اولاً الليبرالية: المصطلح كلمة اعجمية احتار المترجمون بحثاً عن مسمى عربى لها. ولعل الترجمة العربيةالوحيدة الاولى والاخيرة اتت فى كتابات رفاعة الطهطاوى(الاب المؤسس للفكر الليبرالى المصرى). فقد عاد الى الجذر اللاتينى للكلمة وهو Liberalis ومعناها “حر” فترجم الليبرالية الى “حرية” والليبرالى الى “حرى” وجمعها “حريين” كمصرى ومصريين.
ومنذ قالها رفاعة لم يات قول ثان وهل بعد قول الطهطاوى قول اخر. ولكن ومع مضى الزمان استثقل الكتاب كلمة “حرى” واكتفوا بالاصل الاعجمى.
واذا رجعنا الى القواميس والمعاجم الاجنبية والعربية فاننا نجد مجرد تنويعات على ذات المعنى:
– قاموس اكسفورد: “ليبرالى تعنى مفتتح الذهن، غير متعصب، منحاز للاصلاحات الديموقراطية.برفض الاساليب البربرية”.
– اما المعجم الفلسفى المختصر (وهو معجم ماركسى) فيقول “فى القرنين 17، 18 كانت الليبرالية تمثل البرنامج الفكرى للبرجوازية الفتية التى كانت تناضل ضد بقايا الاقطاع، وتلعب دوراً متقدماً نسبياً وتدعو لحماية الملكية الخاصة والمنافسة الحرة وترسيخ مبادئ الديموقراطية البرجوازية واشاعة الحياة الدستورية”.
– المعجم الفلسفى (د.مراد وهبة) يرى ان “الليبرالية هى نظرية سياسية ترقى الى مستوى الايدلوجيا اذ تزعم ان الحرية اساس التقدم فتعارض السلطة المطلقة سواء اكانت دينية ام دنيوية”.
الليبرالية المصرية:
– ونقصد بها تلك المحاولات الساعية لاستنهاض العقل المصرى وبناءه… وتحرير الانسان المصرى مناستبداد المستبدين وتحريره من اوهامه الخاطئة.
– الليبرالية التى نقصدها هى الحرية… الحرية للوطن وللمواطنين… لهم جميعاً من هو معك ومن هو ضدك.
– الليبرالية التى نقصدها… هى هذا السجل الحافل بقيم الاستنارة والعقلانية والوحدة الوطنية وثقافة الحوار المنفتح وحق الاختلاف ومفاهيم المواطنة والمدنية.
– الليبرالية المصرية التى نقصدها. المشروع الثقافى والفكرى والسياسى والاجتماعى… والتى بدات منذ ما يقارب القرنين… على يد الاب الروحى لليبرالية المصرية “رفاعة الطهطاوى” (المؤسس الاول) وما تلاه من رجالات: الشيخ جمال الدين الافغانى… احمد عرابى… عبد الله النديم… الشيخ محمد عبده… على عبد الرازق… احمد امين… مصطفى عبد الرازق… شبل شميل… فرح انطون… ولى الدين يكن… امين الخولى… سلامة موسى… اسماعيل مظهر… قاسم امين… طه حسين… سعد زغلول… مصطفى النحاس… الشيخ شلتوت… الشيخ د.عبد المتعال الصعيدى… نجيب محفوظ… وغيرهم كثيرون ثم ما تلاهم من اجيال بكل اسهاماتهم المتنوعة فى مختلف المجالات الفكرية والفلسفية والعلمية، الفقهية والدينية، الادبية والفنيةظن الاجتماعية والسياسية.
– وقد سال البعض ما هلا علاقة الليبرالية بالدين؟ ونجيب الليبرالية هى منهج فى النظر العقلى الى الاشياء وعدم تقبل ما يتنافى مع العقل. واذا كان المصريون يقولون “ربنا عرفوه بالعقل” واذا كان الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده قد كتب اهم كتبه “رسالة التوحيد” فى اثبات قدرة العقل الانسانى على التواصل بذاته الى الايمان الصحيح بوجوده وسبحانه وتعالى ووحدانيته فاننا مع العقل تكون الاقرب الى صحيح الدين.
– واحترام العقل وثماره يستدعى احترام ثمار عقول الاخرين باعتبارها منتجاً بشرياً يحتمل الصواب والخطأ ومن ثم يستدعى احترام الراى الاخر والتسامح ازائه. ويستدعى بضرورة حرية القول والتعبير والابداع والخلق الفنى والادبى.
ومن هنا فان كثيرين من رجال الدين كانوا رواداً فى مجال الليبرالية