الثورة وتفكيك العقل الثقافى العربى، الثقافة ومقاومة الإستبداد… فى جدل حرية الفكر والتعبير فى مصر الحديثة، مدنية الثقافة ومرجعيتها الشعبية، الثورة وأسئلة الشعر، نص الثورة، تجليات الثورة فى شعر العامية، مراجعة نقدية لواقع المؤسسات غير الرسمية، السلطة وقنوات الإعلام الاجتماعى (المراقبة- المنع- الاستخدام)، شعارات الثورة، ثورات معلقة… الثورة المضادة من موقعة الجمل إلى مواقع التواصل الاجتماعى، المثقف بين المبدأ وإغراء السلطة، الإعلام والثورة…
الثورة وتفكيك العقل الثقافى العربى، الثقافة ومقاومة الإستبداد… فى جدل حرية الفكر والتعبير فى مصر الحديثة، مدنية الثقافة ومرجعيتها الشعبية، الثورة وأسئلة الشعر، نص الثورة، تجليات الثورة فى شعر العامية، مراجعة نقدية لواقع المؤسسات غير الرسمية، السلطة وقنوات الإعلام الاجتماعى (المراقبة- المنع- الاستخدام)، شعارات الثورة، ثورات معلقة… الثورة المضادة من موقعة الجمل إلى مواقع التواصل الاجتماعى، المثقف بين المبدأ وإغراء السلطة، الإعلام والثورة…
– هذه المحاور وغيرها ضمنت فى كتاب:
(سقوط نص الاستبداد- الثقافة والثورة… مراجعات ورؤى) بأقلام العديد من المفكرين والباحثين، من هؤلاء المفكرين: الدكتور صلاح الراوى، الدكتور عاصم الدسوقى، الدكتور أيمن تعيلب، الدكتور محمد حسن عبد الحافظ، الدكتور محمد فكرى الجزار، الدكتور أشرف حسن عبد الرحمن، محمد أحمد الدسوقى، قاسم مسعد عليوة، أحمد سراج، الدكتورة عبير سلامة، الدكتور عمارعلى حسن، محمود شرف. – وعنوان هذا المؤلف الذى صدر- عن الهيئة العامة لقصور الثقافة- يهدف إلى معالجة مفهوم الاستبداد وسقوط نصه فى ضوء انتفاضة الشعب المصرى، ثائراً بكل طبقاته وطوائفه ضد أستبداد النظام، وسعياً إلى المضى فى طريق صياغة حاضر تسوده الحرية ومستقبل يصوغه التقدم… وهذه المعالجة تقوم على استكشاف العلاقة بين الثقافة والثورة من خلال قراءة للواقع ترصد وتحلل بموضوعية ، معتمدة نظرة نقدية لموقف المثقف ومقاربته المجتمعية بتجليانها المتعددة…
المثقف والثورة:
– فى بحثه “الثورة وتفكيك العقل الثقافى العربى… تفكيك وتركيب” أكد الدكتور أيمن تعيلب أن الثورة المصرية أثبتت أن العقل الشعبى أكبر من العقل الوحدوى السلطوى، وأن الاستبداد يحكم الواقع ولكن لا يملكه، وأن الثورة المصرية قامت ضد أنظمة الفكر والسياسة والثقافة فى العقل المصرى قبل أن تكون ضد الممارسة السياسية القمعية المستبدة على أرض الواقع… وتناول البحث أربعة محاور أساسية:
(1) ثورة يناير وتفكيك الثقافة الحظائرية.
(2) التحول من العقل الثقافى إلى العقل الجمعى الحركى.
(3) الثورة وفتح أفق الممكن.
(4) من ثقافة التواطؤ الأستفسارى إلى ثقافة السؤال الأبتكارى.
ومن خلال هذه المحاور أكد د. أيمن تعيلب أيضاً على أنه لن يحدث أختلاف فى السياسات العربية الحاكمة مالم تتغير العلاقة بين السلطة الحاكمة وما يراه الناس…
– أما الدكتور والمؤرخ عاصم الدسوقى فجاء بحثه بعنوان:”الثقافة ومقاومة الاستبداد فى جدل حرية الفكر والتعبير فى مصر الحديثة” والذى أكد على أستمرار الجدل القائم بين المثقف والسلطة والأستبداد والحرية، وصنف المثقفين فى مصر إلى ثلاثة أصناف تاريخياً:
(1) صنف مع السلطة الحاكمة يعطى مشروعيته لإجراءاتها ويجمل قبحها، وهذا الصنف يفتح له أبواب المجد.
