تعرضت لوعكة صحية منذ حوالي شهرين, في البداية تعاملت معها ببساطة, ولكنها تحولت إلي أزمة, سمعت أحد أشهر الأطباء في مصر يقول لابني: والدك في مرحلة خطيرة جدا, ومطلوب فورا هذه التحاليل والأشعات والمناظير, وشدد علي ضرورة التوجه إلي مركز أشعات وتحاليل ومناظير معينة, اقترحنا بعض المستشفيات العسكرية, استبعدها بإصرار!!
بأسرع من البرق كانت رحلتي مع مراكز الاستنزاف, تصور أشعة واحدة بستة آلاف جنيه!! ناهيك عن الأرقام المفزعة لقيمة التحاليل والأشعات الأخري!.. ثم صدر فرمان بالتوجه إلي أحد المستشفيات الاستثمارية بمدينة 6أكتوبر لاستكمال بقية التحاليل والأشعات!! بالإضافة إلي قائمة بأدوية مستوردة.. والأدوية المصرية؟.. لا.. إنها مضروبة!!
رحلة استغرقت شهرين والتكاليف فلكية وتودي بالعقول إلي الجنون.. والنتيجة الحمدلله خير!
ماذا عن البسطاء وسكان العشوائيات والمقابر؟ أين حقهم في مظلة التأمينات الكاذبة التي أعلنها المسئولون أكثر من مرة.
المستشفيات الحكومية تحولت إلي مجازر بلا رحمة لاستقبال الحالات تمهيدا لدفنها في المقابر, الإمكانات بهذه المستشفيات صفر!.. وإذا كان بها بعض الأجهزة الطبية المتهالكة فهي معطلة! بالإضافة إلي فضائح ومآسي تعجز المجلدات عن احتوائها!
دفنت الضمائر في مقابر النسيان, ظهرت كتائب من مصاصي الدماء والمافيا التي التهمت بأنيابها خيرات هذا الوطن ومعها دماء ملايين الأبرياء من أبناء هذا البلد.. قطعوا الوطن إربا ونهبوه, عشرات الآلاف تحولوا في غفلة من الزمن إلي أصحاب مليارات من الحرام في ظل غياب أمني وقانوني, والملايين من أبناء هذا الوطن تئن تحت وطأة الكوارث.
روح سيد جلال عضو مجلس الشعب السابق تتعذب وتتألم في مثواها الأخير لغدر السفاحين والجاحدين والجلادين.. منذ أكثر من نصف قرن استبسل الرجل العصامي من أجل رد الجميل لوطنه, فأدي دورا وطنيا شجاعا تحت القبة تشهد له جلسات مجلس الأمة والشعب علي امتداد سنوات طويلة, وأقام صرحا طبيا مجانيا للفقراء, عز عليهم أن يخلد اسمه وأطلقوا عليه اسم مستشفي باب الشعرية التعليمي!! في زمن لصوص المليارات لم نسمع عن مشروع إنساني واحد من أجل البسطاء والمحرومين والمطحونين!
أين مشروعات الرحمة التي تنقذ الملايين الذين يعيشون تحت خط الفقر؟.. وللحديث بقية.