ساعات قليلة قضيتها أطالع قصائد قداسة البابا شنودة الثالث التي كتبت في الفترة من عام1946وحتي عام2009, والتي تمثل حالة شعرية وروحية خاصة وخالصة, فيها إبداع روحي وفكري غزير,وفيها تأملات روحية هادفة,تتجول هذه التأملات في عالم فسيح متسع يشتمل علي قصص من الكتاب المقدس مثل قصة يوسف الصديق كما في قصيدةذلك الثوب عام1946,وأحداث الصلب كما في قصيدةمن ألحان باراباس,وقصة الغني الغبي في قصيدة وماذا بعد هذا؟عام1948,وقصة شمشون في قصيدة آبيات عن شمشون ومريم ومرثا وغيرها.
بالإضافة إلي تأملات روحية عميقة في بعض وصايا الكتاب المقدس مثل محبة الأعداد كما في قصيدةإن جاع عدوك فأطعمهيناير2009,وتأملات في الصلاة كما في قصيدةأغلق الباب وحجاج في دجي الليل يسوع وتأملات عن التوبة مثل قصيدة كيف أنسي.
وتتسع رؤي قداسته الشعرية لتتضمن تأملات فلسفية عميقة عن حياته في الرهبنة والأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان بالمسيح,والاضطهادات التي تقع علي الكنيسة في العالم,وإله الكون,ومحبة وحنان الله وعبادته والتكريس لله,وغيرها.
ولعل الجانب الفكري والإبداعي في حياة قداسة البابا شنودة الثالث يجعله شديد التميز بين بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية,التي أعطت لمصر الكثير من المفكرين والمبدعين وفي صدارتهم قداسة البابا شنودة الثالث.
وفيما يلي نختار بعضا من أبيات قصائده:
في قصيدةما حياتي…كيف صرت؟ يقول قداسته مناجيا الله:
ها حياتي في يديك
هاك قلبي هاك فكري
أنت من يفرح قلبي
أنت من يثلج صدري
أنت من يرشد عقلي
أنت من صاغ شعري
أنت عوني أنت حصني
أنت مجدي أنت فخري
وفي قصيدةيا إلهي أعمق الحب هواكيقول:
يا إلهي أعمق الحب هواك
يا إلهي لي اشتهاء أن أراك
في جمال في بهاء مبهر
في جلال وسط قوات سماك
وفي قصيدةترنيمة غريب يقول قداسته:
غريبا عشت في الدنيا
نزيلا مثل آبائي
كسبت العمر لاجاه
يشاغلني ولا مال
ولا بيت يعطلني
ولا صحب ولا آل
هنا في الدير آيات
تعزيني وأمثال
هنا الإنجيل مصباح
ولا يخفيه مكيال
هنا لاترهب الرهبان
قضبان وأغلال
ولا تستعبد الوجدان
أغراض وآمال
ولا تلهوبنا الدنيا
فإدبار وإقبال