(2) الصنف الثانى: يعيش فى الهامش ولا أحد يتعامل معه.
(3) الصنف الثالث: يبحث عن الطريق فى الظلام.
وأوضح د. عاصم الدسوقى أن الاستبداد السياسى نما مع فكرة الملك الإله فى مصر القديمة: الحاكم الأب الذى لا يمكن سبه أو التطاول عليه.
– أشار أيضاً د.عاصم فى بحثه إلى أنه عندما نستعرض نصوصاً كثيرة نجد أن سلطة الاستبداد السياسى قوضت مثقفين كثيرين ومنعتهم عن قول الحقيقة، فنجدهم يقولون أشياء فى ندوات يحضرونها ويكتبون شيئاً آخر فى كتبهم…، ثم عرض لمظاهر الأستبداد منذ إنشاْء المطبعة فى عهد محمد على مروراً بالثورة العرابية وصدور قانون المطبوعات فى نوفمبر عام 1881 ودستور 1923 الذى يتضمن كافة الحريات المقيدة بقيد القانون، مؤكداً فى النهاية على أن مشكلة المثقف والسلطة ستظل طالما هناك شريحة تخدم الحكم…، ورغم كل هذه القيود الحادة على حرية الفكر والتعبير، فأن المثقفين الحقيقين لم ييأسوا ولم يتراجعوا ولم يتنازلوا ولم يفرطوا فيما أعتقدوا إنه طريق الخلاص والحرية، وعلى أكتاف هؤلاء المتمردين تكون الحرية العامة ثمناً لفقدانهم حريتهم… هم بين جدران السجون…
الادب والثورة:
– فى بحثه: “الثورة وأسئلة الشعر” أوضح الشاعر محمد الدسوقى أنه قد تناول عدداً من النصوص لشعراء مبدعين فى مصر والبلاد العربية التى انتفضت شعوبها مشيراً إلى أن القصائد تتنوع ما بين الشعر العمودى والتفعيلة والنثر، مختاراً خمسة شعراء: محمد محمد الشهاوى، سعد عبد الرحمن، وتقى المرسى {من مصر}، والشيخ نوح من {موريتانيا}، وعبد
المنعم الأمير {من العراق} ومن شعراء التفعيلة. تناول الباحث تسعة شعراء وهم: رياض الشرايطى، المنصف الوهابى، آدم فتحى، خالد الصليعى، فاروق شوشة، ممدوح المتولى، حسن طلب، صبرى قنديل، شريفة السيد، ومن شعراء القصيدة النثرية د. علاء عبد الهادى، عبد المنعم رمضان، أمجد ريان،عبد الحكم العلامى{ من مصر}، ماجدة الظاهرى وزهور العربى {من تونس}، عائشة المغربى{ من ليبيا}، وجيهة عبد الرحمن، بيانكا ماضية {من سوريا} ليعرض وجهة نظره فى أختلاف وظيفة الشعر قبل وبعد الثورة، وأن التجارب المطروحة لا تعبر عن الثورة بعمق بل هى نوع من محاولات الأشتباك بفاعلية مع الواقع مختتماً بحثه: أن الشعر هو روح إنسانية أما الثورة فهى أختراق للواقع.
– وفى بحثه: “شعارات الثورة إبداع متمرد على تقليدية الأطر” أوضح الشاعر أحمد عنتر مصطفى أن الشعار بشكل عام هو رمز أو شارة على شئ ما وقد يمتد خيط رفيع يربطه بفن الإعلان، فكثيراً ما يعلن عن سلعة ما بشعار لها أو علامة، وفى الحالة الثورية يكون الشعار “إعلاناً” مع الفارق عن الرؤية والرغبة فى التغيير والتمرد على ما هو قائم وزلزلة الأرض تحت الثوابت، كما إنه يعد نداء ستظل الجماعة معبرة به عن اتحادها وقوتها، وأضاف الباحث: إنه قد يكون هذا الشعار مقروءاً أو مسموعاً مردداً أو مرئياً فى هيئة صورة أو رسم، وقد يكون مبتكراً منبثقاً من واقع الحال يومض فى الذهن فينساب جامحاً على الألسنة، وقد يكون قديماً، يعاد إنتاجه مستخلصاً من حكمة أو مثل أو مأثور قديم أو نص إبداعى سابق كأبيات أبى القاسم الشهيرة:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
تلك الكلمات التى توهجت فى ذاكرة وعلى ألسنة ثوار الشعبين التونسى والمصرى إبان ثورتهما الظافرتين.
