائق التاكسي يعيش كلاهما بين وداخل أعماق من يتعامل معهم من الوزير إلي الغفير.. أنا حائر.