– وأجمل الشاعر أحمد عنتر مصطفى خصائص الشعار فى:
(1) أن يكون مكثفاً مقتضبااً وفى الوقت نفسه مستو عباً لأهداف الثورة معبراً عنها مكملاً للفعل الثورى دافعاً له محرضاً عليه.
(2) لابد أن يكون مموسقأ يسهل ترديده وحفظه، وبخاصة إذا كان هتافاً وأن تكون كلماته وألفاظه ذات وقع خاص مفعمة بالرنين والقوة، وأن يعتمد على القافية الصوتية والنافذة والحادة والحرص على أن تخلو كلماته من الحروف صعبة النطق وأن تكون بعيدة عن صيغ الأشتقاقات.
(3) إذا كان الشعار مرئياً لابد أن يكون جاذباً للعين، وأن تكون ألوانه جذابة وخطوطه (إذا كان مرسوماً) سهلة القراءة، وحيث أن الشعار هو صوت الضمير الجمعى متفاعلاً معه، فلابد أن يكون بسيط الشكل والصياغة حتى يصل لوجدان البسطاء.
(4) ضرورة تبنيه قضية كبرى يتصدى لها، وفى نفس الوقت يكون فاضحاً لأباطيل وأساليب وسلوكيات فاسدة ساعياً لإظهار الحقائق.
الثورة والميديا:
– وأوضح الباحث أحمد سراج فى بحثه: “السلطة وقنوات الإعلام الاجتماعى: المراقبة- المنع- الاستخدام” كيف سقطت السلطة المصرية وهى فى أوج قوتها ونضجها ظاهرياً- أمام مجموعة من شباب المهمشين؟ ما الذى أمتلكه الثوار لتلجأ السلطة إلى كل وسائلها الناجحة من قبل: السجن والتعذيب بل والقتل؟ والسؤال المركزى هنا هو: هل حاولت السلطة مقاومة الإعلام الاجتماعى؟ وكيف كانت المحاولة؟ وما النتيجة لتلك المقاومة؟
يقوم البحث على فرضية أن السلطة (المصرية تحديداً) تعاملت مع قنوات الإعلام الاجتماعى: “الفيسبوك”، “يوتيوب”، “تويتر” وغيرها على ثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة المراقبة.
الثانية: مرحلة المنع.
الثالثة: مرحلة الاستخدام.
وقد أوضح الباحث أحمد سراج كيف زاد عدد مستخدمى الفيس بوك فى مصر منذ بداية 2011 وحتى أغسطس من نفس العام، مشيراً إلى أن السلطة لم تنتبه إلى أن الأنترنت أسهم فى سقوط أنظمة حكم منذ عام 2001 فى الفلبين وأسبانيا عام 2004.
– وتحت عنوان “الدرس الأخير” كتب أحمد سراج: الفرق بين عقلين وإرادتين وثقافتين حسم الأمر من قبل أن يبدأ… فما بين رؤية السلطة لعالم الأنترنت على إنه عالم أفتراضى وإلهائى ورؤية الثوار إنهم يعيشون عالمهم الحقيقى من خلال الإنترنت، مسافة شاسعة للغاية، يرى الثوار إنهم قادرون على الأكل والشرب واللبس والزواج والتغيير من خلال الأنترنت، ولا ترى السلطة، يرى الثوار العالم كله ويتحركون فيه بحرية وسرعة ونظام ولا ترى السلطة ولا تتحرك، كانت النهاية إذن محتومة من قبل أن تحتدم المعركة ، فالطائرات لن يوقفهاقعيد اعمى غير منتبه، ولن يفيده اتباع الأزيز فلربما قاد إلى الهاوية أو جعل صاحبه مزحة للآخرين، هناك درس، نعم، ما هو؟ أن نتعلم كل جديد، فلقد عارضنا الطباعة والصحافة وشرب القهوة وعصر السماوات المفتوحة، لذلك صرنا عالة مستهلكين واقعية تحت سيل التدفق الخبرى لا نملك أن نمنع أو نرد، لكن هناك أشياء لا يمكن تجاهلها وإلا كان درسها هو الأخير، لنستعد حتى لايدوسنا قطار التطورات…
وفى قراءته للإداء الإعلامى للتليفزيون الرسمى أثناء ثورة 25 يناير، أكد الإعلامى محمود شرف أن كل العالم رأى فشل التليفزيون المصرى فى الوقوف بجانب الحاكم أثناء الثورة. فالمتلقى دائماً يسعى إلى الرسالة الأكثر تميزاً التى نستطيع إقناعه، ويبقى العنصر البشرى واحداً من أهم العناصر الصانعة للرسالة، التى توكل إليها مهمة إنجاح هذه الرسالة، عبر عدة أسس، يأتى على رأسها: المهنية، والحالة العلمية لهذه العناصر البشرية، والتليفزيون المصرى الذى طالما تكررت الإشارة إلى أن ميزته النسبية تكمن فى هذا العدد الكبير من الكفاءات التى تعمل داخله، والتى تستطيع أن تصنع الفارق لصالحه، كما أن عدداً كبيراً من هؤلاء هم أنفسهم الذين أسهموا فى إنشاء معظم المحطات العربية الأخرى التى يشهد لها الجميع بالنجاح، ويصل عدد العاملين بالتليفزيون المصرى، وبوزارة الإعلام المصرية عموماً إلى نحو خمسة وأربعين ألف عامل، بينهم عدة آلاف من المخرجين والمعدين والمذيعين، تم أختصارهم جميعاً فى عدة أطقم، عملت طوال فترة الثمانية عشر يوماً على انشاء تلك الرسالة، وبدأ واضحاً خلال عملهم أنهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من قواعد المهنية، فالمذيع الذى تنحدر دموعه أمام المشاهد، وهو يحاول استجداءهم لمناشدة أبنائهم حتى يعودوا إلى منازلهم، ويخلوا ميدان التحرير، متحججاً بالتسيب الأمنى الذى حدث وقتها، هو مذيع يخلط بين مهمته التى تنحصر فى عرض ومناقشة الحدث، وأستكشاف جميع جوانبه، وبين آرائه الشخصية، ورغباته الخاصة، وينبع هذا الخلط بالأساس من خلط من نوع آخر، وهو الخلط بين كونه يعمل بتليفزيون مملوك للدولة، أى للمواطنين، بمختلف انتماءاتهم وطبقاتهم، أو تليفزيون النظام، وهو الحالة التى تلزمه وقتها أن يدافع عن مصالح هذا النظام بكل السبل، وهذا الخلط فى حقيقة الأمر حادث فى معظم- إن لم يكن كل- قطاعات الدولة. ليس فى التليفزيون فقط، إنما هو يظهر بوضوح أكبر فى التليفزيون لطبيعة العمل الإعلامى، التى تجعل الآراء والتوجهات أكثر وضوحاً أمام الجمهور، وفى كل الأحوال، فإن مقولة “جوبلز” حول الإعلاميين الفاسدين، وتلازم وجودهم مع نجاح سيطرة على الجمهور، هى أصدق تعبير عن أداء العنصر البشرى فى تغطية التليفزيون الرسم لأحداث ثورة يناير.
– ويضيف الباحث محمود شرف: لا شك أن النجاح أو الفشل من الأمور النسبية فى العموم، إلا أن الأداء الإعلامى للتليفزيون الرسمى للدولة أثناء أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير هو واحد من تلك الأمور التى لا يمكن للمرء أن يصفه بالفشل الذريع، وبعدم القدرة، فى كل جوانبه، على صناعة تلك الرسالة الفضلى، سواء كانت فى فشله فى أختيار الوعاء المناسب، أو المادة المكونة لهذه الرسالة، أو حتى للعناصر البشرية التى تصنعها، ويبقى أن نلفت إلى أن هذا الفشل ربما يظل ملازماً لمنظومة الإعلام المصرى الرسمى بشكل عام، طوال الفترة القادمة، ما لم ينتبه المسئولون عنه لأهمية إعادة هيكلة هذه المنظومة مرة أخرى، بل وتفكيكها كلية، وإعادة بنائها ثانية، معتمدين فى ذلك على النظم والتقنيات فى حقل المعدات والتدريب البشرى, وقبل دلك كله تبقى حتمية تغيير عقيدة الإعلام المصرى هى الحتمية الأكثر وجوباً فى المرحلة القادمة، لكى تخرج المادة الإعلامية من عباءة حكم الفرد، وتسلطه المطلق على كل مقدرات الرسالة الإعلامية، وتسخير كل إمكانياتها لخدمة أهدافه وأغراضه الخاصة، وترشيد مصطلح الإعلام الحكومى عبر اختصاره فى وسيلة أتصال واحدة تبقى هى المتحدث الرسمى باسم الحكومة، مع إطلاق الحريات وتمكين الطاقات الإبداعية من الأنطلاق، والمشاركة فى صناعة تلك الرسالة الإعلامية الحقيقية، التى تعلى من قيمة حرية الفرد، والمجتمع، وحقه فى الحصول على نصيبه من الثقافة، بأشكالها، وأنواعها المختلفة.
==
س.س